مسؤول عراقي: أي انعكاس للصراع الأمريكي والإيراني على المنطقة سيحرق الجميع

بغداد- زياد اسماعيل – NPA
التصعيدات الأخيرة لأمريكا في المنطقة ,التي تستهدف فيها إيران بشكل مباشر، أصبحت مصدر قلق متزايد بين العراقيين وخوفهم من ترجمة التهديدات إلى أفعال يتضررون بسببها, إن لم تحدد الحكومة موقفها. وذلك بسبب قرب العراق وشعبها من أحد طرفي الصراع.
محمد زبير، مواطن عراقي، يخاف من تمدد الصراع الأمريكي الإيراني الى العراق،  ويطرح “أن تقف الحكومة العراقية بحيادية تامة” وذلك لتفادي نتائج هذا الصراع ونأي المواطنين عن مخلفاته.
ومن جانبه، يرى المواطن فالح القريشي، أن تحسب العراق حسابها وتأخذ الحيطة والحذر الاستراتيجي كدولة وسيطة أو محايدة بين طرفي النزاع قائلا: “لكل من إيران وأمريكا دور مؤثر على الساحة العراقية، ويفرض هذا عدم الاقتراب من أحدهما في الصراع الراهن ضد الآخر.”
 وتزايدت مخاوف العراقيين بعد تصريحات موالية أدلى بها كل من نوري المالكي، نائب رئيس الجمهورية السابق وهادي العامري، رئيس منظمة البدر المسلحة,  بالإضافة لقياديين في حركة النجباء  وعصائب أهل الحق, في الآونة الأخيرة, والتي من شأنها أن تورط العراق في الصراع الأمريكي الإيراني.
مستشار نوري المالكي، عباس موسوي يصرح بأن أي انعكاس للصراع في المنطقة سيكون بمثابة “كرة نار تحرق الجميع”، ويرجح أن “امريكا لا تريد الحرب مع إيران، إنما تعزم أخذ صفقة ما منها من خلال تصعيداتها الأخيرة.”
و أضاف أن العراق بحاجة ملحة لإيران وأمريكا ولا يمكنها الاستغناء عنهما موضحا “إيران تلبي حاجة العراق للكهرباء  والغاز، وأمريكا تساعد العراق في مجال التكنولوجيا ومستلزمات الدفاع العسكري.”
الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي, مايك بومبيو, إلى العراق ولقائه مع مسؤولين كبار في الحكومة، أجبر العراق على الوقوف على هامش الأحداث المستقبلية في موضوع الصراع الأمريكي الإيراني.
ولكن وجود مجموعات مسلحة العراقية موالية لإيران وتهديداتهم لمصالح واشنطن بين الحين والآخر، قد يتسبب بموقف أمريكي حازم  يمتد أثره إلى العراق.
يقول المحلل السياسي محمد السلامة “محاولة أمريكا لتطويق وخنق المجموعات الموالية لإيران، قد لا تؤدي إلى النتائج المرجوة بالنهاية، والتي تتلخص  بإنهاء القوة الإيرانية في المنطقة، لأن هذه المجموعات المسلحة  تتأطر بإطار ديني أو مذهبي”.
و أردف أن الحكومة العراقية تنتهج سياسة محايدة تحت الضغوط، ولكن ليس لمصلحة العراق “أن تقف بجانب أحد طرفي الصراع.”
صرح الكابتن بيل أوربان, متحدث القيادة المركزية للجيش الأمريكي, أمس الثلاثاء، أن البعثة الأمريكية “في حالة تأهب قصوى الآن وتواصل المراقبة عن كثب لأي تهديدات حقيقية أو محتملة وشيكة للقوات الأمريكية في العراق”.
وفي يوم الأحد الماضي، أصدرت السفارة الأمريكية في العراق بيانا حثت فيها مواطنيها على عدم السفر إلى العراق، في ضوء ما وصفته بالتوترات المتصاعدة فيه.
ودعت السفارة في بيانها، مواطنيها الموجودين في العراق إلى تجنُّب الذهاب إلى مناطق التوتر، وأن يكونوا على تواصل مع محيطهم.