سيناريو "خطير" ينتظر معبر باب الهوى.. وسكان إدلب يحذرون تركيا من قبوله

إدلب ـ نورث برس

 

أعرب عدد من سكان منطقة إدلب شمال غربي سوريا، عن خشيتهم من النوايا الروسية وعزمها السيطرة على معبر "باب الهوى" الحدودي، والضغط على تركيا من أجل تنفيذ هذا المطلب، معربين عن رفضهم أي توافق تركي روسي بهذا الخصوص.

 

وقال الناشط الميداني "عمر الحلبي" لـ "نورث برس"، إن "روسيا ترغب بالاقتراب من معبر باب الهوى الحدودي خاصة وأن قوات النظام السوري تبعد نحو /20/ كم عن معبر باب الهوى عند الطريق الدولي (M5) (دمشق اللاذقية)".

 

وأشار إلى أنه "ربما هناك مخطط روسي تم إطلاع تركيا عليه لوصل المعبر بالطريق السريع عن طريق خط الأتارب- باب الهوى".

 

وكانت موافقة روسيا وعدم التلويح بـ"الفيتو" في مجلس الأمن الدولي قبل أيام، على اختيار معبر "باب الهوى" الحدودي، معبراً لمرور الإغاثات الإنسانية ورفضها أي معابر أخرى، يشي بأن الأنظار الروسية تتجه صوب هذا المعبر، وفق ما أشار إليه مراقبون.

 

أما الناشط الإعلامي "خليل المعراوي" فحذر في حديث لـ "نورث برس" من أن "سقوط باب الهوى بيد روسيا يعني سقوط سرمدا والدانا أكبر الحاضنات الشعبية للمدنيين بإدلب حالياً، وهذا الأمر سوف يخلق أزمة غذائية سكانية كبيرة جداً".

 

رضوخ تركي

 

وأعرب "المعراوي" عن "خشيته من الرضوخ التركي للضغط الروسي الذي بدأ صبره ينفد على ما يبدو من المماطلة التركية بتنفيذ الاتفاقيات، ومن أجل ذلك بدأ اللعب على المكشوف وأن المطلب الروسي اليوم هو معبر باب الهوى وإلا فالتصعيد العسكري سيعود من جديد".

 

وحذر "المعراوي" من أن "وجود النظام والروس في معبر باب الهوى، المعبر الذي يعتبر شريان الحياة في المنطقة، وأن أي قبول تركي بوجود روسي في معبر باب الهوى يعني أن إدلب كاملة ستعود تحت سيطرة النظام، لأن سيطرة النظام على باب الهوى تعني خنق إدلب وإجبار سكانها على الاستسلام".

 

وكانت مصادر في معبري "باب الهوى" و"باب السلامة" أعربت في حديث لـ "نورث برس"، عن "استغرابها من اختيار الروس لمعبر باب الهوى لإدخال المساعدات الإغاثية واستثناء المعابر الأخرى، منتظرة في الوقت ذاته توضيحاً تركيا حول هذا الأمر".

 

ووسط كل ذلك فإن الرد التركي جاء "خجولاً" على لسان وزير خارجيتها مولود تشاويش أوغلو، والذي أعلن عن ترحيب بلاده بالإبقاء على معبر "باب الهوى" لإدخال المساعدات.

 

وقال إنه "من المهم الحفاظ على آلية إيصال المساعدات للسوريين، حتى ولو تم تخفيضها إلى معبر حدودي واحد"، الأمر الذي رأى فيه مراقبون بداية الرضوخ للتوافق الدولي الروسي على التنازل على هذا المعبر وإدخال الطرف الروسي إليه.

 

سيناريو "باب الهوى"

 

وفي هذا السياق، حذر  الخبير الاقتصادي "أسامة القاضي" في حديث لـ "نورث برس" من السيناريو الذي ينتظر معبر "باب الهوى" وقال إن "باب الهوى أقرب المعابر إلى الطريق الدولي دمشق ـ اللاذقية أو ما يعرف باسم (M5)".

 

والسؤال الأبرز بحسب "القاضي"، هو "لماذا تم استثناؤه من قبل الروس في مجلس الأمن؟، والجواب هو أنه إذا وضع الروس ومن خلفهم النظام يدهم على طريق (الأتارب – باب الهوى) ، سيضعون بالتالي يدهم على معبر باب الهوى بحيث الطريق يكون سالكاً إلى (M5)، ويبدو أن المشروع موافق عليه الجميع".

 

وشدد "القاضي" على أنه "يجب أن يتم بسرعة التفكير بطريقة إبداعية للخروج من هذا المأزق الذي يبدو للأسف أنه قادم قريباً، ويجب أن يطرح مشروع سريع لإنقاذ السوريين من الآن بعيداً عن المسارات التي انتهى مفعولها، وبعيداً عن الجعجعة الإعلامية وكسب المواقف المبدئية الإعلامية".

 

وأشار إلى أن "الجهة المسيطرة على المعبر هي (هيئة تحرير الشام) التي تعد غير مقبولة دولياً، وحتى تركيا تصنفها على أنها إرهايية، ومن هنا سوف يكون لدى الروس المسوغ لوضع يدها على المعبر".

 

وأكد على أن "المسوغات السياسية والعسكرية موجودة، وللأسف قد يكون السيناريو القادم هو وضع الروس والنظام يدهم على هذا المعبر في وقت قريب جداً".

 

ومنتصف تموز/يونيو الجاري، تبنى مجلس الأمن الدولي القرار المقدم من بلجيكا وألمانيا، والذي يقضي بتمديد آلية المساعدات الأممية العابرة للحدود إلى سوريا من معبر واحد على الحدود التركية وهو معبر "باب الهوى" ولمدة عام واحد فقط، الأمر الذي لم تستخدم روسيا "الفيتو" ضده في المجلس.

 

ويعد معبر "باب الهوى" واحداً من المعابر الرئيسية مع تركيا وهي "جرابلس" و"باب السلامة"، إلا أن تركيا تولي أهمية كبيرة لهذا المعبر، وبالتالي فإن تسليمه للروس سيزيد من حدة التوتر بين الطرف التركي والحاضنة الشعبية الموالية لها في عموم شمال غربي السوري.