إدلب – نورث برس
يشتكي سكان محافظة إدلب من ارتفاع سعر الاشتراك الشهري للكهرباء الخاصة (الأمبيرات)، حيث وصل سعر الأمبير الواحد الذي لا يكفي لأكثر من إنارة المنزل إلى /5/ دولارات في شهر أيار/مايو الماضي أي ما يعادل /9,500/ ليرة سورية، في ظل وجود نسبة كبيرة من سكان المنطقة عاطلين عن العمل بسبب الكثافة السكانية والأوضاع التي تمر بها المنطقة.
ودفع الأمر بعض السكان للجوء إلى حلول بديلة كاستخدام ألواح الطاقة الشمسية، أو إلغاء اشتراكاتهم رغم حاجتهم الماسة للكهرباء.
"أسعار خيالية"
وقال إبراهيم بكور (43 عاماً)، وهو نازح من ريف حماة الشمالي إلى مدينة إدلب ويعيل عائلتين، لـ "نورث برس"، إن أصحاب مولدات الكهرباء يعللون السعر "الخيالي" للأمبير بارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة السورية.
وأضاف أن رسم الاشتراك "لا يتناسب أبداً مع عدد ساعات التشغيل حيث أن معدل ثلاث ساعات يومية لا تكفي لشيء سوى الإنارة وشحن البطارية".
وتساءل بكور عما سيفعله الموظف الذي يتقاضى راتبه بالعملة السورية "من وين بدو يجيب مصاري"، مشيراً إلى أنه ألغى اشتراك الأمبير الكهربائي وأصبح يعتمد على ألواح الطاقة الشمسية ليؤمن تشغيل الثلاجة في النهار ويوفر الإنارة والإنترنت في الليل.
أما محمد الحجي (55عاماً)، وهو نازح من مدينة سراقب إلى مدينة إدلب، فقد أكد أنه لم يعد قادراً على دفع سعر الأمبير الذي وصل لثمانية آلاف ليرة سورية في حيّه، "وفي الوقت نفسه لا نستطيع الاستغناء عن الطاقة الكهربائية نهائياً مهما كان ثمنها وخصوصاً في فصل الصيف".
ويبحث "الحجي" الآن عن مصدر دخل إضافي ليستطيع شراء ألواح طاقة شمسية، التي يرى أنها رغم تكلفتها الكبيرة أيضاً تبدو أفضل من الأمبير.
وكانت شركة الكهرباء العاملة في مدينة إدلب والتابعة لحكومة "الإنقاذ"، قد قامت برفع أسعار الأمبيرات، في نيسان/أبريل الفائت، بحيث أصبح تكلفة الأمبير الواحد (4,2) دولار، بالنسبة للكهرباء المنزلية، عن مدة تشغيل لساعتين فقط من السادسة مساءً حتى الثامنة مساءً.
ساعات التشغيل قليلة
وقال وحيد أبو عبدو (45 عاماً)، وهو صاحب إحدى مولدات الديزل في إدلب، إن سعر برميل المازوت الأوروبي إلى مئتي ألف ليرة سورية في الأيام الأخيرة فتارة ينخفض سعره وتارة يرتفع بحسب سعر صرف الدولار، وهو ما دفعهم لرفع أسعار الاشتراكات.
وأشار إلى أن أغلب المولدات الخاصة أصبحت مرخصة لدى مديرية شركة الكهرباء التابعة لحكومة "الإنقاذ"، وهي من تحدد سعر الأمبير شهرياً لكافة مولدات الديزل، بينما بقيت بعض المولدات دون ترخيص.
وأضاف "ابو عبدو": "للأسف، يظن الكثير من السكان أن هذه المهنة مربحة بمبالغ خيالية، والحقيقة هي عكس ذلك بسبب الأعطال التي تتعرض لها المولدة، فإصلاح أصغر عطل قد يصل إلى /50/ ألف ليرة سورية".
من جانبه، قال محمود الإبراهيم، من مدينة إدلب وهو صاحب محل لبيع ألواح الطاقة الشمسية البديلة عن الكهرباء، إن "عدد ساعات تشغيل المولدات الكهربائية والتي تتراوح بين الساعة والنصف وثلاث ساعات يومياً لا تكفي لشيء، ففي فصل الصيف الثلاجة تعتبر أساسية وهذه المدة للتشغيل لا تكفي لمجرد تبريدها، بالإضافة إلى عدم كفايتها لغسل الملابس".
وأضاف أن خيار استخدام ألواح الطاقة الشمسية البديلة مناسب، لكن كل منزل يحتاج على الأقل إلى لوحين من الطاقة "250 واط" لتصبح الكهرباء على مدار 24 ساعة، مشيراً إلى الكلفة أيضاً، "حيث تبلغ التكلفة الوسطية لهذه العملية من /250/ إلى /300/ دولار".
ويتوقع "الإبراهيم" استمرار ارتفاع سعر الأمبير في الأيام القادمة، لأن التسعيرة مرتبطة بالدولار الذي يستمر سعر صرفه في الارتفاع، مشيراً إلى أن المحروقات وقطع التبديل وعمليات الصيانة كلها مواد مستوردة.