الولايات المتحدة تنتقد التحركات التركية الجديدة شرقي المتوسط

إسطنبول ـ نورث برس

انتقدت الإدارة الأميركية، أمس الثلاثاء، التحركات التركية الجديدة شرقي المتوسط وإرسالها سفينة “أوروتش رئيس” بحجة التنقيب مجددا شرق المتوسط.

ووصفت الإدارة الأميركية تلك التحركات بأنها “استفزازية”. وطالبت تركيا بالرجوع عنها والتوقف عن مثل هذه الخطوات التصعيدية.

وجاء ذلك في تصريحات صادرة عن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، مساء أمس الثلاثاء، والتي انتقدت فيها التحركات التركية شرقي المتوسط.

ودعت أورتاغوس في بيان، الجانب التركي إلى وقف أنشطة التنقيب شرق المتوسط، والعودة إلى المباحثات الاستكشافية مع اليونان.

واعتبرت أن استئناف سفينة “أوروتش رئيس” لأنشطتها في مياه شرق المتوسط “استفزاز واضح”.

وشددت في بيانها بالقول “نطالب بأن توقف تركيا هذا الاستفزاز المتعمد وتطلق فوراً محادثات تمهيدية مع اليونان.”

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أن “الإكراه والتهديدات والترهيب والأنشطة العسكرية لن تحل التوترات في شرق المتوسط.”

وأشارت إلى أن إرسال سفينة التنقيب “أوروتش رئيس” إلى مياه شرق المتوسط يزيد من التعقيدات بشكل متعمد.

“وبالتالي فإن المحادثات التمهيدية مهمة بين حليفينا في حلف شمال الأطلسي اليونان وتركيا، البلدان الجاران والحليفان في حلف شمال الأطلسي، رغم خصومتهما التاريخية.”

تحركات مجدولة

وقال عبدالله أوزديمير، محلل مختص بالشأن التركي ويقيم في إسطنبول، إن “الخطوة التركية لم تأت بشكل مفاجئ أو بناء على اختلاف في الرؤى التركية أو السياسة التركية الخارجية وهي عمليات وتحركات مجدولة سابقاً.”

ولكن، بحسب “أوزديمير”، فإنه “من الواضح أن هناك استهداف ممنهج لتركيا من قبل الاتحاد الأوروبي وحتى واشنطن، الذين يتجاهلون الاستفزاز اليوناني الذي يسبق أي تحرك تركي.”

وأضاف “أوزديمير” في حديث لنورث برس، “تركيا استجابت لكل المبادرات والوساطات التي تدخلت سواء من قبل ألمانيا أو من قبل أمين حلف الناتو، أو حتى من قبل واشنطن نفسها.”

وتدعو تركيا بشكل مستمر لعقد مؤتمر دولي إقليمي لحل الصراع الدائر في منطقة شرق المتوسط، إلا أن الاتحاد الأوروبي حتى الأن لم يستجب لتلك الدعوات.

لكن مراقبون يرون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد فرض سياسة الأمر الواقع وأن بلاده صاحبة حق وأن ذلك يجب أن يتوافق مع القانون الدولي.

وجمع لقاء مؤخراً، وزيري الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو واليوناني نيكوس داندياس، على هامش إحدى الفعاليات في سلوفاكيا.

وبعد اللقاء، أعلن الوزير التركي بأنه تم الاتفاق على “إجراء محادثات استكشافية” بين الطرفين قريباً.

لكن إقدام تركيا على إرسال سفن عسكرية بحجة التنقيب شرق المتوسط أدى لقلب الموازين بعد أن كانت الأمور تسير نوعاً ما نحو تهدئة التصعيد، حسب مراقبين.

بالمقابل كان الرد اليوناني سريعاً على التحركات التركية والذي جاء على لسان وزير الخارجية اليوناني.

وقال الوزير اليوناني في تصريحات صحفية، الاثنين، إن عودة سفينة التنقيب “أوروتش رئيس” إلى مياه شرق المتوسط تنذر بتصعيد كبير.

وأشار إلى أن تلك الخطوات التركية تهديد مباشر للسلام والأمن، على حد تعبيره.

وأكدت اليونان أنها لن تشارك بأي محادثات طالما سفينة “أوروتش رئيس” والسفن العسكرية المرافقة لها موجودة شرق المتوسط.

وأعربت عن غضبها الشديد من تلك الاستفزازات.

موقف مماثل

واتخذ الاتحاد الأوروبي موقفاً مماثلاً لليونان، وذلك على لسان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس.

وقال ماس أمس الثلاثاء في تصريحات صحفية، إنه “إذا جرت فعلاً عمليات استكشاف تركية جديدة للغاز في المناطق البحرية المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط، فستكون هذه انتكاسة كبرى لجهود خفض التصعيد.”

وأكد الوزير الألماني أن “على أنقرة أن تضع حداً لدوامة التهدئة والاستفزاز إذا كانت الحكومة مهتمة بإجراء محادثات كما أكدت أكثر من مرة.”

ودعا ماس إلى “عدم إغلاق نافذة الحوار التي فتحت للتو مع اليونان بسبب التحركات الأحادية الجانب.”

وقال مراد شيخ يوسف، الخبير في العلاقات الدولية، ويقيم في الأردن، إن “استمرار تركيا بسياسة خلق المشاكل ستفتح الباب على مصراعيه أمام الضغوطات الأوروبية والغربية وحتى من أميركا.”

وأضاف “يوسف” لنورث برس، “بالتالي سينعكس كل ذلك بشكل سلبي على تركيا، كون سياسة التعنت لن تجدي نفعاً.”

وهدد الاتحاد الأوروبي مؤخراً، وعلى لسان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، من أنه إذا واصلت تركيا أنشطتها التي وصفها بأنها غير القانونية، فإنه سيستخدم الوسائل المتاحة له.

وقالت فون دير لايين، إنه “جرى إعداد عقوبات اقتصادية وهي جاهزة للتنفيذ فوراً.”

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد