صعوبات تواجه أطباء سوريين في حملة “شفاء” من أوروبا إلى دير الزور
حسام شاهين – دير الزور
بدا وائل الديري، وهو طبيب سوري مختص بجراحة الأوعية الدموية مقيم في ألمانيا، حزينًا وهو يشخص حالة مرضى من أبناء مدينة دير الزور في المشفى الوطني بالمدينة.
ومؤخراً توجه “الديري” من مكان إقامته بألمانيا إلى مدينته ضمن حملة “شفاء” التطوعية والتي أطلقها أطباء سوريون مغتربون، لتقديم خدمات طبية لأبناء المحافظة ومحافظات سورية أخرى.
لا تتوافق مع الحاجات العلاجية
يقول الطبيب وائل الديري، لنورث برس، إن المعدات والتجهيزات الطبية الموجودة في مشفى دير الزور الوطني لا تتوافق مع الحاجات العلاجية لمرضى المنطقة الذي يقصدون المشفى لتلقي العلاج، مما أثار الغصة في قلبه، على حد وصفه.
ويشير إلى أن تشخيص حالات المرضى خلال الوقت الراهن يقتصر على الفحص السريري للمريض والاستعانة بتقارير طبية قديمة لدى المرضى أو الاستعانة ببعض الأجهزة البسيطة الموجودة ضمن المشفى الوطني بدير الزور.
ويضيف أن المشفى أجرى عمليات جراحية لمرضى القلب والأوعية الدموية تتناسب مع التجهيزات الطبية الموجودة، كما يعمل على إحالة مرضى آخرين إلى مشافي الداخل السوري لتلقى العلاج في مشافي مخدمة بشكل أكبر، ولم يطالها التدمير خلال الحرب التي شهدتها سوريا على مدار السنوات الماضية.
ووفقاً لما ذكره الطبيب، فإن الإجراءات الاستقصائية الطبية حول تشخيص الحالة المرضية لمراجعي المشفى الوطني في دير الزور صعبة في الوقت الحالي، لعدم وجود أجهزة تصوير الطبقي المحوري وتصوير الرمادي الظليلي أو تصوير الشرايين الظليلي.
ويواجه أطباء سوريون أطلقوا حملة “شفاء” الطبية، صعوبات في تقديم الخدمات الطبية لمرضى محافظة دير الزور تندرج ضمن الواقع الصحي المتردي في المنطقة بسبب سنوات الحرب التي أثرت على معظم جوانب الحياة والبنى التحتية في المحافظة.
اقرأ أيضاً:
وفي السابع من نيسان/ أبريل الجاري أطلق “التجمع السوري في ألمانيا””SGD” ومنظمة الأطباء المستقلين “IDA” حملة “شفاء” الطبية تحت شعار “يداً بيد لأجل سوريا”، والتي تمتد إلى الـ 26 من الشهر الجاري.
تدهور القطاع الصحي
وأسفرت الحرب التي شهدتها محافظة دير الزور على مدار السنوات الماضي عن تدهور كبير في القطاع الصحي، إذ تعرضت معظم المشافي العامة والخاصة والمراكز الصحي للتدمير على مدار أكثر من عقد، وحاليًا لا يعمل في المحافظة سوى مشفيين إثنين من أصل 10 مشافي كانت تعمل قبل الحرب، أما مراكز الرعاية الصحية البالغ عددها 106 فحاليًا لا يعمل سوى ثلثها، بحسب مصدر طبي تحدث لوكالة نورث برس.
ويوجد في المشفى الوطني بدير الزور 24 جهازًا طبيًا، يعمل منها 13 فقط، والبقية تحتاج إلى تجديد أو صيانة، ويفضل تجديدها، حيث أن عمرها يعود إلى عام 2000 تقريبًا، أي 25 عامًا، ما أوشكت على الخروج عن الخدمة.
وتقول سمية الناصر (45 عامًا)، من سكان مدينة دير الزور، إنها توجهت نحو المشفى الوطني في المدينة بعد أن سمعت عن إطلاق حملة “شفاء” الطبية بغية حصولها على الاستشفاء المجاني وإجراء عملية القثطرة القلبية التي تحتاجها.
وتضيف لنورث برس، أن الوضع الاقتصادي لسكان المدينة دفعهم إلى التوجه لتلقي العلاج في المشفى الوطني بدير الزور للحصول على تشخيص وإجراء عمليات جراحية مجانية.

مطالبات بتنظيم أفضل
تطالب سمية الناصر القائمين على حملة شفاء التطوعية بتنظيم المراجعين بشكل أفضل، لتخفيف معاناة المرضى، موجهة الشكر للأطباء السوريين المشاركين في الحملة.
ومنحت وزارة الصحة في الحكومة الانتقالية السورية فرصة التسجيل من خلال نموذج إلكتروني نشرته الوزارة على منصات التواصل الاجتماعي، على أن تجرى العمليات الجراحية للمرضى المستحقين في مستشفيات عدة في سورية.
وقال مصدر طبي في دير الزور لنورث برس، إن العمليات الجراحية التي يصعب إجراؤها في مشفى المدينة ستحال إلى المشفى الجامعي ومشفى المواساة ومركز دمر لجراحة القلب في مدينة دمشق، ومشفى الوليد لأمراض القلب والمستشفى الجامعي بحمص، ومشافي ابن رشد والرازي وحلب الجامعي في مدينة حلب.
فيما أعربت أسماء عاشور (35 عامًا)، وهي معلمة من سكان مدينة دير الزور، عن امتنانها للقائمين على حملة “شفاء” التطوعية والتعاون الكبير الذي يبديه الكادر الصحي في التعامل مع المرضى المراجعين لمشفى دير الزور الوطني.
وذكرت المعلمة أنها تعاني من انسداد شرايين وقد دخلت إلى عيادة الأوعية الدموية ضمن مشفى دير الزور الوطني للحصول على التشخيص الطبي المناسب، مشيرةً إلى أن الطبيب المختص الذي شخص حالتها أحالها إلى قسم العمليات لإجراء عملية جراحية لها مستقبلًا بعد أخذ المعلومات الطبية حول حالتها الصحية.
ودعت، إلى ضرورة الإكثار من المبادرات التطوعية في دير الزور والمدن السورية الأخرى، لتخفيف آثار الحرب على السكان وتردي الوضع الاقتصادي، معتبرةً أن الوضع الاجتماعي في سوريا يسير نحو الأمام.
ويشارك في حملة “شفاء” الطبية أكثر من 100 طبيب سوري مغتربين في دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة (بريطانيا)، وتشتمل الاختصاصات الطبية للأطباء على الجراحات العصبية والعظمية وأمراض القلب والأوعية الدموية والأطفال.