ارتفاع أسعار اللحوم بالتزامن مع سماح الإدارة الذاتية بتصديرها

القامشلي – عبدالحليم سليمان – نورث برس

 

اشتكى لحامون في مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، من انخفاض حركة البيع في محالهم خلال الأسبوع الجاري بعد ارتفاع أسعار لحوم الماشية، لا سيما بعد سماح الإدارة الذاتية بتصديرها عبر معبر سيمالكا الحدودي مع إقليم كردستان العراق السبت الماضي.

 

وفي سوق القصابين وسط المدينة، تبدو غالبية محال بيع اللحوم مغلقة، فيما يعرض الباعة لحوم العجل فنادراً ما تجد لحم الخروف في هذا السوق بسبب ارتفاع سعره إلى ما يقارب /10/ آلاف ليرة سورية.

 

واشتكى إبراهيم الخضر (33 عاماً)، وهو أحد سكان القامشلي، من عدم تمكن كثير من السكان من شراء اللحوم إذا ما استمرت الأسعار بالارتفاع، مشيراً إلى أن الأمر يؤثر على أصحاب المحلات أيضاً لأن القدرة الشرائية تنخفض لدى الأهالي.

 

وقال اللحام وليد حيدو (40عاماً)، إن سبب إغلاق المحال المجاورة له هو غلاء أسعار اللحوم لا سيما الغنم منها، موضحاً أنه لا يستطيع التوقف عن تأمين حاجة زبائنه حتى لو باع "برأسمال"، مشيراً إلى مخاوفه من ارتفاع أسعار اللحوم مع السماح بتصدير الأغنام عبر معبر سيمالكا الحدودي في ديريك.

 

وأوضح حيدو أنهم يشترون الخراف وهي حية من سوق الغنم بالسعر القائم الذي يبلغ /4300/ ليرة سورية للكيلو الواحد مع توقعات بارتفاع السعر أكثر من ذلك، بينما يباع لحم الغنم في السوق بـ/10/ آلاف ليرة سورية، وهو ما يجبر السكان على شراء كميات قليلة.

 

وسمحت الإدارة الذاتية السبت الماضي، بعد توقيف دام/4/ أشهر، بتصدير التجار لمواشيهم إلى إقليم كردستان العراق من خلال معبر سيمالكا دون قرار رسمي، حيث قال مصدر من إدارة جمارك معبر سيمالكا، لـ"نورث برس"، إنهم سمحوا بعبور المواشي بعد تلقيهم قراراً شفهياً من إدارة الجمارك العامة لشمال وشرقي سوريا يقضي بفتح باب تصدير المواشي.

 

وقال المصدر إن القرار "غير الرسمي" سمح بتصدير الذكور من الماشية دون الإناث بعد أن شهدت المناطق الحدودية المتاخمة لإقليم كردستان العراق تهريباً لأعداد كبيرة من الأغنام، وهو ما كان يشكل "خسارة لخزينة الإدارة الذاتية".

 

وقال فرحان يوسف (57 عاماً)، وهو بائع لحوم في القامشلي، إن فتح الحدود والسماح بتصدير الأغنام أثر بشكل سلبي عليهم، إذ أن الأسعار بلغت /10/ آلاف ليرة سورية.

 

وأضاف: "فأعداد الأغنام المعروضة للبيع تنخفض لأن التجار يتجهون إلى تصديرها وهذا ما يتسبب بارتفاع الأسعار".

 

من جانبه، قال عبد العزيز حسين (50عاماً)، وهو مربي أغنام من القامشلي، إنه وبالرغم من فتح باب التصدير وبيعه دفعة من خرافه إلا أنه لم يحقق أي ربح بسبب طول فترة التربية التي بلغت نحو ستة أشهر بالإضافة إلى تكاليف تلقيح الخراف وشراء العلف، بالإضافة إلى نفوق أعداد منها خلال الفترة الماضية.

 

وأضاف: "حينما اشتريت الخراف قبل ستة أشهر، كان سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية/700/ ليرة فيما يساوي الدولار الواحد الآن أكثر من /1500/ ليرة، ولا يزال سعر البيع بالوزن القائم بـ/4000/ ليرة للكيلوغرام الواحد".

 

ويطالب الحاصود الجهات المشرفة على عمل المعبر بإبقاء باب التصدير مفتوحاً، حتى يتمكن المربون من تعويض خسائرهم.

 

كما يشكو سوء الخدمات البيطرية في المنطقة لاسيما رداءة جودة اللقاحات وغلائها وسوء تخزينها، منتقداً الإدارة الذاتية بسبب عدم تأمينها لخدمات بيطرية فعالة.

 

ورغم أن معبر سيمالكا مع إقليم كردستان يشهد عبوراً للمواشي منذ مطلع هذا الأسبوع، إلا أنه لم يصدر حتى الآن أي قرار رسمي من الإدارة الذاتية يسمح بتصدير الماشية.

 

وكان الإداري في اتحاد مربي المواشي بمدينة ديريك، علي يوسف، قد قال في تصريح سابق لـ"نورث برس"، إن إغلاق معبر سيمالكا أثّر على تجار المواشي، "مع بدء موسم بيع الخراف الذكور التي زاد وزنها وقد تتعرض للأمراض القاتلة".