حي كامل في كوباني دون مياه شرب وشبكة صرف صحي

كوباني- فتاح عيسى/ فياض محمد- نورث برس

 

يفتقد حي "كوباني الجديدة" مياه الشرب إلى جانب عدم وجود شبكة للصرف الصحي رغم ازدياد عدد القاطنين فيه خلال العامين الفائتين.

 

ويعتمد معظم سكان الحي على الآبار الجوفية لتأمين المياه لمنازلهم، وعلى الحفر المغطاة " الجور الفنية" للتخلص من مياه الصرف، على الرغم من المخاطر الصحية نتيجة احتمال تسرب المياه الملوثة من "الجور الفنية" إلى مياه الآبار المستخدمة للشرب.

 

وكانت شبكات المياه في مدينة كوباني قد تعرضت لدمار كبير أثناء المعارك الطاحنة التي دارات بين وحدات حماية الشعب وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، تلقت بعدها "بلدية الشعب" في كوباني، مساعدات من منظمات دولية لصيانة خطوط شبكات المياه والصرف الصحي داخل المدينة، لكن بعض الأحياء لا تزال تعاني بسبب عدم وصول المياه إليها.

 

وقال درغام بصرواي، /45/ عاماً، أحد سكان حي "كوباني الجديدة"، لـ"نورث برس"، إن المسافة بين الآبار الجوفية والجور الفنية في بعض المنازل هي أقل من سبعة أمتار، وقد تتسبب بتلوث مياه الشرب في تلك الآبار مستقبلاً، ما يهدد بإصابة أهالي الحي بأمراض وأوبئة.

 

وأضاف بصرواي أن السكان يعانون من شح مياه الآبار الجوفية خلال فصل الصيف، حيث تتشارك عدة عائلات أحياناً لتأمين المياه من الآبار، لا سيما أن تكلفة الآبار الجوفية مرتفعة ولا يستطيع جميع سكان الحي تحمل نفقاتها، فيما يلجأ آخرون إلى شراء المياه من الصهاريج.

 

 وأشار بصراوي إلى بدء بلدية الشعب بالعمل على تنفيذ مشروع للصرف الصحي في الحي، إلا أنه اشتكى من بطء التنفيذ حيث لم تصل الشبكة لكل منازل الحي بعد، آملاً إنجاز المشروع بسرعة أكبر وأداء أفضل، للبدء بتمديد شبكة لمياه الشرب أيضاً.

 

وكانت بلدية الشعب في مدينة كوباني قد بدأت في شهر كانون الثاني/ يناير الفائت، بتنفيذ أحد أكبر مشاريع الصرف الصحي في المدينة في حي "كوباني الجديدة" بتكلفة تقديرية بلغت /320/ مليون ليرة سورية (حوالي 320 ألف دولار)، حيث سيستفيد من المشروع الذي سينفذ خلال ستة أشهر, أكثر من /800/ منزل في المدينة، بحسب البلدية.

 

وتصل مياه الشرب إلى المدينة من نهر الفرات عبر محطات ضخ وتحويل وخزانات تقع في القرى الغربية لكوباني، فيتم تعقيمها عبر مراحل قبل أن تصل لسكان المدينة.

 

وقالت سميرة الشواخ، //47 عاماً، من سكان حي "كوباني الجديدة"، إن معاناة أهالي الحي من عدم وجود مياه الشرب تزداد في فصل الصيف، حيث يضطر أصحاب الدخل المحدود لشراء مياه الشرب من الصهاريج بمبلغ  يتراوح بين /1000/ و /1500/ ليرة سورية.

 

وتؤكد الشواخ أن تقدم مشاريع البلدية الخدمية في الحي يسير ببطء شديد، معبرة عن خشيتها من عدم وصول مياه الشرب للحي مع حلول الصيف القادم.

 

وقال الرئيس المشارك لمديرية المياه في مدينة كوباني، خليل محمد، إن المديرية بدأت بمشروع تمديد شبكة لمياه الشرب في الحي بعد ورود شكاوي من المواطنين، وأنها طرحته على المتعهدين ليبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع خلال الأيام القادمة والتي تبلغ نحو /8000/ متر طولي بكلفة /104/ آلاف دولار أمريكي.

 

وأوضح محمد أن عدد المنازل التي ستستفيد من المرحلة الأولى من المشروع يبلغ /900/ منزل، وأن المشروع هو الأكبر من نوعه من حيث طول الشبكة، ويتوقع إنجازه بعد خلال /120/ يوماً.

 

وتقول البلدية إن الورش الفنية في البلدية بعد حي "كوباني الجديدة" إلى تمديد مياه الشرب في حي الشهيد "خباتكار" جنوبي المدينة، وهو الحي الوحيد المتبقي دون شبكة مياه شرب، بحسب مسؤولين في البلدية.

 

وعُقد خلال العام 2015 مؤتمران حول إعادة إعمار كوباني، أحدهما في مدينة ديار بكر بتركيا، والآخر في مدينة السليمانية، بعد تقييم نسبة الدمار في المدينة، والتي بلغت حوالي /45/ بالمئة من إجمالي منازل المدنيين، بالإضافة لدمار كبير لحق بالبنية التحتية للمدينة من شوارع وأرصفة ومرافق عامة (الحدائق ـ المدارس ـ شبكات الصرف الصحي ـ الكهرباء ـ الماء) إبان الحرب التي أعلنها تنظيم "الدولة الإسلامية" على مدينة كوباني في أيلول/ سبتمبر 2014.

 

وتشكلت منسقية إعادة إعمار كوباني من /15/ شخصاً بعد انعقاد مؤتمر إعادة الإعمار في مدينة ديار بكر بتركيا بداية شهر أيار 2015.

 

وتعتبر منسقية إعادة إعمار كوباني مؤسسة خدمية، لعبت دوراً مهماً في إعادة إعمار المدينة، ولكنها تحولت إلى شركة خاصة، تقوم بتنفيذ تعهدات للمشاريع الضخمة في المدينة وريفها، وتنفيذ بعض الخدمات إضافة إلى تأمين فرص عمل لنحو /400/ شخص في كوباني، حسب تقرير لـ"نورث برس" في نيسان/ أبريل الماضي.

 

وساهمت بلديات في تركيا كـ(بلديات ديار بكر وسروج ونصيبين وباتمان ووان) في تقديم خدمات كثيرة لإعادة إعمار كوباني، وشارك عمال ومهندسون ومختصون كرد من تركيا وإيران والعراق في أعمال إعادة الإعمار، حسب التقرير ذاته.