صحف إسرائيلية: اتفاق التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي لا يتضمن حل الدولتين

رام الله – نورث برس

أفادت الإذاعة الإسرائيلية “مكان”، الأربعاء، أن من أبرز بنود معاهدة السلام الموقعة مع الإمارات، تعهّد الدولتين بمواصلة بذل المساعي للتوصل إلى حل شامل للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.

ومما شملته هذه البنود، فإن هذا الحل سيتم تحقيقه عبر التفاوض “ليلبي الاحتياجات المشروعة وتطلعات الشعبين، إلا أنها لا تتضمن حل الدولتين.”

كما تتطلع الدولتان لتحقيق رؤية تجعل الشرق الأوسط ينعم بالاستقرار والسلام الدائم والازدهار بحيث تتمتع بها كل دول وشعوب المنطقة، بحسب بنود المعاهدة.

وجاء في الاتفاق أن التحديات المطروحة على الشرق الأوسط “لن تجد لها حلاً إلا بالتعاون وليس الحرب.”

وتنص المعاهدة أيضاً على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات بشكل كامل وتبادل السفراء بينهما بسرعة رغبةً منهما في “إقامة علاقات دبلوماسية ووديّة.”

كما تتضمن المعاهدة، التعاون وجعل العلاقات طبيعية بالكامل، والسير في طريق جديد يفتح باب “الطاقات الكبرى الكامنة في المنطقة.”

وأشار الطرفان إلى “أهمية استتباب الأمن وتكريس السلام في المنطقة والعالم، اعتماداً على التفاهم المتبادل والتعايش.”

واجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ونائب الرئيس ترامب، مايك بنس في واشنطن.

وقال جيمس هانسون، مدير معهد الدراسات الأمنية الأمريكية، لنورث برس: “شهدنا اليوم ولادة شرق أوسط جديد، ما يجعل من مواقف الدول الموقّعة لاتفاقات السلام أقوى.”

وفي ضوء التوقيع على إعلان تأييد السلام بين البلدين، جرى الليلة الماضية اتصال هاتفي بين وزير المواصلات والاتصالات البحريني، المهندس كمال بن أحمد محمد، ووزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغيف .

وأفادت وكالة الأنباء البحرينية أنه “تمت مناقشة سبل التعاون في مختلف مجالات النقل والمواصلات وآليات تطويرها وانعكاساتها القادمة على اقتصاديات المنطقة.”

لم تُنهِ أي حرب

بدورها، قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تحليلها إن واشنطن شهدت توقيع اتفاقيات مهمة “لم تنهِ أي حرب.”

لكن موقع “واللا” الإسرائيلي رأى في مقال تحليلي، أن نتنياهو وترامب بحثا عن صورة “تغطي على فشلهما في مواجهة كورونا.”

وبدت صحيفة “إسرائيل اليوم” المقرَّبة من نتنياهو أكثر “حماسة” لهذا الاتفاق التطبيعي.

واعتبرت الصحيفة، أن إسرائيل حصلت أخيراً على “شرق أوسط جديد.”

وأشارت الصحيفة إلى أن اتفاقيات السلام ضربةٌ لحملة “مقاطعة إسرائيل.”

بدورها، قالت القناة الإسرائيلية “11” إن خلاصة اتفاقيات البحرين والإمارات مع إسرائيل مفادها “بدون دولة فلسطينية، ولكن مع الاعتراف بالتطلّعات المشروعة لكلا الشعبين.”

في المقابل، توالت ردود الفعل الفلسطينية الغاضبة عقب توقيع اتفاق التطبيع الإماراتي-البحريني مع إسرائيل في واشنطن مساء أمس.

كما خرجت مظاهرات “غاضبة” في الضفة الغربية وقطاع غزة للتنديد بالتطبيع.

وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيانها إن “توقيع اتفاقيات بين الإمارات والبحرين مع الاحتلال الإسرائيلي لن يحقق السلام في المنطقة.”

واعتبرت أن الاستقرار لن يتحقق بالمنطقة دون “إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه.”

وأضافت أنها “لم ولن تفوِّض أحداً بالحديث باسم الشعب الفلسطيني ونيابةً عن منظمة التحرير.”

وأعرب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن دعمه ومباركته للجهود التي تؤكد “وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة المؤامرات ضد القضية الفلسطينية.”

وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه “عباس” من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.

ردود ميدانية  

وفيما اُعتبِر رداً على اتفاق التطبيع، أُطلِقت من قطاع غزة رشقات من الصواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المجاورة.

وقامت الطائرات الإسرائيلية بالردِّ مستهدفةً مواقع للفصائل الفلسطينية وخاصة “القسّام” في قطاع غزة دون أنباء عن إصابات.

وقالت مصادر محلية إن طائرات إسرائيلية قصفت موقع عسقلان التابع لكتائب القسّام، الذراع المسلّح لحركة حماس، الواقع في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بعدة صواريخ.

وأحدث القصف أضراراً جسيمة بالموقع.

كما قصفت الطائرات الإسرائيلية موقع التل الواقع بين بلدة دير البلح ومدينة خانيونس بعدد من الصواريخ.

وبالتزامن مع القصف الإسرائيلي على قطاع غزة،أطلقت كتائب القسّام رشقات صاروخية على مستوطنات غلاف غزة.

ودوّت صفارات الإنذار في المستوطنات، فيما حاولت القبة الحديدية اعتراض عدد من هذه الصواريخ.

وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن أحد الصواريخ التي أُطلقت من غزة سقط على الطريق العام في نير عام دون وقوع إصابات.

إعداد: أحمد اسماعيل – تحرير: معاذ الحمد