تركيا تواصل إرسال تعزيزات لإدلب.. ومحلل سياسي: الهدف هو الضغط على دمشق وموسكو
اسطنبول – نورث برس
قال محلل سياسي روسي، الأحد، إن الهدف من مواصلة تركيا الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى منطقة خفض التصعيد في إدلب شمال غربي سوريا، هو الضغط على دمشق وموسكو، في إطار التصعيد العسكري الأخير في المنطقة.
ودخلت /7/ أرتال عسكرية تركية، وُصِفَت بـ”الضخمة،” في الـ/19/ من آب/أغسطس الجاري، دفعة واحدة إلى منطقة إدلب، وذلك حسب مصادر ميدانية أشارت إلى أن قسماً من هذه الأرتال توجَّه إلى مطار تفتناز العسكري وقسمٌ آخر إلى منطقة جسر الشغور.
وتتزامن تلك التعزيزات مع أنباء يتم تداولها عن قرب شنِّ قوات الحكومة السورية، وبضوء أخضر روسي، عمليةً عسكريةً انطلاقاً من جنوب إدلب، الأمر الذي يقلق تركيا بشكل ملحوظ جداً، حسب متابعين للأحداث.
وقال دينيس كوركودينوف، وهو رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي، لـ”نورث برس”، إن “المسرح السوري للعمليات العسكرية أدى إلى تفاقم العلاقات بين أنقرة وموسكو وواشنطن ودمشق بشكل كبير، كما خلق الشروط المُسبقة لصراع مباشرٍ بين تركيا وسوريا”.
وأضاف أنه “في سياق بدء هجوم القوات الحكومية، الذي أسفر عن هجمات صاروخية على عدة نقاط في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، فإن فرصة تركيا في إطلاق عملية عسكرية جديدة في سوريا تُعدُّ فرصةً استراتيجية”.
وقال المحلل السياسي الروسي إن “التعزيزات العسكرية التركية الأخيرة عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال إدلب، ستُستخدَم لاحقًا كنقطة انطلاق للعملية العسكرية التركية ضد قوات الحكومة السورية”.
ورأى “كوركودينوف” أن “الهدف من تعزيز الكتيبة العسكرية التركية هو حماية التشكيلات المسلّحة التابعة لأنقرة من الضربات الجوية الروسية”.
وأضاف أن روسيا “ترفض في الوقت نفسه، وبشكل منهجي، جميع المخاوف التركية بشأن إدلب، موضحةً أن القوات المسلّحة الروسية، على الرغم من مقاومة أنقرة، ستضرب جميع الإرهابيين الذين يشكلون تهديداً لشمال غربي سوريا”.
وذكرت مصادر ميدانية أن المعلومات الواردة من مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية تقول إن الأخيرة تعمل منذ أسابيع على استقدام تعزيزات عسكريّة تُمكِّنها من شنِّ عمليّة عسكريّة في أي وقت، وذلك باتجاه عمق محافظة إدلب.
ويرى متابعون للتطورات العسكرية بإدلب، أنه على الرغم من التفاهمات التركية-الروسية الأخيرة، والتي تُرجمت عملياً من خلال تسيير الدوريات العسكرية المشتركة، إلا أن هناك سباقٌ محمومٌ بين الطرفين للسيطرة على المناطق التي تقع جنوب الطريق السريع (M4)، والتي تُعتبر مقدمةً لفرض السيطرة في المستقبل على محافظة إدلب بالكامل.
وفي هذا الصدد، قال أحمد حسان، وهو محلل سياسي، لـ”نورث برس”، إن “الهدف التركي من التعزيزات هو توفير شروط عملية للتحرك نحو وقفٍ مستدامٍ لإطلاق النار في سوريا خلال المرحلة القادمة، وطبعاً هذا يعني الجاهزية العالية لاحتمالات معاكسة أيضاً، حيث يعتبر الأتراك أن زيادة التكلفة العسكرية على النظام وحلفائه يشكِّل ضغطاً مع الضغوط الدولية والأمريكية الأخرى”، حسب قوله.
وأضاف أنه “على عكس الكثير من الآراء الأخرى، لا يعني ذلك تعزيز معركة وشيكة في إدلب، وقد يكون خطةً لتفاهمات أوسع بخصوص مناطق التماس ومرجعية سوتشي مقابل بعض الانفراج السياسي”.
وكان الطرفان الروسي والتركي قد توصلا في الـ/5/ من آذار/ مارس الماضي، إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في إدلب، وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي (M4).