سكانٌ من دمشق يقبلون على الشراء من البسطات بحثاً عن “السعر الأرخص”

دمشق (نورث برس) – ازدادت نسبة الإقبال على بسطات تبيع بضائع مختلفة في شوارع وأحياء العاصمة دمشق، لدرجة أن بعض السكان رأوا أن ارتياد المحال التجارية بات مقتصراً على أصحاب الدخول العالية، وذلك في ظل الارتفاع غير المسبوق والمستمر في أسعار السلع والمواد الأساسية.

وأدى الفارق في أسعار المواد نفسها بين البسطة والمحل إلى عزوف بعض السكان، لا سيما من ذوي الدخل المحدود والمتوسط، عن ارتياد الأسواق التجارية الرئيسية والمحال المعروفة.

وقال آغوب سلورسيان (44 عاماً)، وهو من سكان بلدة صيدنايا بريف دمشق، لـ”نورث برس”، إنّه يفضّل الشراء من البسطات على الدخول إلى متجر أو محل.

وأضاف أنّ “أصحاب البسطات يرحمون الزبون في الأسعار، وتستطيع أن تفاصلهم في السعر، وقد يخفّض الثمن لأنّه يرضى بربحٍ أقلّ مما يسعى له أصحاب المحال”.

وأشار إلى أنّه “لا يمكن مناقشة أصحاب المحال في السعر، فحجج الغلاء كثيرة لديهم كالضرائب وفواتير المياه والكهرباء”.

وما زاد الإقبال على البضائع والسلع الأقلّ سعراً هو التكاليف المترتبة على تدابير الوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد وكذلك اقتراب افتتاح المدارس وما سيترتب عليه من تكاليف أخرى تضاف إلى مصاريف العائلات التي تشكو أصلاً من عدم تمكنها من تلبية احتياجاتها الغذائية والأساسية.

وقالت مايا حنون (39 عاماً)، وهي سيدة من سكان حي باب مصلى بمدينة دمشق، لـ”نورث برس”، إن السلع المعروضة على البسطات تجذبها أكثر من المحال، لأسباب أهمّها “السعر الأرخص”.

وتقرُّ الأمم المتحدة بأن /33/ % من السكان في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إذ باتَ /11.7/ مليون سوري بحاجةٍ إلى شكلٍ من أشكال المساعدات الإنسانية المختلفة، كالغذاء والمياه والمأوى والصحة والتعليم.

وأدى الإقبال على البسطات إلى ازدياد عددها في شوارع العاصمة واتساع قائمة مبيعاتها، فغدت تبيع كافة المواد الغذائية والكهربائيات والألبسة ومواد التنظيف وغيرها.

وعلّل أحمد الهاشمي (53 عاماً)، وهو من سكان منطقة الشيخ سعد بالمزة ويعمل في صيانة الأجهزة الكهربائية، تفاوت الأسعار بين البسطات والمحال بأن “أصحاب البسطات لا يدفعون آجاراً، ولا يترتب عليهم دفع فواتير الكهرباء والمياه”.

أمّا أشرف سعد (37 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع الغذائيات في المزة، فقال لـ”نورث برس”، إنّ عملية الربح تخضع لتفاصيل عدة، “منها أن بعض المحال ترفع نسبة الربح حسب موقعها التجاري وطبيعة الزبائن كما يحصل في الأحياء الراقية”.

وأشار إلى أنّ بائعين آخرين يعتمدون على بيع منتجات مجهولة المصدر ضمن محالهم، ما يجعلهم يحصلون على نسبة ربح أعلى.

وأضاف “سعد” أنّ تفضيل البعض للبسطات غير مرتبط بالجودة، بل بسعر المنتج الذي غدا أكثر أهمية للزبائن، وهذا ما يدفع البعض من أصحاب البسطات لبيع منتجات مجهولة المصدر ومتدنية الجودة بأسعار أقلّ من مثيلاتها في المحال الرئيسة.

تحرير قيصر منصور