تركيا تعترف بتدخلها العسكري ضد أرمينيا

إسطنبول ـ نورث برس

اعترفت تركيا وعلى لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها حامي أقصوي، بالمشاركة في الحرب إلى جانب أذربيجان ضد أرمينيا في منطقة النزاع قره باغ، بحجة أن أرمينيا انتهكت وقف إطلاق النار.

وقال أقصوي إن “تركيا تلقت نبأ انتهاك القوات المسلحة الأرمينية وقف إطلاق النار، وأطلقت النيران على مواقع الجيش والقرى الأذرية في الجانب المقابل لخط الجبهة بين البلدين.”

وشدد على أنه “خلال هذه المرحلة، دعم تركيا مطلق لأذربيجان وسنقف بجانبها بالشكل الذي ترغب به.”

وأمس الأحد، اتهم زعيم إقليم قره باغ، أرايك هاروتيونيان،  تركيا بالمشاركة جواً في الحرب إلى جانب أذربيجان، وسط أنباء عن سقوط قتلى بين المرتزقة السوريين.

وقال هاروتيونيان إن مقاتلات “F-16” التابعة للقوات الجوية التركية شاركت بشكل مباشر في معارك اليوم بمنطقة الصراع.

وتبادلت أرمينيا وإقليم قره باغ من جهة وأذربيجان من جهة أخرى، الاتهامات ببدء الهجوم، في وقت أبدت فيه تركيا وقوفها إلى جانب أذربيجان. 

وحول التدخل التركي لدعم طرف على حساب الطرف الآخر كما تفعل في ليبيا وسوريا وغيرها من المناطق، قال سردار ملا درويش وهو صحفي كردي سوري، “يبدو أن تركيا باتت هاوية خراب وفوضى في أكثر من مكان، طالما أن هناك من يسمح لها بذلك، وأقصد هنا المجتمع الدولي.”

وأشار “ملا درويش” في حديث لنورث برس، إلى أن تركيا تحولت من دولة “صفر مشاكل إلى أصل المشاكل في المنطقة، في محاولة لتصدير أزمة داخلية للعالم والاكتساب على حساب قضايا الأخرين.”

سوريون يلتحقون بالقتال

وأضاف أنه “في كل حرب هي التي تقود والذين يلتحقون بالقتال سوريين، في حين تدفع الفاتورة قطر، بذلك تخلف تركيا الفوضى على حساب الآخرين والخسارة لغيرها.”

وتابع أن “المكسب لها في اذربيجان هناك صراع مع أرمينيا عمره قرابة ثلاثة عقود، تركيا تدعم الأذريين في وجه أرمينيا.”

واليوم ترسل السوريين كمرتزقة للمحاربة إلى جانب أذربيجان التي تدعمها أيضاً إسرائيل، كما أنها تعتبر خليطاً سنياً شيعياً، وبالتالي فإن السياسية من تقود تركيا لكن المرتزقة لا يعدمون”، بحسب “ملا درويش”.

وادعت تركيا وعبر وسائلها الإعلامية، أن الاشتباكات اندلعت على خط الجبهة بين أذربيجان وأرمينيا، إثر إطلاق القوات الأرمينية النار على مواقع سكنية مدنية أذرية.

وأشارت إلى أن الجيش الأرميني بدأ عملية استفزاز واسعة النطاق في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس الأحد، عبر إطلاق النيران بالأسلحة الخفيفة والثقيلة ضد مواقع آذرية عسكرية ومدنية.

وأشار مراقبون إلى أن أرمينيا تدعمها روسيا ومن أجل ذلك سارع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، للاتصال بنظيره الروسي “سيرغي لافروف”.

وكان سبب الاتصال هو الضغط على أرمينيا لتهدئة الوضع هناك، وقد ذكرت وسائل الإعلام التركية الرسمية هذ الأمر دون تفاصيل أوفى عما دار بين الطرفين خلال الاتصال الهاتفي.

دولة مهمة لتركيا

وقال سامر إلياس وهو محلل سياسي مختص بالشأن الروسي، إن “أذربيجان من الدول المهمة جداً بالنسبة لتركيا كونها ترتبط بعلاقات متينة مع الجانب التركي وهي واحدة من بلدان العالم التركي أو الشعوب الناطقة باللغة التركية في آسيا الوسطى.”

وأضاف لنورث برس، أن “تركيا تدعم أذربيجان وروسيا بالمقابل لها قاعدة عسكرية موجودة في أرمينيا.”

لكن تركيا وروسيا مهتمتان بأن يكون هناك استقرار في المنطقة وعدم انفلات الأمور بشكل أساسي، وعادة ما كانت الدولتان ترعيان وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان وتحدان من هذا الموضوع، بحسب “إلياس”.

وأشار إلى أن “العداوة بين تركيا وأرمينيا معروفة منذ زمن بعيد، ومن الطبيعي أن تدعم تركيا الجانب الأذربيجاني أيضاً لاعتبارات أخرى كون إيران تدعم أرمينيا في صراعها ضد أذربيجان.”

ولا تريد تركيا خسارة أذربيجان المهمة لها، “فهناك عقود كبيرة بموضوع النفط والغاز بين البلدين وهناك علاقات تجارية واقتصادية كبيرة بينهما”، بحسب المحلل السياسي.

وبالإضافة لما سبق، فإن المشاريع الأساسية للنفط والغاز، بحسب “إلياس” والتي مدت تركيا بالغاز وجعلت منها عقدة لنقل الغاز والنفط إلى أوروبا تنطلق من أذربيجان بالتحديد عبر الأراضي التركية.”

وأوضح أن “لتركيا مصالح استراتيجية كبيرة لها علاقة بالعِرق وبالنفط والطاقة ولها علاقة بالعداوة المتأصلة بين أرمينيا وأذربيجان في هذا الموضوع.”

ويرى “إلياس” أن “روسيا ستكثف من اتصالاتها مع تركيا لأنها تدرك مدى العلاقة المتينة بين تركيا وأذربيجان لضبط الأمور وعدم الإخلال بمنظومة الأمن جنوب القوقاز.”

وتوجه أصابع الاتهام لتركيا أيضا بنقل مرتزقة سوريين إلى أذربيجان للقتال لصالحها ضد أرمينيا، تماماً كما تفعل في ليبيا.

وهذا الأمر أكدته مصادرة عدة ومن بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي ذكر أن “تركيا نقلت أكثر من /300/ مرتزق من فصيلي (السلطان مراد) و(العمشات) إلى أذربيجان، مقابل رواتب تتراوح بين الـ /1500/ إلى /2000/ دولار أميركي.”

الليرة التركية تهوي

قالت وكالة رويترز إن الليرة التركية هوت أكثر من /1.6/ في المئة من قيمتها في مقابل الدولار الأميركي في التعاملات الآسيوية المبكرة، اليوم الاثنين.

وجاء الإعلان عن هذه البيانات وسط أنباء عن إرسال تركيا مرتزقة سوريين إلى المواجهة العسكرية، التي وقعت بين أرمينيا وأذربيجان.

وخسرت الليرة التركية نحو /22/ في المائة من قيمتها مقابل الدولار، هذا العام، “وأصبحت واحدة من أسوأ الأسواق الناشئة أداء في العالم”، بحسب فرانس برس.

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد