سياسيون سوريون: دعوة الحريري للجامعة العربية لمناقشة موضوع “PYD” تبعية سياسية لتركيا

القاهرة ـ قامشلي ـ نورث برس

اتفق سياسيون سوريون، الاثنين، على أن دعوة نصر الحريري رئيس الائتلاف السوري، للجامعة العربية لعقد اجتماع طارئ لمناقشة موضوع حزب الاتحاد الديمقراطي “PYD” شمال شرقي سوريا، تشير لـ”تبعية” الائتلاف لتركيا.

وقال مصدر مسؤول بهيئة المفاوضات، من القاهرة، لنورث برس: إنه “ثمة إشكالية في دعوة الائتلاف السوري المعارض لعقد الجامعة العربية اجتماع لمناقشة ممارسات PYD.”

وأشار المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه لدواعٍ سياسية، إلى أن العملية مرتبطة بما وصفه بـ “التبعية السياسية” لقرار الائتلاف المعارض.

وقال: “فبينما يُطالب الجامعة العربية بعقد اجتماع لمناقشة ممارسات PYD يغض الطرف عن ممارسات تركيا في سوريا، وعن المرتزقة.”

وتطرق المصدر المسؤول في هيئة المفاوضات، في حديثه لوثيقة التفاهم التي وقعها مجلس سوريا الديمقراطية مع حزب الإرادة الشعبية في روسيا مؤخراً.

وتضمنت الوثيقة إقرار حق مسد في الانخراط بالعملية السياسية والمشاركة في اللجنة الدستورية.

وقال المصدر، إن ذلك حقاً لهم كمكون من مكونات الشعب السوري.

يفتقر للاستقلالية

وقال مهيب صالحة، وهو سياسي وباحث أكاديمي، من السويداء إن الائتلاف “يفتقر” إلى الاستقلالية في اتخاذ قراره السيادي ووضع خارطة طريق تتوافق مع جميع مكونات الشعب السوري.

وأضاف صالحة في حديث لنورث برس أن الرسالة التي وجهها الحريري إلى الجامعة العربية “ماهي إلا دليل آخر على الإفلاس السياسي والتخبط الحاصلين في النهج المتبع.”

والجامعة العربية كمنظمة عربية “عاجزة” منذ بداية الأزمة السورية عن اجتراح أية حلول سياسية لأنها “مرتهنة” هي أيضاً “لمزاجية القرار العربي المتشظي”، بحسب “صالحة”.

وحول توقيت مطالبة الحريري، قال إنه يأتي في ظل “إخفاقات الفصائل المسلحة في إدلب، وشعور الائتلاف بالخطر من عدم القدرة على إعادة إحياءها من جديد”.

ويأتي ذلك أيضاً في ظل ما تحققه “قسد” عسكرياً وأمنياً على الأرض، بحسب السياسي السوري.

وقال “صالحة” إن ما سبق يؤدي بالتالي “لضياع مشروع الائتلاف السياسي والمرتهن إلى الأجندة التركية بامتياز.”

واعتبر أن وثيقة التفاهم بين “مسد” وحزب الإرادة الشعبية، “قد تكون نواة عمل وتوافق لمراحل قادمة تضع سوريا على سكة الحل السياسي الشامل الصحيح.”

ويعتقد “صالحة” أن هذه التفاهمات والتي بدأت تأخذ مسارها “من الممكن أن تقطع الطريق على الائتلاف المعارض.

من جانبه، قال باسل كويفي، وهو رئيس الكتلة الوطنية الديمقراطية في سوريا، إن “الحل السياسي أمام تحولات بنيوية”.

وقال أيضاً إن هذه التحولات قد تشكل اختراقاً حقيقياً في العملية السياسية السورية، “وقد تكون البداية من مناطق شمال شرقي سوريا خاصة بعد مذكرة التفاهم الأخيرة الموقعة في موسكو.”

ومن هذا المنطلق ولإعادة الكرة إلى ملعب الائتلاف تأتي دعوة الحريري للجامعة العربية لعودة سوريا إليها عبر شغل مقعدها من قبله، بحسب “كويفي.

وأضاف، أن هذه الدعوة تندرج أيضاً في إطار الضغط وإحراج الحكومة المصرية في سياستها حيال الملف السوري، ومحاولة الدفع بالخيارات التركية لتمثيل الائتلاف في الجامعة العربية.

إعداد: محمد أبو زيد ـ تحرير: معاذ الحمد