ظاهرة البسطات بشوراع دمشق.. بضائع غير مراقبة ووعود بإنشاء أسواق بديلة
دمشق – أحمد كنعان – نورث برس
تنتشر في دمشق بسطات تبيع مختلف أنواع البضائع من الألبسة المستعملة (البالة) إلى المواد الغذائية إلى الأدوات المنزلية الكهربائية وغيرها، وتتركز نقاط انتشارها في مراكز انطلاق الباصات ككراج العباسيين وكراج السيدة زينب في شارع ابن عساكر وكراج السومرية في المزة ولكن الانتشار الأكبر في منطقة البرامكة على رصيف كلية الحقوق وتمتد على الرصيف المؤدي الى كلية العلوم وصولاً إلى إدارة الهجرة و الجوازات.
وقال مواطنون لـ"نورث برس" إن هذه الظاهرة قد زادت اثناء الحرب نتيجة انعدام فرص العمل, الأمر الناتج عن توقف عدد كبير من المصانع من ناحية والتهجير الذي أفقد البعض فرص عملهم في أماكنهم من ناحية أخرى.
وقالت لينا الخنساء، وهي صحفية محلية، إن هذه البسطات تشكل مظهراً غير حضاري وغير لائق وتحتل الأرصفة، فيضطر المواطن في الكثير من الحالات للمشي وسط الشارع نتيجة الازدحام على الأرصفة.
واضافت: "لا تجرؤ على الشراء من هذه البسطات رغم أن أسعارها أرخص من المحلات وذلك لأنه لا رقابة على بضائعها، فنحن لا نعرف مصدرها وهي غير جديرة بالثقة, إلا أن حركة البيع فيها كبيرة نظراً لمواقعها المكتظة بالمارة وأسعار بضائعها الرخيصة قياساً بالمحلات".
أما المواطنة فاتن عاشور، فوضحت أنها تعرضت للغش من إحدى البسطات، وقالت: "اشتريت خلاطاً كهربائياً واستعملته لمرة واحدة فقط وتعطل، وعندما عدت لاستبدله لم أجد البسطة كلها".
وطالبت عاشور بوضع رقابة على هذه البسطات والتعرف على أصحابها من قبل المحافظة، " فهي موجودة بكل الأحوال فلماذا لا يتم تنظيمها".
حاولت "نورث برس" التحدث إلى أصحاب البسطات لكنهم رفضوا بحجة أنهم لا يريدون أن يتم التعرض لمصدر رزقهم، وبعد محاولات عدة وافق (س ، إ ) على الحديث شرط عدم ذكر اسمه, ولدى سؤاله عن سبب عمله على البسطة قال: "لم يعد لدي أي مصدر للزرق بعد أن تم تهجيري من الغوطة حيث فقدت بيتي ودكاني الذي كنت أعمل به وحتى لا أصرف المبلغ الصغير الذي أملكه اشتريت به بضائع ووقفت على الرصيف لأبيعها وأؤمن لقمة العيش لعائلتي".
وعن ملاحقة المحافظة للبساطات لإزالتها قال متسائلاً : "لماذا لا يؤمنون لنا عملاً كريماً قبل أن يطاردونا ؟ من قال إننا سعداء بهذا العمل فأنا أضطر أحياناً لحمل بضائعي والهرب بها كلما جاءت دورية من المحافظة".
كما وأضاف أن بعض المسؤولين في المحافظة وغيرهم يشغّلون عدة بسطات وأن أصحابهم لا يقترب أحداً منهم، "ويجب أن تعرفوا أن هنالك بسطات لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها".
وكانت تصريحات كثيرة قد صدرت عن أعضاء مجلس محافظة دمشق توعدت بإزالة هذه البسطات وأيضا الاكشاك غير المرخصة و تحديد المواد المسموح بيعها، كما كشفت عن مخططات لأسواق بديلة لهذه البسطات في مناطق الزاهرة والدحاديل ونهرعيشة، إلا أن كل هذه التصريحات ما تزال مجرد كلام على ورق والبسطات تزداد يومياً دون رقابة أو تنظيم.