فصائل المعارضة المسلّحة تستبعد سيطرة روسيا والقوات الحكومية على معبر باب الهوى

نورث برس

استبعدت قيادات للفصائل المعارضة في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، إمكانية سيطرة روسيا وقوات الحكومة السورية على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وذلك بعد أن كَثُر الحديث مؤخراً عن نية تركيا تسليم المعبر، ولا سيما بعد أن أصبحت القوات الحكومية على بعد /20/ كم فقط من المعبر إثر سيطرتها على شرق بلدة الأتارب بريف حلب الغربي منذ آذار/مارس الفائت.

ويقع معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية شمال غرب إدلب، ويتمتّع بأهمية استراتيجية وشكّل نقطة عبور رئيسية للاجئين إلى أوربا، بينما لا يزال المعبر بوابة لعبور المساعدات الإنسانية إلى إدلب وريفها.

ورغم الاتفاق الروسي التركي في الخامس من آذار/مارس الفائت بوقف العمليات القتالية في مناطق خفض التصعيد، إلا أن القوات الحكومية استمرت بالتحشّد في ريف إدلب الجنوبي، مع عودة القصف الجوي من قبل الطيران الروسي منذ الشهر الماضي، بالإضافة إلى استمرار تركيا بتعزيز مواقعها في نقاطها العسكرية.

وقال مصطفى بكور، الناطق الرسمي باسم جيش العزة التابع لفصائل المعارضة المدعومة من تركيا في إدلب، إن “معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا هو الرئة التي تتنفس منها المعارضة، وأي اتفاق لتسليم المعبر للنظام السوري لا يمكن أن يتم إلا في إطار حل نهائي للوضع في سوريا، خاصةً أن تسليم المعبر للنظام أو روسيا يعني إنهاء قوى الثورة السورية”.

وأضاف لـ” نورث برس” أن فكرة تسليم المعبر للحكومة السورية، في ظل عدم وجود أي دلائل على قرب حل نهائي للأزمة السورية، سيكون “مغامرة تركية وتخلّياً منها عن الملف السوري”.

وكانت تقارير إعلامية قد نقلت أنباء عن مخطط روسي تم إطلاع تركيا عليه لوصل المعبر بالطريق السريع M5 عن طريق خط الأتارب-باب الهوى.

إلا أن الرائد يوسف حمود، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الموالي لتركيا، نفى كافة الأخبار التي تتحدث عن نية تسليم معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا لروسيا، وقال “ناشر هذه الأخبار يعيش اغتراباً بعيداً عن الواقع”.

وأشار إلى “عدم وجود مثل هذه المفاوضات بين تركيا وروسيا، وهي بعيدة عن الواقع السياسي تماماً”.

وتناوبت فصائل المعارضة السيطرة على المعبر، بدءاً من الجيش الحر في تموز 2012، مروراً بسيطرة فصيل الجبهة الإسلامية في نهاية 2013، ثم تقاسمت الجبهة إدارة المعبر مع فصيل أحرار الشام في 2014، إلى أن سيطرت عليه هيئة تحرير الشام في تموز 2017.

وقال مصدر عسكري في هيئة تحرير الشام، فضَّل عدم الكشف عن اسمه، إن “سيطرة قوات الأسد على معبر باب الهوى مستحيلة، ولا يمكن أن يحصل مثل هذا الأمر إلا في حال إنهاء الثورة السورية بشكلٍ كامل”.

وأضاف لـ”نورث برس” أن “محور المعارك سيتركز في الوقت الحالي بمناطق جبل الزاوية وريفي حماة واللاذقية”.

ونوَّه المصدر إلى أن سيطرة قوات الحكومة السورية على باب الهوى تعني تهجير كامل سكان محافظة إدلب، إضافة إلى المخيمات المحيطة بها، وبالتالي تهجير أكثر من أربعة مليون مدني من المنطقة.

ورأى أن تركيا لن تتخلّى عن إدلب بسهولة، لا سيما أن إدلب تضم نحو /66/ نقطة مراقبة للقوات التركية، إضافة إلى كونها المأوى الأخير لفصائل المعارضة والمُهَجَّرين بحسب تعبيره.

ويُعدُّ معبر باب الهوى أهم بوابات دخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة المعارضة بشمال غربي سوريا، حيث تشير إحصائيات المعبر إلى أنه يستقبل شهرياً حوالي /1500/ شاحنة من المواد الإغاثية، إلى جانب دخول نحو /4500/ شاحنة تجارية من المعبر.