غلاء مستلزمات الوقاية من كورونا في الرقة وسط ازدحام ببعض الأسواق والأفران
الرقة – أحمد الحسن – نورث برس
يشتكي سكانٌ من مدينة الرقة وريفها، شمالي سوريا، وخاصة من ذوي الدخل المحدود، من ارتفاع أسعار الكمامات والقفازات، الأمر الذي يحول دون التزام قسم كبير منهم بالإجراءات الوقائية لحماية أنفسهم من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وذلك وسط ازدحام تشهده بعض أسواق وأفران المدينة.
وقال محمد العلي (51عاماً)، وهو نازح من ريف حمص ويقيم في مخيم قرية الكسرات (/5/ كم جنوب مدينة الرقة)، إنه لا يملك القدرة على شراء الكمامات أو القفازات الطبية بسبب غلائها، “فبالكاد نستطيع تأمين احتياجاتنا المعيشية الأساسية”.
وأضاف أنه يعلم أسباب وضرورات فرض حظر التجول، “ولكن ظروف الحياة المعيشية أصعب من هذا الفيروس”.
ويصل سعر الكمامة الطبية “العادية” في صيدليات مدينة الرقة إلى /500/ ليرة سورية، فيما يبلغ سعر القفازات /400/ ليرة، وتباع علبة المعقم (ذات سعة 100 ملم) بألف ليرة سورية، فـ”يحتاج كل شخص لأكثر من /1500/ ليرة سورية يومياً لمستلزمات الوقاية من كورونا، وهذا كثير علينا”، وفقاً لتعبير محمد علي.
ويرى “العلي” أن على المؤسسات والهيئات التابعة للإدارة الذاتية توفير وسائل الوقاية من معقمات وكمامات للسكان، بالإضافة لتوفير الخبز والمواد الغذائية للسكان، “كي يلزموا منازلهم دون الحاجة للخروج خلال فترة الحظر”.
وكان مجلس الرقة المدني، قد أقرَّ في الحادي والثلاثين من الشهر الفائت تدابير احترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، شمل إغلاقاً للحدود الإدارية لمنطقة الرقة وإغلاق مداخل ومخارج المدينة، مستثنياً الحالات الطارئة والحركة التجارية مع اتخاذ التدابير الوقائية.
وحظر القرار التجمّعات الرياضية وتجمّعات الأعياد والمسابح والمقاهي، كما منع الاحتفالات والأعراس وخيم العزاء والصلوات الجماعية، مع اقتصار عمل المطاعم على التوصيلات الخارجية.
وقال عيسى السطم (28عاماً)، وهو من سكان مدينة الرقة، إن من الضروري مراقبة عمل الصيدليات في مدينة الرقة وفرض غرامات مالية في حالات الاحتكار والمخالفات.
ولفت “السطم” إلى أن معظم الكمامات تصنع محلياً في مشاغل خاصة بمدينة الرقة، وقال إنه “رغم ذلك نجد ارتفاعاً كبيراً في أسعارها، حيث يعجز الكثيرون عن شراء وسائل الوقاية بسبب غلاء أسعارها”.
وسجّلت مدينة الرقة سبع حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد، حتى الآن ، فيما بلغ العدد الكلّي للإصابات بمناطق شمال وشرقي سوريا /119/ إصابة، بينها خمس حالات وفاة وعشر حالات تماثلت للشفاء، بحسب هيئة الصحة في الإدارة الذاتية.
ويقول سكان إن عزوف كثيرين عن شراء مستلزمات الوقاية يخيفهم، لأن بعض الأسواق والأفران العامة في مدينة الرقة تشهد ازدحاماً، حيث يتجمّع السكان دون اتباع أي قواعد للتباعد الاجتماعي أو ارتداء الكمامات والقفازات.
كما يقول السكان إنه لم يتم، حتى الآن، توزيع الخبز على السكان عبر مندوبين، رغم إقرار ذلك من قبل مجلس الرقة المدني ضمن الإجراءات الاحترازية للحدِّ من تفشّي فيروس كورونا المستجد.
وقال جوان الذخيرة، وهو إداري مكلَّف بتسيير أمور لجنة الصحة بمدينة الرقة، إن اللجنة بدأت مؤخراً بمراقبة أسعار الصيدليات ومقارنة أسعار كل صيدلية مع أخرى، “ووفقاً لذلك سنضع أسعار ثابتة لبيع الكمامات والقفازات والمعقمات خلال اليومين القادمين”.
وأشار “الذخيرة” إلى أنه وبعد وضع قائمة أسعار ثابتة، “سيتم فرض غرامات مالية على الصيدليات التي لا تلتزم بالقائمة”.
وحول مشكلة ازدحام السكان أمام الأفران، قال جوان الذخيرة إنه “يتم حالياً دراسة نظام توزيع الخبز على الأحياء عبر مندوبين”.
وتوقّع الإداري في لجنة الصحة بمدينة الرقة فرض حظر كلي على المنطقة في حال استمرار الازدحام في الأسواق وأمام الأفران.