سياسيون في دمشق: أردوغان نجح في “تتريك” شمالي سوريا بيد المعارضة

دمشق – نورث برس

قال سياسيون سوريون في العاصمة دمشق، إن تركيا تسعى لتحقيق مشروعها التوسعي في سوريا عبر أطراف من المعارضة السورية.

وأجمعوا على أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، غير قادر على فرض سياسة “التتريك” في مناطق شمالي سوريا لولا موالين له من المعارضة السورية المسلحة.

وقال الكاتب سركيس قصارجيان، وهو خبير في الشؤون التركية، إن تركيا تسعى لإنشاء قاعدة سياسية واقتصادية واجتماعية لها في الشمال، “وتقنع السكان هناك أن وجودهم وبقاءهم مرتبط بتركيا والدعم التركي”.

وأضاف أن “هذا ما تحاول رموز المعارضة إقناع الناس به في تلك المناطق، بينما هدف أردوغان الحقيقي هو التغيير الديمغرافي وتأمين دور لتركيا في أي حل سياسي.”

وشدد “قصارجيان” على أن “سياسة التتريك في الشمال السوري تجري برعاية المعارضة.”

فتركيا “لا تملك غطاء دولياً أو موافقة من الحكومة السورية.”

ويرجح الخبير في الشؤون التركية أن “يصبح وجود أنقرة على المحك مع بدء أي عملية سياسية أو اتفاق في سوريا.”

وتسيطر القوات التركية على مناطق متفرقة من الشمال السوري، عبر فصائل المعارضة المسلحة التابعة لها في جرابلس وإعزاز والباب وعفرين بريف حلب الشمالي.

إلى جانب سري كانيه وتل أبيض في ريفي الحسكة والرقة الشمالي، بينما تسيطر فصائل أخرى موالية لها على محافظة إدلب.

وترفع القوات التركية والفصائل التابعة لها العلم التركي فوق العديد من المقرات والهيئات الحكومية في مناطق سيطرتها، وتكتب أسماء هذه الدوائر باللغتين التركية والعربية.

وترفع القوات التركية والفصائل التابعة لها العلم التركي فوق العديد من المقرات والهيئات الحكومية في مناطق سيطرتها، وتكتب أسماء هذه الدوائر باللغتين التركية والعربية.

وبدأت تأخذ مناطق سيطرة المعارضة طابعاً تركياً على المستويات المدنية والخدمية عبر دعم مشاريع اقتصادية واستثمارية وتأمين متطلبات السكان في مجالات مختلفة، مثل الإغاثة والصحة والتعليم.

وقال ماهر مرهج، وهو أمين عام حزب الشباب الوطني السوري (تأسس عام 2012 ومقره في ريف دمشق)، إن سياسة “التتريك” في الشمال السوري تقع ضمن مشروع تركيا الكبرى والتي تحاول فرضه على الشرق الأوسط.

وأضاف “مرهج” أن “تركيا دولة احتلال، فهي سلبت أراضي سورية على مدى سنوات وليس الآن فقط، وهناك من يساندها ويسهل عملها من داخل الأراضي السورية.”

وبدأت مناطق الشمال السوري الواقع تحت السيطرة التركية تتداول العملة التركية منذ قرار الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني، في حزيران/ يوليو الفائت.

كما انتشرت مظاهر “لتتريك” المحلات والمدارس والساحات وافتتاح فروع لجامعات عنتاب في مدن ريف حلب الشمالي وسري كانيه وتل أبيض.

من جانبه، قال سلمان شبيب، رئيس الهيئة التأسيسية لحزب “سورية أولاً” (حزب مرخص من الحكومة السورية في دمشق)، إن “أردوغان ووزير خارجيته ومسؤول الأمن وغيرهم يعتبرون أن لهم في سوريا وتحديداً في الشمال إرثاً ولهم الحق في الحصول عليه”.

وأضاف أن الرئيس التركي “يعتمد على عملائه على الأرض تحت مسميات مختلفة، وعلى ورقة الإسلام السياسي، وينصب نفسه إماماً على المسلمين ووصياً على حقوقهم.”

ويرى “شبيب” أن الرئيس التركي يحلم بمشروع يتجاوز سوريا، ” فقد أعطى الجنسية التركية لعملائه بعد أن سلب مدينة عفرين ووطَّن فيها قرابة مئة ألف شخص.”

وقال رئيس الهيئة التأسيسية لحزب “سورية أولاً”، إن أردوغان نجح على هذه الأساس في الترويج لذلك.

“ويبتز أوروبا ويلعب على تناقضات الملفات الدولية ويستغل رغبة الأطراف المتصارعة في استمالة تركيا.”

ولفت إلى أن “تركيا استمالت أيضاً روسيا عبر شبكة مصالح اقتصادية وسياسية، وكذلك إيران التي تغرق بعقوبات خانقة وتحتاج لتجاوزها والتخفيف منها عبر الباب التركي.”

إعداد : راني ساهر – تحرير : روان أحمد – حكيم أحمد