زيارات إيرانية متتالية إلى سوريا.. هل تخشى طهران خسارة دمشق؟
غرفة الأخبار – نورث برس
يرى محلّلون أنّ زيارة وزير الدفاع الإيراني، إلى العاصمة السورية دمشق، لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين، تشير إلى أن المنطقة مقبلة على مزيد من التصعيد، بالإضافة للتخوف الإيراني من خسارة سوريا كـ “ساحة للمقاومة”.
واستقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، أمس الأحد، وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، للتباحث حول مواضيع أمنية، وتزامنت الزيارة مع ضربات إسرائيلية مكثفة تستهدف حركات وشخصيات لبنانية وفلسطينية وإيرانية.
تخوّف دمشق
يقول خالد حمادة، وهو خبير عسكري واستراتيجي لبناني، إن زيارة المسؤولين الإيرانيين إلى دمشق، تأتي بعد أن نأت الأخيرة بنفسها عن الحرب الدائرة في لبنان وغزة.
ويرى أن “النظام في سوريا يمر في مرحلة تستدعي خيارات دقيقة وهذه الخيارات قد لا تتفق مع المصالح الإيرانية، وهناك دلالة واضحة أن وراء هذه الزيارات هو الوضع الميداني الذي تتخوف طهران كثيراً من نتائجه”.
ويشير الخبير العسكري اللبناني في تصريح لنورث برس، إلى أن “قواعد حزب الله موجودة في سوريا والأخيرة لا تقوم بالجهد المطلوب لحماية هذه القواعد”.
ويوضح أن زيارة المسؤولين الإيرانيين تهدف إلى “تعزيز وحدة الساحات ويبدو أن دمشق لا ترضخ للشروط الإيرانية، لأنها تبدو الآن مكلفة جداً للنظام السوري وهناك تخوف جدي من قبل النظام من النفوذ الإيراني ومستقبله في المنطقة”.
تخوف إيران من خسارة سوريا
ويرى المحلل السياسي اللبناني، مسعود محمد، أن هناك مسألتان تقلقان طهران، الأولى هي التقارب العربي مع حكومة دمشق والثانية استمرار تدفق السلاح لحزب الله اللبناني.
وقبل أيام قال المبعوث الرئاسي الأميركي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، إن الإدارة الأميركية وإسرائيل “مهتمتان بأي تقدم في العلاقات مع دمشق لإبعادها عن إيران ووقف تدفق السلاح إلى حزب الله اللبناني”.
ويقول مسعود محمد المقيم في إيطاليا ويدير موقع خبري فيها، “المسألة الأولى التي تتخوف منها إيران هي أن هناك قرار دولي بإخراجها من سوريا وإنهاء دورها”.
ويشير إلى أن الرئيس السوري لا مانع لديه في حال تحقق شرطين هما تثبيت حكمه وإعادة إعمار سوريا “ولقد تعهد العرب بذلك”، بحسب قوله.
“معركة شاملة”
بينما يرى ربيع غصن، وهو أيضاً محلل سياسي لبناني، أن زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق على رأس وفد أمني رفيع، تشير إلى أن المنطقة مقبلة على المزيد من التصعيد.
ويضيف لنورث برس بأن زيارة سوريا عبر وفدين أساسيين كـمستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية الدكتور علي لاريجاني، ووزير الدفاع فيما بعد، تشير إلى أن “محور سوريا وإيران ولبنان يدخلان مرحلة من التصعيد”.
ويقول إن طهران تود ترتيب الأوضاع لـ “إيجاد ترتيبات عسكرية وأمنية قد تشير بشكل لافت وقوي إلى أن المنطقة قد تتجه إلى معركة شاملة”، وفق تعبيره.