كورونا وعدم استقرار الليرة السورية يغيّران من أولويات إنفاق الأسر في بلدة تل تمر

تل تمر – دلسوز يوسف – نورث برس

 

مع عودة "فيروس كورونا" إلى الواجهة مجدداً في مناطق شمال وشرقي سوريا مؤخراً وفي ظل عدم استقرار قيمة الليرة السورية أمام الدولار، يضطر السكان المحليون لاتباع أنماط جديدة من الإنفاق لتنصب أولوية الشراء على الأساسيات فقط والتخلي عن كل ما يمكن الاستغناء عنه.

 

هذه التداعيات ظهرت ملامحها بشكل أوضح خلال الأيام الأخيرة مع حلول عيد الأضحى، حيث سعى سكان وأرباب عائلات من ذوي الدخل المحدود لترتيب أولوياتهم أثناء شراء مستلزمات العيد والعزوف عن شراء بعض السلع ولو مؤقتاً.

 

وقال عبدالوهاب يونس (50 عاماً)، وهو موظف من سكان بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي، إن أصحاب المتاجر يساومون على البضائع بالدولار، بالإضافة إلى فوارق في الأسعار بين المحلات.

 

وأضاف "يونس"، الذي يعمل في إحدى مؤسسات الإدارة الذاتية ويتقاضى /200/ ألف ليرة سورية كراتب شهري، أن الغلاء يثقل كاهل العائلات "دون رقيب أو حسيب، فالشعب منهار مادياً، واستغنينا حتى عن بعض الاحتياجات الأساسية للمعيشة".

 

وتزامن تردي الوضع المعيشي للسكان المحليين مع إعلان الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لحالة حظر تجول جزئي بعد ظهور إصابات بفيروس كورونا في مناطقها، فيما ضاعف عدم وجود خطط استراتيجية لمساعدة ذوي الدخل المحدود من مخاوفهم حيال الضائقة المادية التي تمنعهم من تأمين احتياجاتهم، بما فيها شراء مستلزمات الوقاية من الفيروس.

 

بينما يتساءل أحمد عبود (54 عاماً)، وهو نازح من قرى بلدة أبو راسين يقطن حالياً في تل تمر، عن كيفية العيش دون دخل مرتفع وسط الغلاء واحتمال إغلاق الأعمال للوقاية من كورونا، ويقول إن إنفاقه الشخصي بات محصوراً على المواد الأساسية لتدبر معيشة عائلته.

 

وأضاف: "محيطنا خط نار ومن كان يعتمد على الزراعة فإنها راحت هباءً، الوضع المادي تعيس جداً في هذا الغلاء، وجميع السلع غالية لذا استغنينا حالياً عن شراء اللباس واللحوم وغيرها".

 

وأثر انهيار قيمة الليرة السورية وإغلاق الأعمال على خلفية المخاوف من تفشي كورونا على حركة الاسواق بشكل كبير، حيث يتحدث أصحاب المحلات التجارية عن تراجع القدرة الشرائية للسكان والعزوف عن شراء مواد وسلع كانت تعتبر أساسية لعوائل المنطقة.

 

وقال شفان مصطفى  (45 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع الحلويات في سوق بلدة تل تمر الرئيسي، إن حركة البيع في تراجع مستمر والقدرة الشرائية للكثيرين ضئيلة، "وهو ما نلتمسه أثناء ارتياد الزبائن لمحلنا، حيث بات أرباب الأسر الكبيرة يأخذون كميات قليلة جداً من الحلويات بخلاف السنوات السابقة".

 

وأشار "مصطفى" إلى أن أولويات الإنفاق تغيرت لدى السكان، "فالناس في أيامنا هذه باتوا مشغولين بتأمين لقمة العيش لا أكثر ولا أقل"، وفق تعبيره.

 

ورغم غياب الدراسات والإحصاءات الرسمية في شمال وشرقي سوريا حول تداعيات تأثير إغلاق الأعمال على المواطنين خلال فترة حظر التجول ومتوسط إنفاق الأسر في هذه الظروف ومع عدم استقرار صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، إلا أن لسان حال الكثيرين يؤكد أن الأوضاع المادية في المنطقة تتجه نحو الأسوأ.