غرفة الأخبار- نورث برس
يرى محللون أن الحكومة السورية ليست في وضع يسمح لها بالتدخل في حال اندلاع حرب بين إيران و”حزب الله” اللبناني من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى. ويعزون صمت دمشق تجاه ما يحدث إلى الظروف الداخلية والحرب المستمرة في البلاد.
إيران و”حزب الله” اللبناني تعهدا بالرد على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، في طهران، والقائد العسكري في “حزب الله” فؤاد شكر في بيروت. ومن جهته، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إيران من أي هجوم ضد إسرائيل، في ظل توقعات بشن ضربات متبادلة عقب اغتيال هنية.
النأي بالنفس
يرى المحلل السياسي السوري، عصام زيتون، إن الحكومة السورية ومنذ 1974 تلتزم ببنود اتفاقيّة فصل القوّات “حرفيّاً” ويدرك بأن أي تحرّك سيؤدي حتماً إلى هلاكه.
ويقول زيتون لنورث برس “المواجهة قادمة لا محالة و ودمشق بمساعدة الروس سيحاول تجنّب الخوض الفعلي في تلك الحرب ومن المرجّح أن يضحّي ببعض الوحدات القتالية”.
ويُشير المحلل السوري المقيم في ألمانيا إلى أن “تبين بأنّ شعار وحدة الساحات الذي رفعه محور المقاومة قد فشل فشلاً ذريعاً والحكومة السورية اكتفى بتهيئة وتقديم الأرض السورية لأي معركة بين إيران وحليفتها حزب الله ضد إسرائيل”
ويرى بأن إسرائيل قد قامت بشن عدة ضربات ضد شخصيات لبنانية وفلسطينية في سوريا دون أن يتلقى الرد، “بل كانت الحكومة تكتفي بالتنديد والتوعد بالردّ في المكان والزمان المناسبين”.
مشاكل داخلية
من جانبه، يرى أشرف عكة، المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية، أن صمت الحكومة السورية تجاه أي حرب محتملة بين إسرائيل وإيران و”حزب الله” يعود إلى استمرار الحرب الداخلية وعدم سيطرة القوات الحكومية على النزاع الداخلي.
ويشير المحلل المقيم في رام الله إلى أنه في حال اندلاع حرب إقليمية شاملة، قد تكون سوريا جبهة رئيسية نظرا للوجود العسكري الإيراني فيها وكونها ممرا للسلاح إلى “حزب الله” اللبناني، مما يجعلها هدفًا محتملا للهجمات الإسرائيلية.
ويعتقد أشرف عكة أن الدعم الروسي لإيران بأنظمة أسلحة متطورة يشير إلى دخول روسيا في معادلة الصراع.
ويشير عكة إلى أنه إذا دخلت الأمور في حالة تصعيد شامل، فقد تُفتح جبهات جديدة في الجولان وشمال لبنان واليمن، مع تدخل عشرات الآلاف من العناصر الإيرانيين والعراقيين.
ويرى أن الأيام والساعات القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الرد الإيراني ورد “حزب الله” على العمليات الإسرائيلية الأخيرة في الضاحية وطهران، وما إذا كانت المنطقة ستتجه نحو تسويات كبرى أو صراع شامل يتجاوز غزة والمنطقة.