الرابعة بتوقيت الفردوس.. فيلم يعالج موضوع الأقليات في المجتمع السوري

دمشق – جاد نجار- NPA
يروي المُخرج الكردي محمد عبد العزيز في شريطه السينمائي "الرابعة بتوقيت الفردوس" والذي عُرض في المركز الثقافي أبو رمانة بدمشق الأسبوع الماضي, ضمن نشاطات مشروع مدى الثقافي، حكاياتٌ متعددةٌ متداخلة متناسلة عن الحياة السوريّة، يستعرض فيها المخرج عوالم كل شخصيةٍ في خيوطٍ منفصلةٍ.

واجبٌ أخلاقي وإنساني
قال المُخرج محمد عبد العزيز في تصريحٍ لـ"نورث برس" إنّه يحاول في كل فيلمٍ جديدٍ اقتراح حلولٍ تناسب موضوعة الفيلم وشخصياته. ويضيف "قاربت بين نمطين سينمائيين هما الواقعية والرمزية التي قال بعض النقاد والمتلقين إنّها كانت ثقيلةً بعض الشيء لفهم مدلولاتها المتوارية".
وعن الخطّ الدرامي المتعلّق بالأسرة الكردية وعذاباتها والسبب في اختيار موضوعٍ حسّاسٍ كهذا، أكّد عبد العزيز أنّ الأقليات في العالم العربي، سواء كانت آشوريةً أو كرديةً أو أرمنيةً، عانت من تهجيرٍ واضطهادٍ ومحاولاتِ مسخٍ لهويتها القومية التي تشكّل أساس تنوّع هذه الجغرافيا. "لذلك إنّ صُنع شريطٍ سينمائيٍ عن هذه الأقليات أو تضمين قصصها داخل نسيج العمل ككل هو واجبٌ إنسانيٌّ وأخلاقيّ قبل أن يكون واجباً ثقافياً ومعرفياً" حسب قوله.

استحسان واستهجان
من جهتها أوضحت ريم الشعّار مسؤولة "فريق مدى الثقافي" لـ"نورث برس" أنّ الفيلم كان من ضمن الخيارات التي أقرَّتها لجنةٌ مختصةٌ داخل فريق مدى "بكونه روايةً سينمائيةً مشغولة بطريقةٍ جديدةٍ في السينما السورية، تبدو المَشاهد للوهلة الأولى مفكّكةً بلا رابطٍ سببي ما يجعل المتلقي يشارك في صياغة الفيلم بطريقته".
وعن ردود فعل الجمهور قالت الشعار: "هناك مَنْ قرّر منذ لحظة خروجه من الصالة أن يعاودَ حضور الفيلم مرة أخرى لكثافة الحكايات والدلالات التي فيه. وكانت حالة الانقسام في الآراء مذهلةً من أقصى الاستحسان إلى أقصى الاستهجان". وأردفت أنّهم أحسنوا الاختيار لأنّه فتح باباً للنقاش على اختلاف الآراء والأفكار.

"تقنية تلصيقية"
بدوره وصف الصحفي والناقد بديع صنيج لـ"نورث برس": "ما سعى إليه المُخرج محمد عبد العزيز برأيي هو تلمُّس أغوار جراح سبع عائلاتٍ سوريّةٍ، ممعناً في تصويرها بواقعيتها من دون تجميلٍ في مشاهدَ متتابعة ترسمُ صيرورة وجعٍ سوريٍ طويلٍ".وتابع صنيج: "ظلال الواقع الكتيمة تترسّخ عبر تصوير المشاهد الافتتاحية من زوايا مختلفةٍ
وتجميعها مونتاجياً بشكلٍ متقطعٍ بحيث يتكرّر المشهد أكثر من مرةٍ مع إضافة فعلٍ جديدٍ لإحدى الشخصيات ما يُفضي إلى إيضاح الصورة أكثر, تقنيةٌ تلصيقيّةٌ للتأكيد على تشظّي أحوال الشخصيات، وزيادةٌ في تقسية مآلاتها".
يُذكر أنّ الفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما عام 2015 وهو ثالث أفلام محمد عبد العزيز إلى جانب "دمشق مع حبي" و"حرائق".