سيّدة تركيّة في مخيم الهول: نريد العودة لتركيا وتطبيق العدالة والشريعة الإسلامية والبغدادي كان إنساناً طيِّباً
الحسكة – جيندار عبد القادر – NPA
لا يزال مخيم الهول الواقع في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة الحسكة يضم الآلاف من عوائل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جنسياتٍ مختلفة غير سورية، ممّن لجأوا إلى المخيم خلال فترة عمليات إنهاء وجود التنظيم، من قِبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي.
"نورث برس" تجولت داخل المخيم، والتقت بسيدة تركية، رفضت الكشف عن اسمها الحقيقي، بل عرَّفت عن نفسها باسم "عائشة التركي".
السيدة استهلت كلامها بالتحدث عن معاناتهم كعوائل من الظروف الجوية والمعيشية، حيث قالت عائشة: "نحن نعاني من ظروف معيشية صعبة في المخّيم، وخاصةً أن الشتاءَ قادمٌ وسيزدادُ الأمرُ سوءاً وبرداً، كما مرّت علينا السنةَ الماضية".
وأردفت أنه في بعض الأحيان "تطير الخيم من شدّة الرياح، لتضيف قائلةً: "نريد فقط أن نكون بأمان ونعود إلى منازلنا وتأمين مستقبلٍ جيد لأطفالنا ولا نريدُ أن نخلُق أيةُ مشكلةٍ هنا".
تركيا لا تريد الحسكة
فيما يخصُّ هجوم تركيا والفصائل المعارضة التابعة لها على شمال شرقي سوريا، تقول عائشة: "لا أستطيعُ أن أتحدثَ بشيءٍ عن هذا الموضوع، بما أنني أسيرةٌ لدى وحدات الحماية".
وأضافت أعتقد أن الأهالي "يحبون الدولة التركية وستكون حياتهم أفضل، وقد بدأت تتغير من الآن نحو الأفضل".
فيما أشارت إلى أنها سمعت "أن تركيا تريد فقط دخول رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض/ كري سبي"، أما بشأن الحسكة فلا تعتقد ذلك".
لا أعرف "خليفة البغدادي"
وحول مقتل البغدادي تقول عائشة إنه "كان إنساناً طيّباً وانتقل إلى رحمة الله، ولكن لا تعرف خليفته الهاشمي".
وتكمل حديثها قائلة: "أتيتُ إلى سوريا منذ خمس سنوات واستقريتُ في مدينة الباب، وبعدها انتقلت للعيش في الباغوز، ثم انتهت الرحلةُ بنا في هذا المخيم".
كما نوّهت إلى أنهم لم يعانوا من أيةِ مشكلةٍ عند دخولهم الأراضي السورية.
نريد تركيا فقط
أيضاً تضيف عائشة: "أنا تركيةُ الأصل وأعرف كيف يُعامل الشعب التركي من قِبل دولتهم بكل احترام وتركيا تتعامل بمنتهى الإنسانية حتى مع خصومها".
فيما تشير إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "شخصٌ جيد ويُعامل جميع الطوائف بذات الأهمية".
وشددت على أنها تريد فقط أن تعود إلى تركيا، معللة ذلك بأن "بقية الدول تتعّمد قتل النساء اللواتي يخرجن من المخيمات السورية، حتى وإن لم يفعلن شيء، فنحن بالنهاية نساءٌ مدنيّات ولسنا مقاتلات، ولكن لا يُسمح لنا بذلك بما أننا أسرى في المخيم".
وحول علاقتها مع بقية العوائل، قالت إن هناك عائلات كثيرة من تنظيم "الدولة الإسلامية" الموجودة في المخيم، من جنسيات فرنسية وروسية وتركية وغيرها من الدول، مستدركة "لم نخلق أية مشكلة مع أية عائلة، فكل عائلةٍ منّا جاءت لأسبابٍ معيّنة وبطريقةٍ مختلفةٍ سواءً بإرادتنا أم لا".
وتختم السيدة عائشة إحدى نساء تنظيم "الدولة الإسلامية" وتقول: "نحن نريدُ أن تُطبّق العدالة والشريعة الإسلامية ولكن لا نريدُ ذلك بطريقة الحرب".