وسط توقعات بانفجار عدد الإصابات.. قطع المياه يعزز مخاطر انتشار كورونا في الحسكة
الحسكة – هوشنك حسن / دلسوز يوسف – نورث برس
دون أي التزام بمبدأ التباعد الاجتماعي أو ارتداء الكمامات، يصطف مجموعة من سكان حي خشمان في الجهة الشمالية من مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، بالقرب من خزان مياه لتعبئة غالونات مختلفة الحجم بالمياه، وذلك بالقرب من منزل توفي فيه مصاب بفيروس كورونا.
ويقول يوسف حمي (37 عاماً)، من سكان الحي، واضعاً غالوناً تحت صنبور الخزان: “العطش أصعب من كورونا”، ثم ينشغل بوضع غالون آخر تحت الصنبور.
وتشدد مديرية الصحة في الحسكة، وفق الأرقام المسجلة لديها، على أن قطع المياه عن الحسكة يتسبب بازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا.
ورغم فرض الإدارة الذاتية لحظر التجول، لكن مدينة الحسكة تشهد خروقات بالجملة، معظمها بسبب سعي السكان لتأمين المياه.
وكما هي حال “حمي”، لا يهتم بقية السكان بمخاطر الفيروس قدر اهتمامهم بتأمين مياه الشرب لعائلاتهم، حيث يقول خليل الأمين (47 عاماً): “الموت بكورونا أفضل من الموت عطشاً أو بمياه ملوثة”.
ولا تزال القوات التركية تقطع المياه عن المدينة، منذ أكثر من أسبوعين، لتحرم بذلك أكثر من مليون شخص من المياه.
ومن جانبها، تقول مسؤولة الشؤون الطبية في مديرية صحة الحسكة، راماندا عيسى، إن الإصابات “ارتفعت بشكل كبير” في الحسكة بعد قطع المياه عن المدينة.
وتشير الإحصائيات التي تعرضها مديرية الصحة، لـ”نورث برس”، إلى أن مدينة الحسكة كانت قد سجلت /8/ حالات إصابة بفيروس كورونا حين قطع تركيا المياه عنها قبل أسبوعين، لكنها بلغت /94/ حالة اليوم.
وتتوقع مسؤولة الشؤون الطبية في مديرية صحة الحسكة “انفجاراً في حالات الإصابة” خلال الأيام القادمة، محذرة من “خطورة” الوضع الصحي في المدينة في ظل انشغال السكان بتأمين المياه.
وسجلت الحسكة وحدها /10/ حالات وفاة من أصل /25/ وفاة في عموم مناطق شمال وشرقي سوريا.
ويجمع الخبراء والأطباء على أن الاستحمام وغسل اليدين من أفضل الطرق للوقاية من فيروس كورونا، لكن شح المياه في المدينة يبعد معظم سكانها عن التقيد بهذه الإجراءات الاحترازية.
وبعدما ينهي يوسف حمي ملء غالوني المياه، يتقدم نحو /15/ شخصاً يلمسون الصنبور والخزان نفسه، دون وضع قفازات طبية، في الوقت الذي يبقى الهاجس الأول لهم تأمين المياه لذويهم دون الاكتراث لخطورة انتقال العدوى إليهم أو نقلهم العدوى لغيرهم.