رغم تصاعد معدلات الإصابة بكورونا في القامشلي.. ارتداء الكمامة محط سخرية وتهكّم
القامشلي – عبد الحليم سليمان – نورث برس
وسط مدينة القامشلي وسوقها، ثمة حركة للسكان لاقتناء الحاجات الضرورية وزيارة عيادات الأطباء والمراكز الصحية إضافة إلى العاملين من الباعة والعمال وسواهم، ورغم عدم وجود إحصائيات تبيّن مدى التزام سكان المدينة بإجراءات السلامة والوقاية من فيروس كورونا، إلا أنه يبدو مُلاحَظاً غياب الجدية لدى الكثيرين في الوقاية من المرض.
ويتعرض بعض السكان ممن يرتدي الكمامات ويلتزم بالتدابير الوقائية، للسخرية والاستخفاف من باب أنهم يحمّلون الأمر “أهمية زائدة عن اللزوم”، فيما تحذّر هيئة الصحة في إقليم الجزيرة من زيادة الإصابات في المنطقة، وتدعو إلى اتباع إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي لأنها “الحل الأنسب للوقاية من الإصابة” بحسب الهيئة.
فمن بين عشرات الأشخاص، قد ترى شخصاً واحداً يرتدي كمامة، فيما القلة منهم لا زالت تستخدم القفازات المطاطية، كحال أبو عمران (44عاماً)، والذي كان يتبضع لشراء حاجات عائلته وسط سوق المدينة مرتدياً كمامة قماشية سوداء بانتظار أن ينهي بائع السمك تنظيف ما اختاره أبو عمران من السمك لعائلته.
ويقول أبو عمران، الذي فضّل اعتماد لقبه فقط، إنه وعائلته جميعاً يلتزمون بقواعد السلامة والوقاية وأنهم ما إن انتشر مرض كورونا في الدول الأوربية، حتى بدؤوا باستخدام الكمامات والمعقمات وأنه الوحيد من عائلته يخرج إلى الأسواق وخارج المنزل لتأمين ما يحتاجونه، وفق كلامه.
ويؤكد الرجل الأربعيني أنه لم يَسلَم من التعرض للتعليقات والسخرية أحياناً من وسطه الاجتماعي جراء التزامه بقواعد السلامة الصحية، ويضيف أنه تعرض للمعاتبة والإحراج من قبل أصدقائه بعد أن قلّل من الزيارات العائلية، وأنه “مزود حبتين على الموضوع” في إشارة إلى تشدده في التقيّد بارتداء الكمامة والقفازات، لكنه تحمّلها “بسبب خطورة المرض”، على حدِّ قوله.
ويقول محمد سليم إبراهيم (60 عاماً) الذي يرتدي كمامة في السوق أثناء شراءه خضاراً لعائلته، إنه تعوّد على ارتدائها لا سيما وأنه يعاني نوبات تحسسية صدرية ويربّي بعض الحمام في منزله.
ولكنه تلقّى في بادئ الأمر تعليقات من أصدقائه وجيرانه في حي “قدور بك” حيث يسكن، حيث كانوا يوجهون إليه أسئلة تهكمية من قبيل: “هل تخاف من كورونا حتى ترتدي كمامة؟”
من جانب آخر، لا زال الكثير يعتقد بزيف انتشار المرض وإجراءات الحظر التي فرضتها الإدارة الذاتية على السكان، كاليافع علي جوان محمود (16 عاماً)، والذي ينتظر بيع الحبات الأخيرة من الدراق على عربته المركونة أمام المحال المغلقة في الشارع الرئيسي للمدينة.
ويقول محمود إن :”ارتداء الكمامة أمر فارغ وغير مفيد، وأن عائلته بالكامل لا ترتدي الكمامات أو القفازات، وإن تخويف الناس من المرض هدفه تجاري لبيع الكمامات والمواد الأخرى المتعلقة بالوقاية”، على حدِّ قوله.
إلا أن حمود الحسن (55 عاماً)، والذي كان ينتظر ربّ عمله ولا يرتدي كمامة، يقول إن عدم التزامه بارتداء الكمامة “إهمال” وإن الأشخاص الذين يتقيدون بإجراءات السلامة “على حق”، ويضيف أن معظم الناس لا يرتدون الكمامات في المدينة نتيجة قلة الوعي بخطورة المرض.
من جانبه، حثَّ محمد خلف، نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الصحة في إقليم الجزيرة، في تصريحٍ أول أمس لـ”نورث برس”، السكان على اتباع إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي لأنها “الحل الأنسب للوقاية من الإصابة”، وقال إن المنطقة تشهد الآن “تصاعداً بالإصابات ينذر بتفشّي الفيروس بشكل كبير”.
وتدعو منظمة الصحة العالمية بشكل دوري منذ انتشار فيروس كورونا على مستوى العالم أواخر العام الماضي، إلى اتباع إجراءات السلامة كغسل اليدين والحفاظ على التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والقفازات لمنع الإصابة بالفيروس المستجد كوفيد -19.