فوضى السلاح في بلدة بريف حلب تنشر الذعر بين السكان والنازحين

حلب – نورث برس

يشهد مخيم النور ومخيمات أخرى للنازحين على مقربة من مدينة إعزاز، شمالي سوريا، انتشاراً للأسلحة واستخداماً عشوائياً لها من قبل عناصر الفصائل والنازحين المقرّبين منها، وسط غياب تام لأي دور في ضبط الأمن وتخفيف مخاوف السكان من وقوعهم ضحايا للرصاصات الطائشة.

وقال حسن الراشد، وهو نازح من حمص يقيم في مخيم النور شرق مدينة إعزاز، إن فوضى حمل السلاح من قبل عناصر تابعين لفصيل الجبهة الشامية تؤرق سكان المخيم.

وأضاف: “أغلب العناصر يقومون بإطلاق العيارات النارية في حالات الازدحام أو لدى ظهور مشكلة، ما يزيد من توتر الوضع وينتهي بفزع الأطفال والنساء في المخيم”.

ولفت الراشد، في حديثه لـ”نورث برس”، إلى أن السكان يعيشون حالة دائمة من الذعر بسبب “عدم وجود رادع أمني يمنع تكرار تصرفاتهم غير المسؤولة”، على حدِّ قوله.

وينعكس الانتشار غير القانوني للسلاح بنتائج سلبية على المدنيين في أغلب الأحيان، خاصة في حالات الاقتتال الداخلي بين الفصائل أو في الأفراح والمناسبات الاجتماعية التي تستخدم فيها هذه الأسلحة بشكل عشوائي.

وقال أسامة المصطفى، وهو نازح من بلدة عندان غرب حلب، إن آثار هذه التصرفات لا تقتصر على إيذاء القاطنين في المخيم فحسب، بل يتعدى الأمر إلى المخيمات القريبة والمناطق المأهولة القريبة من مخيم النور أيضاً.

وذكر أن طفلاً أصيب بجروح مطلع آب/أغسطس الحالي في مخيم الشبيبة، جراء إطلاق نار بشكل عشوائي في أحد الأعراس بمخيم النور.

وتنشط في مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة تجارة السلاح ما يُسهِّل امتلاكه دون الحاجة للحصول على تراخيص، وهو ما يؤدي إلى غياب المحاسبة عند وقوع حوادث نتيجة استخدام هذه الأسلحة، بحسب عناصر من تلك الفصائل.

ومن جانبه، قال أحد عناصر الشرطة المدنية في مدينة إعزاز، لـ”نورث برس”، إن ما يمنع ضبط الوضع الأمني داخل تلك المخيمات هو تفادي الاصطدام مع عناصر الفصائل المسلحة.

وأضاف، مفضلاً عدم الكشف عن هويته ورتبته لأسبابٍ أمنية حسب وصفه، أن دور الشرطة العسكرية في المخيمات يبقى مهمّشاً إلى حدٍّ كبير، بسبب هيمنة “الجبهة الشامية” على الوضع الأمني وصراعها الدائم لبسط نفوذها الدائم في مدينة إعزاز.

ولفت المصدر إلى أنه يصعب عليهم التدخل، “رغم تلقي شكاوي من سكان مخيم النور والمخيمات المجاورة بشأن إطلاق النار بشكلٍ عشوائي”.