قادة عسكريون وناشطون يستبعدون بدء الحكومة السورية “معركة قريبة” في إدلب
إدلب – نورث برس
استبعد قادة عسكريون في “الجيش الوطني” الموالي لتركيا وناشطون ميدانيون، فكرة بدء معركة قريبة من جانب “النظام” وروسيا في منطقة خفض التصعيد بإدلب.
وبحسب هؤلاء فإن المعركة “المتوقعة” ترتبط بشكلٍ وثيق مع التطورات في ليبيا، لا سيما أن منطقة إدلب تعتبر “عمقاً استراتيجياً لتركيا” لا يمكنها التفاوض عليه.
وبدأت مؤخراً وسائل إعلام مقربة من الحكومة السورية، بالحديث عن معركة مرتقبة في محافظة إدلب، تزامناً مع إرسال تركيا لتعزيزات عسكرية ضخمة إلى نقاطها المنتشرة هناك.
وقال مصطفى بكور المتحدث باسم فصيل “جيش العزة” إن ما يحصل في إدلب يجري ضمن اتفاقيات بين روسيا وتركيا وفق محادثات أستانا.
وقال أيضاً: “مصالح الدول متشابكة لذا لا استبعد أن يكون للوضع في ليبيا تأثير على الوضع في إدلب، كون اللاعبين نفسهم في إدلب وليبيا”.
وأضاف: “تبادل المصالح بين روسيا وتركيا يجعل المسارين في كل من إدلب وليبيا مرتبطين بشكلٍ ما، لذلك لا أعتقد بأن تتفاوض تركيا أكثر في ملف إدلب.”
وتخضع مدينة إدلب بالدرجة الأولى لسيطرة تنظيم “هيئة تحرير الشام”، فيما تسيطر فصائل معارضة مدعومة من تركيا على أجزاء في محيطها.
وتستمر القوات الحكومية باستقدام تعزيزات عسكرية جديدة إلى مواقعها في أرياف إدلب، حيث وصلت مؤخراً حافلات تحمل عناصر إلى جبهات جبل الزاوية، قادمة من ريف حماة.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد ألمح في كلمة أمام مجلس الشعب قبل أيام، إلى ضرورة سيطرة قوات الحكومة على ما تبقى من الأراضي السورية غير الخاضعة لسيطرتها.
وقال يوسف حمود المتحدث باسم “الجيش الوطني السوري، إن منطقة إدلب تشكّل الملف الأهم بالنسبة لتركيا في النزاع السوري، لذلك لا يمكنها أن تتفاوض في هذا “الملف الاستراتيجي.”
وأضاف لـ “نورث برس” أن الأعداد الكبيرة لأرتال الجيش التركي التي دخلت منطقة إدلب وما زالت تدخلها تؤكد هذه الاستراتيجية، “كل الملفات مرتبطة ببعضها البعض”.
وأشار إلى أنه لا يوجد أي اتفاقات بملفٍ ما بين الدول في مراحل النزاع الدولي، إنما هي مجرد تفاهمات قد تطول أو تقصر أو قد تلغى.
وعادت مجدداً تسيير دوريات مشتركة بين القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية في منطقة “خفض التصعيد” بإدلب.
وتأتي عملية تسيير الدوريات بعد إيقافها لمدة قصيرة خلال الفترة السابقة على خلفية استهداف دورية بسيارة مفخخة ما أدى إلى إصابة جنود روس بجروح طفيفة.
وقال شحود جدوع وهو صحفي، إن منطقة إدلب “عمق استراتيجي لتركيا واستقدامها لتعزيزات قتالية كبيرة إليها يأتي لعدم رغبتها في التفاوض على إحداث تغيرات في المنطقة”.
وأضاف لـ “نورث برس”: “الاتفاقيات حول إدلب مؤثرة نوعاً ما على الاتفاقيات في ليبيا وأذربيجان أيضاً باعتبار الطرفين الراعيين في هذه المناطق هما روسيا وتركيا”.
ومن جانبه وصف علي محمد وهو إعلامي ينشط في إدلب، الدولة التركية بـ “الأب الروحي” لجماعة الإخوان المسلمين ولها ارتباط مع “حكومة الوفاق الإخوانية” في ليبيا لذلك فأي شيء يمس الملف الليبي سيكون له انعكاس على ملف إدلب وبالعكس.”
وتوقع محمد أن تشهد الفترة المقبلة “تحركاً قوياً” من جانب تركيا باتجاه إدلب، “تركيا تستعرض حالياً قوتها العسكرية والاقتصادية خصوصاً بعد إعلانها اكتشاف الغاز والنفط في البحر الأسود”.