باحث سوري: إيران تحرك “النظام السوري” لاستهداف الاتفاق الأمريكي-الروسي
القامشلي – نورث برس
قال وليد جولي، وهو باحث في مركز الفرات للدراسات، الثلاثاء، إن إيران تحرك “النظام السوري” لاستهداف “الاتفاق الأمريكي-الروسي غير المُعلَن” في سوريا، وذلك في تعليقه على استهداف قوات الحكومة السورية لدوريات أمريكية بين الحين والآخر.
واعترضت قوات من الحكومة السورية، أمس الاثنين، عرباتٍ للتحالف الدولي أثناء مرورها عبر حاجزٍ لها قرب قرية تل ذهب بريف تل براك، جنوب الحسكة.
وقال التحالف الدولي إن جنوده دافعوا عن أنفسهم بعد تعرضهم لإطلاق نار، فيما ذكرت وزارة الدفاع السورية أن أحد جنودها قُتل وأُصيب اثنان آخرون في “هجومٍ لحوامتين أميركيتين استهدف حاجزاً سورياً في ريف القامشلي”.
وحول الحادثة، قال “جولي” إن “النظام السوري يعاني أزمة حقيقية وهو في موضع تخبط سياسي نتيجة تعامله المزدوج مع طرفي نقيض وهما موسكو وطهران، حيث لم يعد بوسعه التحكّم في قراراته السياسية في ظل الوجود الإيراني الذي بات، بدوره، يتحكم بأدق تفاصيل مؤسسات الحكومة السورية”.
ووقّعت الحكومتان السورية والإيرانية في تموز/يوليو الفائت “اتفاقية الدفاع المشترك”، والتي تنص على تعزيز التعاون العسكري والأمني في مجالات عمل القوات المسلّحة ومواصلة التنسيق، بحسب وسائل إعلام تابعة لإيران.
وأضاف “جولي” أن الحكومة السورية “وضعت كافة الأجهزة الأمنية والسياسية للنظام في خدمة المصالح الإيرانية وأهدافها المكشوفة في سوريا، والتي تتصدرها الهيمنة على ثلاث دول إقليمية محورية في المنطقة، وهي العراق وسوريا ولبنان”.
وتساند إيران والقوات التابعة لها حكومة دمشق منذ بداية الحرب في سوريا، رغم تكلفتها البشرية والمادية الباهظة بحسب العديد من التقارير الإعلامية.
وذكر الباحث في مركز الفرات للدراسات أن “استهداف النظام للدوريات الأمريكية وكذلك إثارة الفتن بين عشائر المنطقة وقوات سوريا الديمقراطية يهدفان إلى إعاقة الاتفاق الروسي-الأمريكي الغير مُعلَن بشأن سوريا، والذي تم بموجبه تحديد مناطق النفوذ بين الطرفين، ما قد يؤثر على العلاقة الروسية مع النظام على المستويين السياسي والعسكري”.
وتتواجد القوات الأمريكية والروسية معاً في منطقة شمال شرقي سوريا، ورغم بعض الملاسنات الحاصلة بين القوتين بين الحين والآخر، إلا أن مسؤولون في التحالف الدولي ذكروا وجود آلية تنسيق بين الطرفين لمنع وقوع تصادم بينهما.