رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
رأى الكاتب الصحفي نظير مجلي أن صفقة القرن صُمِّمت أمريكيا من أجل أن يتم رفضها فلسطينياً، مبنياً أنها لا تتماشى مع الحد الأدنى للحقوق الفلسطينية.
لكن مجلي دعا في حديثه لـ"نورث برس" السلطة الفلسطينية لعدم التسرع في ردها الرافض للصفقة، مشدداً على ضرورة قراءتها بنداً بنداً، بحيث يتم الإشادة بالبنود الجيدة، والتحفظ أو تعديل البنود "السيئة" و"المجحفة".
ويرى مجلي أن القيادة الإسرائيلية لا تريد "صفقة القرن" حتى لو أظهرت عكس ذلك، ما يستدعي من الجانب الفلسطيني جهوداً تكتيكية ملائمة لكشف حقيقة الموقف الإسرائيلي.. فالرفض الفلسطيني المُطلق للصفقة ينقذ نتنياهو، وفق مجلي.
من ناحيته، قال الكاتب الأردني منذر حوارات لـ"نورث برس" إن كلمات ترامب "المعسولة" بحق ملك الأردن عبد الله الثاني، تخفي تحذيراً مبطناً للمملكة مفاده "أن زمن اللعب قد انتهى، وأن عليها تقديم تنازلات والتساوق مع صفقة القرن وإلا فإن الضغوطات ستشتد عليها".
بدوره، يعتقد الوزير البحريني الأسبق د.علي فخرو أن الرد الفلسطيني المناسب على "صفقة القرن" يجب أن يتمثل بالإعلان عن الانسحاب من اتفاق أوسلو وكل الاتفاقات المبرمة مع إسرائيل، مبيناً لـ"نورث برس" أنه دون ذلك فإن إمكانيات تمرير صفقة القرن ستتزايد.
هذا، وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في كلمته خلال اجتماع القيادة الطارئ في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، مساء أمس، رداً على إعلان "صفقة ترامب" أن "صفقة القرن" لن تمر.
وتابع عباس "لن نقبل إقامة دولة فلسطينية بدون القدس، مؤكداً البدء الفوري باتخاذ كل الإجراءات التي تتطلب تغيير الدور الوظيفي للسلطة، تنفيذاً لقرارات المجلسين المركزي والوطني".
هذا وقوبلت الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب مساء الثلاثاء بمواقف دولية وعربية وإقليمية متباينة، بين رافض ومؤيد وداع إلى دراسة الخطة بتأن قبل الحكم عليها.
وقال ترامب إن صفقته تشمل إقامة دولة فلسطينية مع عاصمة في القدس الشرقية، إلى جانب استثمارات بملايين الدولارات.. لكن الكثير من التفاصيل بدت غامضة في صفقته، ولم يفسر مفهومه للدولة الفلسطينية العتيدة.
وضمن الردود الفلسطينية على صفقة ترامب، أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، أن رئيس السلطة محمود عباس قرر إرسال وفد قيادي إلى قطاع غزة الأسبوع المقبل لبدء حوار وطني شامل مع "حماس" حول إنهاء الانقسام وسبل مواجهة الصفقة الأمريكية التي يصفها الفلسطينيون بـ"التصفوية" و"المشؤومة" باعتبارها تتجاوز قرارات الشرعية الدولية.