دير الزور والميادين.. مظاهر مسلحة ومطالبات بضبط الأمن
عمر عبد الرحمن – دير الزور
انتشار المظاهر المسلحة في مناطق ريف دير الزور الشرقي منذ سقوط النظام السابق في 8 من شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، باتت تشكل مصدر قلق كبير لدى السكان، مما جعلهم يطالبون بوضع حد لها.
ويقول أحمد العلي (37 عاماً)، أحد سكان مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، “لقد أصبحنا نعيش في حالة من الخوف والقلق المستمر، بسبب المظاهر المسلحة التي أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية”.
ويضيف العلي لنورث برس، “أحياناً نشعر أن الحياة الطبيعية قد انتهت”.
ويعبر الرجل عن قلقه من تأثير الفوضى المسلحة على حياتهم اليومية، بالقول “الكثير من العائلات اضطرت للتهجير بسبب النزاعات المتكررة”.
ويناشد العلي شأنه شأن أغلب سكان المدينة إدارة العمليات العسكرية بعد سيطرتها على المنطقة بالتواجد في منطقتهم، ووضع مراكز أمنية وحواجز ثابتة لملاحقة الأفراد والمجموعات المسلحة التي تثير خوف بينهم.
ويرى أن وجود قوة أمنية قوية في المنطقة من شأنه ضبط الأمن في المنطقة، مشيراً بالقول “لا يمكننا الاستمرار في العيش بهذه الطريقة”.
فرحة لم تكتمل
يقول حسين الخالد (40 عاماً)، من سكان مدينة دير الزور، إنه “بعد سنوات من المعاناة تحت وطأة نظام بشار الأسد، شعرت أخيراً بنسائم الحرية، ولكن سرعان ما تبددت الفرحة حيث بدأت مجموعات مجهولة بنشر الفوضى في المدينة”.
ويضيف الخالد، الذي يعيش مع زوجته وأطفاله الأربعة في حي الجورة في مدينة دير الزور، لنورث برس، أنه مع “استيلاء مجموعات كانت رديفة للنظام السابق، مثل الدفاع الوطني وأسود الشرقية، على كميات من الأسلحة من المقرات العسكرية، انتشرت ظاهرة السلب والنهب بشكل مروع”.
ويشير إلى أن الشوارع على وجه الخصوص في الأرياف، أصبحت “تعج بالمسلحين الذين يتجولون بلا رادع”.
ويقول الأربعيني: “كنت أشاهد المحال في الأسواق وبعض الجيران يتعرضون للاعتداءات والسلب، دون أي تدخل من السلطات، وأصوات إطلاق النار الكثيف من قبل مسلحين مجهولين ليلاً تجعل أطفالي يبكون ويرتجفون من شدة الخوف”.
ويعرب الخالد، عن أمله بأن تعود الحياة في مدينتهم إلى طبيعتها، وأن “تستجيب الهيئة لنداء السكان في مدينة دير الزور باعتقال تلك المجموعات المسلحة”، مضيفاً أن ” مدينة دير الزور تستحق أن تعود إلى سابق عهدها، مدينة آمنة تعيش فيها العائلات بسلام وطمأنينة”.
مطالب بضبط الأمن
ويؤكد الدكتور سامر الصالح (48 عاماً)، وهو ناشط حقوقي من مدينة دير الزور، أن ما تشهده بعض المناطق السورية من فوضى وحمل سلاح وعمليات انتقامية بأنه” جرائم بحق المجتمع والأفراد”.
ويضيف الصالح، لنورث برس، أن مطالبات سكان بتشديد القبضة الأمنية في المنطقة بأنها نابعة من “قلق مشروع حول الأمن الشخصي”.
ويشير إلى أن “مدينة دير الزور بحاجة إلى إصلاحات حقيقية في النظام الأمني تشمل تدريب القوات على احترام حقوق الإنسان”.
ويشدد الناشط الحقوقي على أهمية بناء الثقة بين المجتمع وقوات الأمن، ويقترح إنشاء آليات لمراقبة الأداء الأمني وضمان المساءلة عن أي انتهاكات قد تحدث.
فيما يقول قيادي عسكري في هيئة تحرير الشام بدير الزور، طلب عدم ذكر اسمه، لنورث برس، أنهم “تلقوا العديد من البلاغات من سكان مدينة دير الزور حول وجود مجموعات مسلحة تقوم بترهيب السكان وتنفذ عمليات السلب والنهب”.
ويضيف أنه في خضم الأزمات والحروب، من “الطبيعي أن تشهد المناطق بعض الفوضى، ولكنها لا تدوم طويلاً”.
ويشير القيادي بالقول: “بدأنا بزيادة أعداد عناصرنا الأمنية في مركز مدينة دير الزور، وسنقوم في الأيام القليلة القادمة بنشر هذه القوات في مراكز القرى والبلدات، وصولاً إلى الحدود العراقية”.
ويوضح أنه سيتم تسيير دوريات ليلية ونهارية ضمن المدينة.
ويختتم القيادي حديثه لنورث برث، أنشأت قيادة العمليات العسكرية عدة مراكز للتسوية في دير الزور، وهذه الخطوة من شأنها تقليل الفوضى والمظاهر المسلحة في القرى والبلدات، مما يسهم في تحقيق الاستقرار المنشود”.