فلسطينيو سوريا في دائرة الخطر: تركيا ترفض تقديم العلاج لنا بحجة “الكملك”
إسطنبول ـ نورث برس
قال عدد من الفلسطينيين السوريين في تركيا، الاثنين، إن الحكومة التركية “ترفض منحنا الوثائق اللازمة التي تسهل تلقي العلاج في المستشفيات داخل تركيا، بحجة الكملك.”
ويعاني اللاجئون الفلسطينيون السوريون المقيمون على الأراضي التركية صعوبات عدة سواء على صعيد الإهمال أو الحصول على الوثائق الرسمية.
وقدّرت مصادر مهتمة بأمور اللاجئين الفلسطينيين، أعداد من يحمل الوثائق السورية على الأراضي التركية بنحو /10/ آلاف لاجئ.
وتعاني قرابة /2400/ عائلة فلسطينية سورية، حسب إحصائيات “مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا”، وهي منظمة حقوقية توثيق أوضاع الفلسطينيين السوريين في مختلف دول العالم وفي داخل سوريا، أوضاعاً معيشية وقانونية صعبة.
وبحسب المنظمة فإن /400/ عائلة من العدد الكلي، لا تملك بطاقة الحماية المؤقتة (الكملك) في تركيا، وهم محرومون من العلاج والعمل والتعليم.
ويتوزع أولئك اللاجئون على مدن (إسطنبول، غازي عنتاب، كلس، هاتاي ومرسين).
وذكرت عدة مصادر متطابقة أن الكثير من المرضى من اللاجئين الفلسطينيين السوريين في تركيا يواجهون “خطر الموت.”
وأرجعت المصادر السبب “لعدم حصولهم على بطاقة الكملك أو أي أوراق ثبوتية أخرى تساعدهم على الدخول إلى المشافي لتلقي العلاج.”
وأشارت إلى أن من بين هؤلاء المرضى نسبة من الأطفال.
ونقلت مصادر خاصة لنورث برس، عن أيمن دواه، وهو لاجئ فلسطيني سوري، من مهجري مخيم اليرموك جنوب دمشق، مناشداته للحكومة التركية لتقديم العلاج لطفله إثر تدهور حالته الصحية.
وأشارت إلى “عدم استطاعته العلاج في المشافي التركية لعدم امتلاكه بطاقة الحماية المؤقتة “الكملك”.
وأضافت: “حالة الطفل في تدهور بسبب خطأ طبي وفشل عملية جراحية أجريت له في أحد المراكز الطبية بمدينة إسطنبول.”
وحذرت من أن “الطفل الآن في وضع خطر جداً في حال لم يتم إدخاله للمشفى وتقديم العلاج.”
وأعربت عن استنكارها في الوقت ذاته لتصرف الجهات التركية مع الفلسطينيين السوريين بهذا الشكل خاصة في ظروف المرض.
ومع غياب الجهات المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين السوريين في تركيا، يحاول الكثير منهم التواصل مع الجمعيات السورية وحتى بعض الجمعيات التركية للحصول على ما يعينهم.
ويواجه بعض أولئك الفلسطينيين السوريين صعوبة في التواصل مع الجمعيات السورية، لأنها توجه دعمها للسوريين فقط وليس للاجئ الفلسطيني السوري، بحسب بعض اللاجئين.
وأطلق معاذ أبو العلا، وهو ناشط حقوقي، وعضو المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان في لبنان، مناشدات “لمد يد العون له والضغط على تركيا لمساعدته في تلقي العلاج.”
ويعاني “أبو العلا” وهو لاجئ فلسطيني سوري، من مرض سرطان القولون منذ العام 2018، بحسب المصادر.
وأفادت أن “أبو العلا” كان عالقاً في سريلانكا ووصل إلى تركيا منذ عدة أيام “لاستكمال علاجه وإنهاء معاناته.”
لكنه تفاجئ برفض منحه العلاج، بحسب المصادر، إلا بعد حصوله على بطاقة الحماية المؤقتة “الكملك” التي بات استخراجها أمراً شبه مستحيل ويحتاج لموافقة وزير الداخلية التركي بشكل حصري.”
ويناشد “أبو العلا” جميع المنظمات الدولية وحقوق الإنسان والدولة التركية وسفارة فلسطين، التدخل من أجل إنقاذ حياته والتكفل بعلاجه.
كما طالب “بضرورة المساعدة في استخراج بطاقة الحماية المؤقتة (الكملك) من أجل أن تقبل المستشفيات التركية استقباله وعلاجه.”