الأسواق الشعبية وجهة لفئة واسعة من سكان الحسكة خلال شهر رمضان

دلسوز يوسف – الحسكة

نظراً لرخص أسعارها مقارنة مع الأسواق الأخرى، ورغم الأجواء الماطرة، استغل السبعيني محمود الوكاع افتتاح السوق الشعبي المتنقل في الحي الذي يقطنه (البومعيش) بمدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، لشراء حاجاته المنزلية خلال شهر رمضان.

وتكتسب الأسواق الشعبية رواجاً واسعاً بين السكان المحليين ولا سيما ذوي الدخل المحدود في منطقة الحسكة، حيث يتنقل الباعة من حي إلى آخر ويفتتح طيلة أيام الأسبوع ما عدا الجمعة، ويعرف السوق باسم اليوم التي يفتح فيه.

تتناسب مع الدخل

مع حلول شهر رمضان، تشهد هذه الأسواق إقبالاً كبيراً من الأهالي للتبضع وشراء حاجياتهم المنزلية من الطعام والشراب نظراً لأسعارها التي تتناسب مع دخلهم.

ويقول “الوكاع” وهو يتجول بين البسطات بحثاً عن حاجياته: “أقصد هذه الأسواق دائماً بحثاً عن الرخص، الأسواق الأخرى غالية (..) خضروات بمختلف أصنافها رخيصة هنا، فمثلاً شدة البقدونس بـ 1500 ليرة هنا وفي المحلات تباع بألفي ليرة”.

ويضيف:”هذه الأسواق تفرق مادياً معنا خلال شهر رمضان الكريم ولا سيما أن الرواتب مقطوعة منذ عدة أشهر وهذه الاسواق تلبي جميع احتياجاتنا بالإضافة إلى أنها أسواق قريبة من منازلنا”.

ويؤكد “الوكاع” بأنه عادة يشتري مونة منزله تكفيه طيلة الأسبوع “هذا يوفر علينا الكثير من المصاريف”.

وعلى بسطة للخضار والفاكهة تفاصل السيدة شمسة العوض صاحبها لخفض أسعار بعض السلع لشراء كميات تكفي حاجة أسرتها، بعد قطع الرواتب والمعاشات عن الموظفين الحكوميين بعد سقوط النظام السابق.

ومنذ سقوط نظام الأسد أواخر العام الفائت، لم يستلم الموظفون الحكوميون رواتبهم بعد قطعها من قبل الإدارة الجديدة، مما أثر بشكل سلبي على الظروف المادية لشريحة واسعة كانت تعتمد على المعاشات الحكومية.

ظروف معيشية صعبة

تقول “العوض” بلهجتها المحلية لـنورث برس، “هذا السوق نقصده لأنه قريب من منزلي وأسعاره رخيصة، نذهب إلى أسواق أخرى أغلى من هنا، وتعرف الوضع الاقتصادي الصعب فهذا الشهر الرابع لم نستلم الرواتب وأنا أعيل عائلتي بعد وفاة زوجي”.

وتضيف بأن المواد في هذه الأسواق رخيصة مثل (السكر والشاي والرز والزيت وغيرها)، مشيرة إلى أنها تقصد هذه الأسواق دائماً ولا سيما مع حلول شهر رمضان لقضاء حاجياتها المنزلية.

وتابعت: “السكان ظروفهم صعبة ويجب مراعاتهم، لذلك عندما نلاحظ فرق بألفي ليرة أو أكثر لكل صنف، فهذا يشكل فارقاً كبيراً بالنسبة لنا كذوي الدخل المحدود”.

ورغم التحسن الملحوظ لقيمة الليرة السورية مع سقوط نظام الأسد، إلا أن السكان لا زالوا يشكون من الظروف المعيشية الصعبة التي تؤثر على أجوائهم الرمضانية.

وتقول السيدة أمينة شلاش التي قطعت مسافات من عدة أحياء للوصول إلى السوق، بأن ما يميز هذه الأسواق الشعبية إلى جانب رخص أسعارها “شراء مستلزماتها بكميات محددة تناسب دخلها”.

وتضيف بينما بدأت الأمطار بالهطول بغزارة “بسبب ضعف السيولة المالية توفر هذه الأسواق خلال شهر رمضان الكثير علينا، حيث نشتري لوازمنا أول بأول”.

فرق في الأسعار

يقول عبود الرداس وهو صاحب بسطة يبيع فيها مواد غذائية “نحن نبسط في جميع الأسواق طيلة أيام الأسبوع ما عدا الجمعة، يتوفر لدينا أرخص الأسعار والسكان ظروفها الاقتصادية صعبة، لذلك تلقى رواجاً هذه الأسواق التي يميز فيها السكان فرقاً في الأسعار”.

ويضيف لـنورث برس “كيلو السكر لدينا 8 آلاف وفي المحلات بـ 9 آلاف، الزبدة والزيت كذلك الآمر، السكان يبحثون عن الأسعار الرخيصة، لذلك عندما يتبضع السكان في هذه الأسواق ويوفر لقاء مشترياته على الأقل 25 ألف ليرة، فهذه جيدة للكثيرين”.

ويبين “الرداس” أن حركة الأسواق انتعشت خلال شهر رمضان، مشيراً إلى نه حتى السكان من القرى باتت تقصد هذه الأسواق، وحالياً حركة السوق أفضل مقارنة بما قبل شهر رمضان.

وبينما ينتظر السكان افتتاح هذه الأسواق أسبوعياً في أحيائهم، يجد الباعة الجوالون منها أيضاً مصدر رزق يؤمنون من خلاله قوت عوائلهم في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة في البلاد.

كما توفر هذه الأسواق فرص عمل لسكان ونازحين في المدينة ممن لم يتمكنوا من إيجاد عمل آخر، فكان عرض بضائع مختلفة من ألبسة ومواد غذائية وخضار ومفروشات وغيرها في مساحات بأحياء المدينة سبيلهم لتأمين دخل يومي.

تحرير: خلف معو