قوى سياسية سورية معارضة تستبق جولة أستانا بالتأكيد على بيان جنيف

دمشق –  نورث برس

استبقت قوى سورية معارِضة انعقاد الجولة الجديدة من مفاوضات أستانا، وأعلنت عدم تعويلها على نتائج هذا المسار إذا لم يتوافق على أرض الواقع مع بيان جنيف وقرار مجلس الأمن /2254/.

وتستعد العاصمة الكازاخستانية، أستانا، لجولة سابعة من المفاوضات السورية برعاية الدول الضامنة لهذا المسار وهي روسيا وإيران وتركيا.

وحسب بيان للخارجية الكازاخية، فإن الجولة الجديدة ستُعقَد يومي /30/ و/31/ تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

‎كما كان مصدر مصري رسمي قد صرّح بأن القاهرة تلقت دعوة للمشاركة في هذه الجولة من محادثات أستانا.

ويأتي هذا في وقت لا تزال فيه المعطيات الميدانية والسياسية الراهنة معقدة، إذ لا تزال منطقة إدلب ومحيطها تُحكم “نظرياً” بتفاهمات هذا المسار.

“رقصات شياطين”

واعتبر الدكتور عارف دليلة، وهو مفكر معارِض يقيم خارج البلاد، أن هذه المحطات والتسميات (جنيف ولجنة دستورية وأستانا وسوتشي) “ألاعيب.”

 وقال لنورث برس :” جرت وتجري باستبعاد جميع من قد يمثّل الشعب السوري وقواه الوطنية الديمقراطية التي تنادي بوحدة سوريا أرضاً وشعباً.”

 ورأى “دليلة” أن هدف المسارات، التي يصفها بـ”رقصات الشياطين”، هو “إعطاء أصحاب النوايا الشريرة الفرصة للالتفاف على مقاربة الحل الصحيح مع الإجهاز الكامل على سوريا الدولة والشعب والمستقبل.”

وشككّ في البيانات العلنية التي تتضمّن ادعاء الحرص على السوريين، “فهي نوع  من ذرِّ الرماد في العيون، خلف الكواليس يقررون وعلى الأرض  ينفذون خلاف ذلك.”

كما يبدو المفكر السوري غير مقتنع بممثلي “النظام والمعارضة المفبركة ممن يزعمون أنهم يمثّلون سوريا.”

ويقول: “ليس لهم أيّ دور أو اعتبار، يتم استخدامهم كأدوات لتمرير مخططات ومقررات هذه الاجتماعات ومضامينها السرية لجهة شرذمة سوريا ومحقها، وتمكين الاحتلالات وتوزيع المكاسب.”

بيان جنيف

وربطت مزن مرشد، وهي المتحدثة الرسمية باسم تيار الغد السوري، موقف التيار حيال تحقيق تقدم في هذا المسار بما ينصُّ عليه قرار مجلس الأمن /٢٢٥٤/ و بيان جنيف.

وقالت لنورث برس :” إذا كانت الجولة لتمرير الوقت، فهي غير مجدية و حبرٌ على ورق، و لن نكون داعمين أو مؤيدين لها، نحن نطمح لتسريع عجلة الحل السياسي.”

وأضافت المتحدثة باسم تيار الغد أن “السعي للحرية ودولة القانون لا يترجم على أرض الواقع إلا بالانتقال السياسي نحو الديمقراطية وإنهاء النظام الحالي.”

وكان تيار الغد السوري قد أسس في الـ/28/ من تموز/يوليو الماضي تحالفاً جديداً مع المجلس الوطني الكردي والمنظمة الآثورية الديمقراطية والمجلس العربي في الجزيرة والفرات.

وكانت مفاوضات أستانا قد انطلقت في كانون الثاني/يناير 2017، بعد وقف إطلاق النار الذي أعقب خروج مسلّحي المعارضة السورية من حلب الشرقية وفق اتفاق روسي-تركي.

وتم عقد ست جولات، حتى الآن، أثمرت السادسة اتفاقاً بين روسيا وتركيا وإيران على إنشاء منطقة رابعة لخفض التصعيد في محافظة إدلب، أضيفت إلى ثلاث مناطق سابقة ، شمالي مدينة حمص، و الغوطة الشرقية، وعلى الحدود السورية مع الأردن في درعا.

“حل وسط”

لكن ماهر مرهج، الأمين العام لحزب الشباب الوطني السوري (تأسس عام 2012 وفق قانون الأحزاب رقم /100/ لعام 2011)، رأى أن هذه الجولة “مهمة مع عدم وصول جولات اللجنة الدستورية لأيّ نتائج تذكر.”

وقال لنورث برس: “هناك ضرورة لرسم خارطة جديدة تمهّد لهدنة أو تهدئة وتمنع انهيار ما تم بناؤه، ومعالجة وضع جبهة النصرة وهيئة أحرار الشام ومنع ظهور داعش من جديد.”

وأضاف: “وقائع الميدان تظهر على الأرض من خلال جولات أستانا وتفعيل اتفاقيات جديدة لحماية طريقي M4 وM5.”

ورجّح “مرهج” أن تزداد التفاهمات وترتفع وتيرة الحوار بين رعاة أستانا، “ما يمهّد لحلٍّ وسط يحتاجه الضامنون للاستفادة من حالة اللاسلم واللاحرب في ظل غياب الرغبة الأميركية بحلٍّ سياسي.”

إعداد :أوس حمزة – تحرير: حكيم أحمد