تطريز الرسومات على الكمامات القطنية يزيد من الطلب عليها في عامودا

عامودا – عبد الحليم سليمان – نورث برس

في غرفة بمنزل طيني في أحد أحياء مدينة عامودا شمال شرقي سوريا يعمل شرفان سيف الدين (38 عاماً) على آلة تطريز صينية الصنع تنقش رسومات وشعارات رياضة على أقمشة بهدف تحويلها إلى كمامات طبية.

وشرفان الذي يدير المشغل منذ أربعة أعوام اكتسب مهنة التطريز في مدينة حلب أثناء دراسته في كلية التجارة والاقتصاد التي لم يكملها بسبب ظروفه المادية “الصعبة”.

“الهدف من تطريز الكمامات هو إدخال فكرة جديدة للتشجيع على ارتداءها من قبل الشباب والأطفال الذين ينفرون من ارتداءها في ظل انتشار فيروس كورونا”.

وبالرغم من أن المشغل بدأ بالعمل في تطريز الكمامات منذ أسبوعين، إلا أن الإقبال على التصنيع بدأ بالازدياد وارتفع حجم الطلب عليها من قبل مشاغل الخياطة والتجار.

ويقول “سيف الدين”، إن السكان بدأوا بالتركيز على اقتناء الكمامات القطنية بدلاً من تلك التي تستعمل لمرة واحدة، حيث يمكن غسلها واستعمالها لمرات متعددة.

وبسبب تفشي جائحة كورونا وارتفاع عدد الحالات، قررت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، في الـ/16/ من آب/ أغسطس الجاري، فرض ارتداء الكمامات.

وبحسب القرار فإنه يجب ارتداء الكمامات في الأماكن العامة والأسواق وكافة الدوائر الرسمية، وأي مخالفة لهذا القرار “يفرض على صاحبها غرامة مالية قدرها /1000/ ليرة سورية”.

وبعد الانتهاء من تطريز طبقة من القماش يرسل القماش إلى مشغل الخياطة، وهناك تستكمل عملية صنعها بإضافة طبقة أخرى من القماش وكيها وتغليفها.

وقال عمر يونس (40 عاماً) وهو مدير مشغل للخياطة في مدينة عامودا، إنهم تحولوا في الفترة الأخيرة من صناعة الملابس النسائية، إلى صنع الكمامات نتيجة زيادة الطلب.

وأضاف يونس أن الكمامات القطنية صالحة للاستعمال وفق معايير منظمة الصحة العالمية، وأن سعرها مناسب وأوفر مقارنة بشراء الكمامات التي تستعمل لمرة واحدة.

وتباع الكمامات المطرزة بسعر ما بين/1500-2000/ ليرة سورية بينما تباع التي تستخدم لمرة واحدة بـ/400 -500/ ليرة سورية.

ويعمل مشغل “روند” للتطريز الالكتروني في الأوقات العادية، على تطريز شعارات لشركات ومؤسسات محلية على هندام موظفيها بالإضافة إلى تطريز رسومات على الملابس الرجالية والنسائية حسب طلب مصنعيها.

 لكن في الفترة الأخيرة تركّز عمل المشغل على تطريز الكمامات الطبية.

ويعتبر عمل مشاغل التطريز الالكتروني في منطقة الجزيرة حديثاً مقارنة بمدن الداخل السوري، وذلك لطبيعة المنطقة الاقتصادية التي تعتمد على الزراعة وعدم إيلاء الصناعة الاهتمام الكافي.

ورغم زيادة الطلب على الكمامات المطرزة إلا أن شرفان سيف الدين يتمنى أن تنتهي أزمة جائحة كورونا ويعود للعمل في مجال تطريز الملابس التي يعمل عليها في مشغله منذ أربع سنوات.