محلل أمريكي: واشنطن تتواصل مع أنقرة أملاً بتخفيف النفوذ الروسي في شمال إفريقيا
واشنطن – هديل عويس – نورث برس
قال محلل أمريكي، الخميس، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من الدور والنفوذ الروسي في ليبيا، والرئيس ترامب نفسه مطالب بالتعامل مع تنامي هذا الدور وبالتالي يأتي هنا التقارب التركي – الأمريكي كخيار مطروح على طاولة الولايات المتحدة.
وأضاف الباحث والمحلل الأمريكي تيودور كاراسيك في حديث لـ"نورث برس"، أنه بالنسبة لليبيا فإن الولايات المتحدة لديها مصالح متعددة تتعلق بأمان واستقرار المنطقة ولكنها بالطبع تحتمل الانحياز وبالنسبة لهذا الأمر هناك تيارين في الادارة وفي واشنطن عموماً لهما نظرتين مختلفتين عن الشكل الذي يجب أن تكون عليه العلاقة مع تركيا".
وأشار "كاراسيك" إلى أن أحد التياران "يريد ألا تتدمّر العلاقة الأمريكية – التركية ويراها مفيدة في إطار أكبر تحديات الولايات المتحدة اليوم وهو تحدي تنامي النفوذ الروسي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
إلا أن ما يجعل مكالمات ترامب وأردوغان حول ليبيا غير مثمرة بشكل كامل هو "وجود تيار آخر في واشنطن منزعج جداً من تركيا وتصرفاتها بما في ذلك تصريحات أردوغان الأخيرة التي أدلى بها باللغة العربية حول تحويل آيا صوفيا إلى مسجد الأمر الذي يعقّد الأوضاع أكثر ويزيد من أعداء أردوغان في واشنطن ويؤكد للمزيد من صناع الرأي الأمريكيين وجود قصور في السياسات الخارجية التركية"، بحسب المحلل السياسي.
الاستفادة من العداء
وقال "كاراسيك" لـ"نورث برس" إن أردوغان يرغب قبل الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية في العام ٢٠٢٣، أن يكون الحاكم المؤثر الذي يسعى إلى دخول التاريخ عبر توسيع النفوذ الروسي ليبدأ هذا التوسّع على أساس تناقضات العلاقة الروسية – الأمريكية التي تلتقي عندها كل محاولات أردوغان للتوسع سواء في سوريا أو ليبيا.
وأضاف، "ففي سوريا، وبعد أن كان الصراع على أشده لسنوات بين الجماعات المدعومة تركياً، والنظام السوري المدعوم من قبل روسيا، رأينا هذا التقارب المفاجئ بين أنقرة وموسكو بعد العالم ٢٠١٤ حيث تدخلت أمريكا، ورأت كل من روسيا وتركيا في هذا التدخل خطر محدّق بمصالحهم فكان التنسيق الذي قاد إلى سقوط حلب برضا تركيا".
من ناحية أخرى، تحاول تركيا أن تستفيد من علاقاتها مع الولايات المتحدة وكونها عضو في حلف الناتو لتعرض نفسها كبديل أفضل للغرب من روسيا.
إلا أن الأحداث حتى الآن تشير إلى أن "الحلف الغربي لا يثق بتركيا وبدأ يدرك أن المصالح المشتركة مع تركيا تتضاءل كل يوم لنرى تركيا تقاتل وحيدة في إدلب حيث أخذت أمريكا موقع الحياد والصمت أمام مقتل الجنود الأتراك على يد النظام السوري حليف روسيا وهذا يعني أن الغرب أيضاً يستغل هذا الوضع ويعاقب تركيا على ذهابها باتجاه روسيا".
وفي ليبيا أيضاً وعدا عن البيانات الأمريكية العلنية التي تبدي بعض التضامن مع الموقف التركي وحلفاء تركيا، لم تقدّم الولايات المتحدة شيئاً لحليفها التركي على الرغم من امتلاك الولايات المتحدة لأدوات كثير كان بإمكانها مساعدة تركيا من خلالها إلا أنها لم تفعل، بحسب الباحث الأمريكي.
وكان البنتاغون، قد اتهم أمس الأربعاء، المقاتلين المدعومين روسياً في ليبيا بزرع الألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة داخل وحول العاصمة طرابلس التي تمزّقها الحرب.
وقال مركز القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) في بيان، إن "الأدلة المصوّرة المؤكدة تظهر قنابل مفخخة وحقول ألغام مزروعة بشكل عشوائي حول ضواحي طرابلس لمسافة تقارب الـ/285/ ميلاً شرقاً إلى مدينة سرت الساحلية منذ منتصف حزيران/ يونيو".
وأضافت "أفريكوم" أنه "وبحسب تقييماتنا فإن هذه الأسلحة قد دخلت إلى ليبيا من قبل مجموعة فاغنر وهي شركة عسكرية خاصة تدعمها روسيا".
وبحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، فإن الإعلان الصادر عن وزارة الدفاع فيما يتعلّق بإدانة التدخلات الروسية واتصالات ترامب مع أردوغان والتنسيق الذي يدور بين واشنطن وأنقرة يأتي بعد عاصفة سياسية شهدتها واشنطن حيث ترددت أنباء عن قيام روسيا بدفع مبالغ مالية لطالبان لتقتل جنوداً أمريكيين في أفغانستان الأمر الذي نفى الرئيس ترامب علمه به.