نورث برس
تباشر لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي للأمن الداخلي والشؤون الحكومية، تحقيقا بظهور فيروس "كورونا" وانتشاره في الولايات المتحدة، كما تركز على دور الصين ومنظمة الصحة العالمية في ذلك.
وقال رئيس اللجنة، رون جونسون، اليوم الثلاثاء في مقابلة مع "بوليتيكو" إنه: "يعتزم هو وزملاؤه دراسة ظروف ظهور وانتشار الفيروس والتدابير المتخذة للاستجابة للوباء داخل الولايات المتحدة وخارجها بكاملها".
وأضاف أن "التحقيق سيركز في المقام الأول على أسباب ظهور الفيروس التاجي في الصين، وما إذا كانت جهود بكين ومنظمة الصحة العالمية كافية للحد من انتشاره".
وأشار رئيس اللجنة إلى أن التحقيق سيتناول، "من أين بدأ كل شيء؟ هل حدث انتقال عدوى من حيوان إلى إنسان؟ أو تسرب من مختبر في الصين، حيث على سبيل المثال، يتم بحسن نية تطوير أدوية لأنواع أخرى من الفيروسات التاجية يمكن أن تتماشى مع أفضل الأهداف؟ يجب علينا أيضا دراسة ما إذا كانت منظمة الصحة العالمية لعبت دورا في إخفاء المعلومات عن ظهور الفيروس".
كما سيتم دراسة أسباب نقص الإمدادات من معدات الحماية الشخصية والأدوية لمكافحة الفيروس في الولايات المتحدة، وعدم إنتاج عدد من الأدوية اللازمة لمكافحة العدوى، بحسب المخطط الذي أعدته اللجنة.
بدوره قال السيناتور ريك سكوت، أحد المشاركين في التحقيق، "لا يمكننا الوثوق بالصين الشيوعية، علما أيضا أنه لا يمكننا الوثوق بمنظمة الصحة العالمية لأنهم كذبوا علينا "حسبما نقلت "بوليتيكو" عنه أيضا.
تعليق المساهمات
كانت منظمة الصحة العالمية انتقدت الأسبوع الماضي، خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعليق مساهمات الولايات المتحدة في ميزانيتها على خلفية تفشي فيروس "كورونا".
وقال مدير الفرع الأوروبي للمنظمة التابعة للأمم المتحدة، هانس كلوغي، أثناء موجز صحفي عقده الأربعاء الماضي، ردا على سؤال عن تعليقات ترامب الأخيرة بهذا الشأن: "لا نزال نواجه حتى الآن مرحلة حادة من الجائحة، وهذا الوقت ليس مناسبا لخفض التمويل".
بدوره، دافع كبير مستشاري الأمين العام للمنظمة، بروس أيلوارد، عن علاقات المنظمة مع الصين، ورفض اتهامات ترامب بانحياز "الصحة العالمية" لبكين.
وأشار المسؤول إلى أن التعاون مع الصين بغية "الوصول إلى كل ما يمكن" في المراحل المبكرة من الجائحة كان يحظى بأهمية حرجة، بغية دراسة الفيروس الجديد الذي بدأ تفشيه في العالم من مدينة ووهان الصينية أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وأضاف، "هذا ما فعلناه مع كل دولة متضررة أخرى مثل إسبانيا، ولم يكن هناك أي شيء استثنائي في تعاملنا مع الصين".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتهم منظمة الصحة العالمية، بـ"التركيز أكثر من اللازم على الصين، وإصدار نصائح سيئة خلال أزمة فيروس كورونا"، منوها بأن بلده سيعلق التمويل للمنظمة.
وقال ترامب في تدوينة على تويتر: "أفسدت منظمة الصحة العالمية الأمر بالفعل. لسبب ما ركزت بشكل كبير على الصين، رغم أنها ممولة بشكل كبير من الولايات المتحدة. سنولي هذا الأمر نظرة فاحصة. لحسن الحظ فإنني رفضت نصيحتهم في وقت مبكر بإبقاء حدودنا مفتوحة أمام الصين. لماذا قدموا لنا توصية خاطئة كهذه؟".
إشادة من الصين
بدورها، أشادت وزارة الخارجية الصينية بجهود منظمة الصحة العالمية في مكافحة انتشار فيروس "كورونا"، عقب انتقادات واشنطن للمنظمة بتركيزها على الصين أكثر من اللازم ونشر معلومات مضللة.
وكان تشاو لي جيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قد قال الأسبوع الماضي، "إن تيدروس (تيدروس أدهانوم جيبريسوس رئيس المنظمة) لعب دورا مهما في تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الوباء.. ستواصل الصين دعم عمل منظمة الصحة العالمية في تنسيق الجهود الدولية لمكافحة الفيروس".
واعتبر المتحدث أن وقف المدفوعات الأمريكية لمنظمة الصحة العالمية سيكون له تبعات سلبية على "المكافحة العالمية للفيروس".
وكان السيناتور الجمهوري، ماركو روبيو، طالب بداية الشهر الجاري، باستقالة رئيس منظمة الصحة العالمية وقال إنه "سمح لبكين باستغلال منظمة الصحة العالمية لتضليل المجتمع الدولي".
آخر الإحصائيات
وعدلت جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية إعلانها في وقت سابق اليوم الثلاثاء، عن تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا في العالم المليونين، وأكدت أنه لا يزال أكثر بقليل من /1.9/ مليون.
وقالت الجامعة، إن حصيلة المصابين تبلغ حاليا مليونا و/919/ ألف شخص، فيما يقترب عدد الوفيات من /120/ ألفا، وحالات الشفاء من /450/ ألفا.
وبلغت نسبة الولايات المتحدة أكثر من ربع إجمالي الإصابات العالمية مع ما يقارب /582/ ألف حالة، بينها أكثر من /23600/ وفاة، تليها إسبانيا مع /170/ ألف إصابة بينها أكثر من /17,7/ ألف وفاة، ثم إيطاليا مع /159,5/ ألف إصابة ونحو /20,5/ ألف وفاة.