سوء الخدمات في قرية حزيمة.. مشكلة تلازم أكبر تجمّع سكاني بريف الرقة الشمالي
الرقة – أحمد الحسن – نورث برس
يعاني سكان قرية حزيمة بريف الرقة الشمالي، من سوء الواقع الخدمي كنقص مياه الشرب ورداءة جودة الخبز وانسداد مجاري الصرف الصحي، ما أثار سخطهم مؤخراً.
وتُعتَبرُ قرية حزيمة التي تبعد /20/ كيلومتراً عن مدينة الرقة، أكبر قرى ريفها الشمالي، حيث يتجاوز عدد سكانها /15/ ألف نسمة.
وشكّلت القرية طيلة سنوات الحرب في سوريا، مركزاً إدارياً هاماً لتسيير أمور سكان الريف الشمالي، وذلك لاحتوائها على مراكز خدمية عائدة للحكومة السورية كالمصرف الزراعي وقسم الشرطة ومؤسسات أخرى.
وقال خليل أحمد الحبيطي (٧١ عاماً)، من سكان حزيمة، إن مياه الشرب لم تصلهم منذ بداية فصل الصيف، ما يجبرهم على شراء المياه بشكلٍ دائم من الصهاريج الخاصة بأسعارٍ مرتفعة.
وأضاف لـ “نورث برس”: “لدي خزان يتّسع لأربعة براميل من الماء، اضطر إلى تعبئته مرة واحدة كل أربعة أيام بتكلفة ألف ليرة سورية”.
وقال: “أنا رجل متقدم في السن وأعجز في معظم الأحيان عن شراء الخبز لأولادي، لذلك يشكّل تأمين مياه الشرب لعائلتي مشكلة كبيرة”.
وأشار “الحبيطي” إلى أنه قدّم برفقة جيرانه من سكان القرية عشرات الشكاوي إلى بلديتها، لحلِّ مشكلة المياه ولكن دون جدوى، “شكاوى لم يكن المسؤولون يلقون نظرة عليها”.
ولا تقتصر مشكلة سكان القرية على صعوبة تأمين المياه فحسب، بل هم يعانون من سوء جودة الخبز الذي يتم توزيعه بشكلٍ يومي، وفق”الحبيطي”.
وقال: “الخبز الذي يُوزَّع في القرية غير صالح للأكل، حيث يصلنا ممزوجاً بشوائب القمح والشعير ناهيك عن حموضته وتفتته المبكر قبل تناوله”.
أما حسين أحمد العلي (٥٢ عاماً)، وهو أيضاً من سكان القرية، فأشار في حديثه لـ”نورث برس” إلى مشكلة سوء الواقع الخدمي وفي مقدمتها مجاري الصرف الصحي.
وقال: “هناك تسرّب في مجاري الصرف الصحي في الطرف الشرقي من القرية، حيث يتسبب بانبعاث روائح كريهة وانتشار الحشرات الضارة”.
وأضاف: “أُصيبت زوجتي بالتهابات جلدية بسبب آثار الحشرات المنتشرة حول المجرور، وأنا أعاني من آلامٍ في الرأس نتيجة الروائح الكريهة المنبعثة من المجرور”.
وباتت معظم مواسير الصرف الصحي في البيوت مسدودة، “الأمر الذي دفعنا إلى استخدام وسائل بدائية لقضاء حوائجنا وتصريف المياه”، حسب قوله.
وأشار” العلي” إلى أن أكثر ما يخيفهم من انسداد هذه المجاري، هو أن مياهها تجري بشكلٍ دائم في شوارع القرية والتي تعتبر ملعباً للأطفال، ما يشكّل خطراً على صحتهم.
ورغم مرور أكثر من عام على مشكلة الصرف الصحي ومطالبة سكان القرية مراراً وتكراراً البلدية بحلّها “إلا أن الأخيرة لم تستجب لمطالبهم وتحوّلت المشكلة إلى هاجسٍ يؤرق سكان القرية”، وفق تعبيره.
وقال: “لا توجد خدمات، فالخبز يملأه التراب والمياه مقطوعة على نصف منازل القرية وخطوط الصرف غير مؤهلة”.
وأضاف أن بلديتهم موجودة بالاسم فقط دون أي يكون لها دور على أرض الواقع.
وقال حمادة العايد، وهو مسؤول في بلدية حزيمة، إن مشكلة مياه الشرب في القرية تعود إلى تضرّر قسم كبير من شبكة المياه في ظل تعاقب سيطرة المجموعات المسلّحة على الرقة، قبل انتزاعها من قبل قوات سوريا الديمقراطية عام 2017.
وقال أيضاً: “نسعى جاهدين لإصلاح خطوط المياه، ولكن انخفاض ضغط المياه في محطة “الحكومية” جنوب حزيمة يحول دون وصول المياه إلى /60/ منزل في طرف القرية الغربي و/15/ منزل في الطرف الشرقي”.
وأضاف لـ”نورث برس”: قمنا بالتنسيق مع لجنة المياه التابعة لمجلس الرقة المدني بوضع دراسة لوضع مضخة مياه جديدة باستطاعة أكبر، من أجل تغذية هذه البيوت بالمياه”.
وحول مشكلة شبكة الصرف الصحي في القرية، قال “العايد”: “شبكة القرية متهالكة بسبب إهمالها قبل تحرير القرية من تنظيم داعش عام 2017”.
وتقوم فرق البلدية بـ”إعادة تأهيل خطوط الصرف في الطرف الشرقي وفق الميزانية الممنوحة لهذا القطاع، وسيتم انجاز هذا العمل خلال هذا العام”، وفق “العايد”.
وأرجع حمادة العايد سبب سوء جودة الخبز إلى تدني جودة الطحين الذي يتم تزويد الأفران به من قبل لجنة الاقتصاد في مدينة الرقة.
وأشار إلى أن نوعية القمح المُستَخدم للطحين سيئة جداً ما يتسبب بتدني جودة الخبز، “قمنا برفع شكاوي إلى لجنة الاقتصاد وهي تعهدت من جانبها بحلِّ هذه المشكلة في وقتٍ قريب”.