رغم اتفاقيتي وقف إطلاق النار.. هجمات تركيا لم تتوقف في بلدة تل تمر بريف الحسكة
تل تمر – دلسوز يوسف – نورث برس
تشهد منطقة تل تمر، /40/ كم شمال مدينة الحسكة، تصاعداً في هجمات الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إذ استهدفت قرى آهلة بالسكان ومنشآت حيوية، وفق سكان ومصادر من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي (الأسايش).
ورغم التواجد الروسي وقوات التحالف الدولي التي تسير دوريات بشكل يومي في المنطقة، وفق اتفاقين أمريكي-تركي وروسي-تركي، إلا أن الخروقات التركية لوقف إطلاق النار مستمرة، فتشهد المنطقة بين الحين والأخرى قصفاً متكرراً، إضافة إلى تحليق مستمر للطائرات التركية المسيرة في أجواء المنطقة.
وقال مصدر عسكري من قوات سوريا الديمقراطية، لـ”نورث برس”، إن تركيا خرقت وقف إطلاق النار لأكثر من /30/ مرة، خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي، “إذ قصفت تركيا القرى والمناطق على خطوط التماس وتسببت بهجرة السكان من قراهم وتراجعهم إلى الحسكة وبلدة تل تمر ومنطقة جبل عبدالعزيز بريف الحسكة”.
وأضاف أن الهجمات تسببت في احتراق عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية المزروعة بمحصولي القمح والشعير، بينما لم يتمكن مزارعون آخرون من جني محاصيلهم الزراعية الواقعة خطوط التماس خوفاً من استهدافهم.
وكان مزارعون في ريف بلدة تل تمر قد اتهموا في حزيران/يونيو الماضي الجيش التركي “بافتعال حرائق” طالت محاصيلهم، في حين اشتكى آخرون من صعوبة الوصول لأراضيهم وقت الحصاد، وذلك في تقارير نشرتها “نورث برس” آنذاك.
في حين قال مصدر من إدارة قوى الأمن الداخلي، إن القصف التركي تسبب باحتراق أكثر من /100/ منزل في قرية تل طويل ذات الغالبية الآشورية والقرى المجاورة لها، نتيجة الحرائق التي اندلعت بمحيط هذه القرى غرب بلدة تل تمر.
كما وتسبب إطلاق النار بشكل عشوائي باتجاه بلدة تل تمر باندلاع الحريق مرتين في محيط القاعدة الروسية بمحطة المباقر في الطرف الشمالي لبلدة تل تمر، وذلك في الـ/9/ والـ/24/ من حزيران/ يونيو الماضي.
وكانت تركيا قد وقعت اتفاقية وقف إطلاق النار مع الجانب الأمريكي في الـ/17/ تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، إذ أعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس من أنقرة وقف إطلاق النار بالتزامن مع العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في منطقتي سري كانيه وتل أبيض.
كما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر مؤتمر صحفي عقد في تشرين الأول/ أكتوبر منالعام الماضي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، عن وقف إطلاق نار تام في منطقة العملية التي أطلقها الجيش التركي مع فصائل المعارضة المسلحة.
وأضاف بوتين حينها: “توصلنا إلى قرارات مصيرية ستسمح بحل القضايا الشائكة والحادّة عند الحدود السورية التركية”.
أما في شهر تموز/يوليو الفائت، فإن الجيش التركي والفصائل المعارضة استهدفوا نقاطاً لقوات الحكومة السورية وقوى الأمن الداخلي على خطوط التماس مع المعارضة المسلحة، وقصفت الأخيرة /10/ مرات، وفق المصدر من قوى الأمن الداخلي، قرى بلدتي تل تمر وأبو راسين متسببة بأضرار مادية في ممتلكات المدنيين.
كما أدى القصف العشوائي، آنذاك، خروج خطوط الكهرباء التي تغذي العديد من القرى شمال تل تمر عن الخدمة، بحسب تصريح سابق للرئيس المشارك لدائرة الكهرباء في تل تمر.
وقال المصدر العسكري من قوات سوريا الديمقراطية، إن المعارضة المدعومة تركياً حاولت، في شهر آب/ أغسطس الجاري، التسلل إلى مناطق سيطرتها في إحدى القرى التابعة لبلدة أبو راسين، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من إفشال المحاولة، بحسب قوله.
وذكر أن القوات التركية قصفت القرى الآهلة بالسكان ست مرات، كما سقطت عدة قذائف بالقرب من صوامع الحبوب في قرية أم الكيف، /3/ كم شمال تل تمر، أسفرت عن أضرار مادية.