سوق تلعرن بريف حلب.. مصدر هام للخضار يعاني ضيق المساحة وإهمال الخدمات

حلب – نورث برس

 

يعاني سوق الخضار في بلدة تلعرن، جنوب شرق مدينة حلب، من نقص الخدمات الأساسية علاوة على ضيقه وعدم وجود مساحات واسعة لتوقف الشاحنات التجارية، حيث يعد السوق مصدراً للخضار إلى مختلف المحافظات السورية ولم يلقَ رغم أهميته أي اهتمام من قبل الحكومة السورية.

 

وقال قيس جميل أخرس (٣٨ عاماً)، وهو تاجر خضار من محافظة طرطوس، لـ"نورث برس"، إن سوق تلعرن "ضيق جداً" رغم أهميته واستقطابه تجاراً من المحافظات السورية، إذ أنه يقصده منذ أكثر من /١٥/ عاماً.

 

ويرى "أخرس" أن وضع السوق يتطلب من الجهات المسؤولة في بلدة تلعرن، العمل على فتح سوق جديدة ومنظمة، "لكن ترك السوق على هذه الحال يشير إلى عدم اهتمام المعنيين".

 

ويعتبر ريف بلدة تلعرن واحداً من أكثر الأماكن إنتاجاً للخضار في سوريا، وتتميز بكرومها ومزارعها، بينما يضم سوق البلدة /١٢٠/ محلاً تجارياً تصدر الخضار إلى مختلف المحافظات السورية.

 

وقال عاصم حيدر (٤٤ عاماً)، وهو أيضاً تاجر خضار من محافظة حماه، إن ضيق السوق يتسبب في تكبده بتكاليف إضافية، عدا أجور النقل، "ندفع /200/ ألف ليرة أجرة للنقل، وبسبب الازدحام والتأخير نضطر إلى دفع /50/ ألفاً إضافية لصاحب السيارة".

 

وأضاف، لـ"نورث برس"، "أحياناً نتوقف أكثر من خمس ساعات لنحصل على البضاعة بسبب الازدحام الذي يسببه ضيق السوق".

 

وأشار "حيدر" إلى اهتراء الشارع المؤدي إلى السوق وانتشار الحفر فيه، إذ يتسبب بإعاقة دخول الشاحنات الكبيرة التي تحمل برادات حافظة، ويرى " إن استمر إهمال السوق من جانب مجلس البلدة، فقد يدفع ذلك التجار إلى لتوجه إلى أسواق أخرى".

 

وتخرج يومياً من "السوق الضيق" أكثر من /360/ شاحنة كبيرة ومتوسطة محملة بالخضار بواسطة تجار جملة يوزعونها على الأسواق المحلية في المدن والبلدات السورية الأخرى، بحسب تجار من سوق تلعرن.

 

وقال ابراهيم الجاسم (٥٢ عاماً)، وهو صاحب محل لبيع الخضار، إن محله يقع آخر السوق لذا يخصم التاجر الذي يشتري منه البضاعة نسبة /15/ بالمئة من قيمتها، لأنه يدفع زيادة لأجرة السيارة جراء الانتظار الطويل.

 

ويضيف أنه وبسبب تعذر دخول الشاحنات الكبيرة إلى السوق، يضطر التجار إلى استئجار سيارات صغيرة من أجل نقل البضائع إلى الشاحنات الكبيرة التي تحمل برادات حافظة، "هذا الأمر يتسبب بتقليل مرابحنا".

 

وأشار إلى أنهم قدموا طلباً إلى مجلس بلدة تلعرن من أجل "توسيع السوق وتزفيت الشارع".

 

ويبدو أن الحكومة السورية لم تتحرك من أجل تحسين الواقع الخدمي في البلدة أو ترميم مرافقها الأساسية منذ استعادة قواتها السيطرة عليها أواخر عام 2013، بعد إخراج فصائل المعارضة المسلحة منها.

 

وقال المهندس رضوان بشار، رئيس مجلس بلدة تلعرن، لـ"نورث برس"، إنه لا إمكانية لديهم لفتح سوق جديدة، لأن معظم أراضي المنطقة زراعية ولا يوجد فيها أراض من أملاك الدولة".

 

وأضاف أن "الحل بيد المزارعين في أن يقوموا بشراء أرض وافتتاح محلاتهم".

 

وفيما يتعلق باهتراء الطريق المؤدية إلى السوق، قال المسؤول: "يوجد لدينا نقص في الآليات.. طالبنا بتعبيد طرق البلدة ولكن لم يأت دورنا بعد".