إسطنبول – نورث برس
يشتكي سوريون في تركيا من التعقيدات التي تواجههم في مسألة الحصول على الجنسية التركية الاستثنائية.
وكانت الحكومة التركية، قد أزالت مؤخراً آلاف الملفات من نظام التجنيس، الأمر الذي أحبط كثيراً من السوريين ودفع بهم للتفكير جدياً بالتوجه إلى دولة أخرى تمنحهم الوثائق وتعترف بهم كلاجئين.
وأثار قرارٌ صدر الشهر الماضي، عن السلطات التركية، بخصوص إعادة دراسة ملفات السوريين التي تمت إزالتها من نظام مراحل الحصول على الجنسية الاستثنائية، غضب كثير من اللاجئين السوريين.
واعتبروا أنه يندرج في إطار المماطلة وإضاعة الوقت وأنه لا فائدة تُرجى منه أسوةً بغيره من القرارات.
وبدأ السوريون في تركيا، ومن خلال صفحات ومجموعات خاصة بأمور التجنيس على موقع “فيسبوك”، بالتعبير عن رغبتهم بالسفر إلى دول أخرى والخروج من تركيا.
وتزداد الأمور تعقيداً فيما يتعلق بشكلٍ خاص بالأوراق الثبوتية، إضافةً لقلّة فرص العمل والظروف السيئة.
وتباينت الآراء بين الدول التي يُنصح بالتوجه إليها سواء عبر التهريب أو بطرقٍ نظامية.
إلا أن المشكلة التي تقف حاجزاً في وجههم هي التكاليف المادية المرتفعة من أجل الخروج من تركيا.
في حين دعا بعض اللاجئين إلى العودة إلى سوريا وقال أحدهم: “ليس هناك بلد أفضل من بلدك الأصلي، ومهما حصلت على أي جنسية ومن أي بلد كانت يبقى اسمك لاجئ.”
وقال قيس الحسن، وهو ناشط حقوقي يقيم في إسطنبول، لنورث برس، إن “المشكلة الحقيقة أن الحصول على الجنسية باتَ مطلباً ملحاً نظراً لتعنّت النظام في إيجاد حل في سوريا.”
وأضاف أن البعض يأس من الحصول على الجنسية التركية، “وأخص بالذكر من وصل إلى المرحلة الرابعة وتم رفض معاملته بشكل كامل.”
وأشار إلى أنه يعتقد أن من فقد الأمل في الحصول على الجنسية “سيحاول الذهاب إلى بلاد يستطيع فيها الحصول على حقوقه المدنية كالجنسية.”
وقال إن الغالبية العظمى اليوم تفضّل الوصول إلى ألمانيا كأفضل خيار متاح “مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه المخاطرة قد تكلّف الكثيرين أرواحهم.”
ولكن السوريين أصبحوا رهينة التوافقات الدولية السياسية والعسكرية، بحسب “الحسن”.
ومؤخراً، تفاجئ آلاف السوريين في تركيا ممن ينتظرون الحصول على الجنسية الاستثنائية في تركيا، بإزالة ملفاتهم من نظام التجنيس بعد فترة انتظار جاوزت الثلاثة أعوام.
ولم توضّح السلطات التركية الأسباب وراء ذلك، الأمر الذي جعل كثيراً من السوريين يفكرون بالسفر إلى دولة أخرى.
وفي تموز/يوليو الماضي، اشترطت إدارة التجنيس في تركيا، على السوريين الراغبين بالحصول على الجنسية الاستثنائية من خلال شراء عقار أو إيداع بنكي، تصديق كافة وثائقهم من القنصلية السورية وخارجيتها في سوريا.
وأعرب عدد من اللاجئين السوريين عن صدمتهم من هذا القرار.
وأشاروا إلى أنه كان يتوجب على الحكومة التركية تقديم التسهيلات لمن يرغب بشراء عقار أو يستثمر أمواله في تركيا أو يريد وضع وديعة بنكية خاصة بالنسبة لميسوري الحال ومن يريد الحصول على الجنسية، عوضاً عن إصدار مثل هذا القرار.
وتقول إحصاءات رسمية تركية إن نحو /4/ ملايين سوري يعيشون في تركيا.
وحصل /92280/ شخصاً منهم على الجنسية التركية بعد بقائهم في مراحل التجنيس سنة أو سنتين، حسب تصريحات إدارة الهجرة والجوازات ووزارة الداخلية التركية.