معهد دراسات الخليج في واشنطن: لا مؤشرات على أن إيران وسوريا سيتنازلان لواشنطن

واشنطن – نورث برس

قال مدير معهد دراسات الخليج في واشنطن، أمس الاثنين، إنه لا مؤشرات على أن إيران وسوريا سيتنازلان لواشنطن، في ظل العقوبات المفروضة عليهما.

وأوضح جورجيو كافيرو، مدير معهد دراسات دول الخليج في واشنطن، في حديث لنورث برس، أن العقوبات الأميركية وسياسة الضغوطات القصوى أضرّت بالشعب الإيراني رغم تأثيرها على النظام.

وأشار “كافيرو” إلى أن ذلك ينطبق أيضاً على عقوبات “قيصر” التي تستهدف “النظام السوري والتي فشلت في انتزاع أي تنازلات منه”.

ولم تفضِ تلك العقوبات إلى تحويل سوريا لبلد صديق للولايات المتحدة، “إلا أنها تذهب لجعل سوريا نسخة جديدة من كوريا الشمالية ولكن في الشرق الأوسط” بحسب “كافيرو”.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب “تحاول أن تجعل الأنظمة المعادية لها تستسلم بسبب المعاناة الاقتصادية التي قد تدفع الشعب للانتفاض في إيران وسوريا”.  

وهذه المحاولات فشلت حتى الآن، “فالرئيس السوري بشار الأسد وحاشيته قادرين حتى اليوم على تناول ثلاثة وجبات فاخرة في اليوم بينما يعاني الشعب السوري ويدفع ثمن العقوبات” بحسب “كافيرو”.  

وقال إنه “بالتالي لا نملك أي سبب يدفعنا للاعتقاد بأن الأنظمة في سوريا وإيران ستقدّم أي تنازلات لواشنطن”.

وأوضح أن ما سبق ينطبق على إيران أيضاً، “فالشعب يصارع التحديات الاقتصادية باحثاً عن لقمة العيش، بينما لم يتوقف النظام عن سلوكياته التي أرادت واشنطن تغييرها”.

وأشار إلى أن مطالب الولايات المتحدة حتى الآن تبدو غير منطقية ولن يذهب النظام الإيراني إلى تنفيذها.

وأعرب مدير معهد دراسات الخليج عن اعتقاده بأن طهران لن تتوقت عن تخصيب اليورانيوم أو دعم حزب الله والميليشيات الأخرى التي توالي طهران.

ولذلك “لا نعتقد أن ما يتحدث عنه ترامب حول اتفاق أفضل سيحدث”، بحسب “كافيرو”.

ورجّح تغيّر السياسات الأميركية فقط تجاه إيران بشكل جزئي إذا ما فاز جو بايدن بانتخابات العام ٢٠٢٠.

وقال بيان منظمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران ستسمح بشكل طوعي للوكالة الوصول إلى مواقعها النووية.

وتخوض إيران مفاوضات مكثفة وجدية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتوصل إلى اتفاق يسمح للوكالة بالقيام عمليات التفتيش الدورية للتحقق من سلمية طهران النووي.

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فإن إيران تراجعت عن منع المفتشين من دخول منشآتها النووية بعد تعرّضها لضغوطات من عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وقال جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب ومساعده في البيت الأبيض، إن ترامب عمل بجد في السنوات الأخيرة ليبني تحالفات جديدة في المنطقة لحل المشكلات المتعلّقة بالملف الإيراني.

وجاء كلام كوشنر، رداً على سؤال شبكة “جي زيرو” الأميركية.

ولفت إلى أن سياسات الضغوط القصوى ليست إلا بداية لرؤية ترامب تجاه إيران.

ويسعى الرئيس الأميركي إلى الدخول في تفاهم جديد مع إيران في حال انتخابه مرة أخرى كرئيس للولايات المتحدة، بحسب ما صرح ترامب قبل أيام.

وأضاف كوشنر، إيران كانت تصدّر ملايين براميل النفط قبل العقوبات الأميركية الأخيرة عليها لتنخفض صادراتها من النفط إلى الصفر.

وهذا الأمر يحرم النظام الإيراني من الموارد التي تمكّنه من تسليح الميليشيات وإذكاء الحروب في المنطقة، بحسب كوشنر.

ومن جانب آخر، انتقد اريك اس ايدلمان، وكيل وزارة الدفاع في عهد الرئيس جورج بوش، سياسات ترامب الخارجية وفي مقدّمتها سياسته تجاه إيران.

وقال “ايدلمان” إن استراتيجية ترامب غير مكتملة ولم تحقق أهدافها، مثلما هو الحال بالنسبة لملفات أخرى في السياسات الخارجية في كوريا الشمالية واتفاق السلام الفلسطيني – الإسرائيلي والاتفاق التجاري مع الصين.

ولفت “ايدلمان” إلى أن القوات الأميركية لا تزال تقاتل في أفغانستان دون أن يحقق ترامب أي تقدم.

ولا يزال اتفاق السلام الشامل في سوريا بعيد المنال بعد أن قام الرئيس الأميركي بتحركاتٍ منح من خلالها “بوتين” نفوذاً مجانياً في سوريا، بحسب “ايدلمان”.

إعداد: هديل عويس ـ تحرير: معاذ الحمد