محلل سياسي إسرائيلي: لن تحدث "ثورة" في إسرائيل.. وليبرمان مشكلته شخصية مع نتنياهو

رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس

 

قال المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان، الأحد، إنه بالرغم من تضرر العديد من القطاعات الاقتصادية في إسرائيل وخروج تظاهرات احتجاجية بسبب ذلك، إلا أن هذا لن يؤدي إلى اندلاع "ثورة مدنية" كما يحذر وزير الجيش الأسبق افيغدور ليبرمان.

 

وذكرت القناة الإسرائيلية "السابعة"، أن رئيس حزب "يسرائيل بيتنو"، عضو ​الكنيست​ ​أفيغدور ليبرمان​​​​​​​​ حذر إسرائيل من "اندلاع ثورة مدنية أو حالة من التمرد المدني، نتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية وسوء الأحوال الاجتماعية في إسرائيل".

 

واعتبر نيسان في حديث لـ"نورث برس" أن تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، أفيغدور ليبرمان، من "ثورة مدنية" أو حالة من "التمرد المدني"، نتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية وسوء الأحوال الاجتماعية في إسرائيل، يأتي في سياق نقده الشخصي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

 

وتابع نيسان "ليبرمان أكبر خصم لنتنياهو وأعلن مراراً أنه يريد خلافة نتنياهو في رئاسة الحكومة.. وكان سبباً في انتخابات عامة لثلاث جولات، لأنه رفض الدخول في ائتلاف حكومي برئاسة نتنياهو، بالرغم من أن ليبرمان كان جزءاً من حكومة يرأسها نتنياهو في السابق".

 

ويُقر نيسان، أن كورونا بمثابة معضلة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، لأن الأخيرة لم تتخذ الخطوات الصائبة، "ولكن ليبرمان رأى في ذلك فرصة كي يكثف انتقاده لنتنياهو وحكومته في هذا الموضوع ومواضيع أخرى".

 

وأشار إلى أن ليبرمان يوجه نقداً لنتنياهو يومياً سواء عبر المقابلات التلفزيونية أو تغريداته في موقع "تويتر".

 

وبعيداً عن المناكفة السياسية الداخلية في إسرائيل، يؤكد نيسان لـ"نورث برس"، "أننا نرى في الأسابيع الأخيرة مظاهرات للأعلام السوداء التي تنادي باستقالة نتنياهو بسبب الملفات الجنائية، أو حتى من قبل مستقلين تضرروا اقتصادياً من إغلاق بعض المرافق بسبب كورونا".

 

وأضاف أن تل أبيب والقدس شهدتا العديد من هذه التظاهرات وهي "طبيعية في دولة ديمقراطية"، على حد تعبيره.. لكن المشكلة- بوجهة نظره- أن بعض الجهات داخل المتظاهرين يستغلون التظاهرات للقيام بـ"أعمال عربدة ضد الشرطة وإخلال بالنظام وهذا يسيء إلى سمعة المتظاهرين".

 

ويستبعد نيسان اندلاع ثورة اجتماعية في إسرائيل؛ لأنها تحدث في حكم ديكتاتوري أما في إسرائيل، فإن الشرطة تسمح لكل من يريد حسب القانون أن يتظاهر ضد الحكومة ولكن بشرط ألا تشمل التظاهرات الإخلال بالنظام.

 

واستخدمت الشرطة الاسرائيلية خراطيم المياه مساء السبت، لتفريق آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا في القدس وتلّ أبيب للتنديد بالفساد وبإدارة الحكومة الإسرائيليّة لجائحة كوفيد-19 وتداعياتها.

 

وتجمّع المحتجون أمام مقرّ إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس وفي حديقة في تل أبيب معبرين عن غضبهم من رد الحكومة على الوباء الذي ينتشر ويلحق أضراراً بالاقتصاد.

 

وجرى التجمع الأول أمام مقر رئيس الوزراء الاسرائيلي في القدس للمطالبة باستقالة نتنياهو الذي يُواجه اتّهامات في ثلاث قضايا منفصلة، تتعلّق بالرشوة والاحتيال واستغلال الثقة. واتهم المتظاهرون الحكومة بأنها "منفصلة عن الواقع".

 

وقال قائد الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد، إن الشرطة سمحت بالتظاهرتين لكنها تدخلت عندما حدثت "اضطرابات" غير مسموح بها، بما فيها إغلاق طرق.

 

وأوضح روزنفيلد أن المتظاهرين في تل أبيب استخدموا بخاخات فلفل ضد الشرطة، ما أدى إلى توقيف العديد منهم.

 

ورفع مئات من المتظاهرين في القدس، لافتات كُتب عليها "ديمقراطيّة" و"كاذب" و"متلاعِب"، حسب وكالة "فرانس برس".

 

وقرّرت الحكومة الإسرائيليّة الجمعة، اتّخاذ تدابير جزئيّة جديدة "لتفادي حجر منزلي عامّ" بسبب ارتفاع عدد الإصابات اليوميّة بفيروس كورونا المستجدّ، تقضي بإغلاق بعض المواقع العامّة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

 

وقال مكتب رئيس الوزراء ووزارة الصحّة في بيان مشترك الجمعة، إنه سيتمّ إغلاق "المتاجر والمراكز التجاريّة وصالونات تصفيف الشعر ومعاهد التجميل والمكتبات وحدائق الحيوانات والمتاحف وأحواض السباحة والمواقع السياحية والترامواي" اعتباراً من مساء الجمعة إلى صباح الأحد كلّ أسبوع حتّى إشعار آخر.

 

وسجّلت إسرائيل التي يبلغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة، رسميّاً أكثر من /49/ ألف إصابة بفيروس كورونا المستجد و/400/ وفاة.

 

وبعدما كانت تشيد بإدارتها للوباء، سجل ارتفاع في عدد الإصابات مجدداً بينما ارتفعت نسبة البطالة في الأشهر الأخيرة لتتجاوز العشرين بالمئة.