شتاء بارد وطوابير.. تداعيات الضربات الجوية التركية على شمالي سوريا

سعد اليازجي – القامشلي

تسببت الضربات الجوية التركية الأخيرة على شمال شرقي سوريا بأزمة حياتية وإنسانية كبيرة للسكان المحليين تفاقمت آثارها عليهم بعد توقفها الذي استمر لمدة أربعة أيام متتالية.

وشنت تركيا في 23 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، هجماتها على عدة مدن ومناطق في شمال وشرقي سوريا مستهدفةً بنىً تحتية ومؤسسات خدمية ومنشآت وآبار نفطية حيث تسببت بخروج بعضها عن الخدمة.

ونتيجةً لتلك الضربات المتتالية والتي استمرت لأيام مع بداية فصل الشتاء خلقت واقعاً مأساوياً بالنسبة للسكان بسبب انقطاع الكهرباء ونقص مواد الطاقة كالغاز والمحروقات.

تذرعت تركيا بهجماتها على تلك المناطق بأنها رد على هجوم أنقرة الذي اتهمت به حزب العمال الكردستاني بتنفيذه عبر أعضاء له تسللوا من داخل الأراضي السورية صوب أراضيها، وهو ما نفاه القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، بشكلٍ قاطع.

ومنذ العام 2022 تنفذ تركيا بين الحين والآخر ضربات يبدو أن الغاية منها ليست عسكرية بل الغاية منها تدمير سبل الحياة الخاصة بالسكان من خلال استهداف كل ما هو حيوي وخدمي.

شتاء بارد وطوابير على محطات الوقود

تزامنت الضربات التركية مع بداية فصل الشتاء هذا العام، بحيث لم تلبث الإدارة الذاتية من الانتهاء من توزيع مادة المازوت الخاصة بالتدفئة حتى أتتها هذه الضربة لتوقف كافة نشاطاتها الخدمية مما تسبب بموجة برودة سيعيشها السكان مع بداية هذا الفصل البارد.

وعانى سكان مدن وشمالي سوريا على خلفية الضربات التركية من شح مواد المحروقات وفقدانها كـ(الغاز – والبنزين – والمازوت) مما تسبب بأزمة حياتية واضحة على المنشآت التي تحتاج للمحروقات، أو بالنسبة للآليات والسيارات التي افتقدت تلك المواد مما خلق طوابير وأزمات على محطات الوقود والتي باتت تزداد يوماً تلو الآخر.

وقال الرئيس المشارك لهيئة الطاقة في شمال وشرقي سوريا زياد رستم بتصريح لنورث برس بعد أيام من تنفيذ تركيا لهجماتها، إن الأضرار والخسائر التي تعرض لها قطاع الطاقة جراء الضربات التركية، تقدر بأكثر من خمسة ملايين دولار أميركي.

وأضاف أن ثلاث محطّات لتحويل الكهرباء وهي “كوباني وعامودا وتربسبيه” خرجت عن الخدمة بشكل كام إثر تعرضها للقصف الذي دمر خمس محولات كبيرة فيها.

وقال حينها أيضاً إن الضربات شملت أكثر من عشرة حقول نفطية في المنطقة، لافتاً إلى أنه “سينعكس سلباً ويؤثر على السكان في كافة المجالات والقطّاعات بسبب استهداف هذه الحقول التي يستفيد منها جميع سكان المنطقة، وبالأخص مادة المازوت المخصصة للتدفئة والآمبيرات عقب استهداف المصافي المخصصة بمادة المازوت”.

هل توجد حلول بديلة؟

يقول الرئيس المشارك لهيئة الطاقة في شمال شرقي سوريا زياد رستم، إنه لا حلول بديلة في الوقت الحالي للمحطّات والمنشآت التي قصفتها تركيا، لا سيما مع استمرار القصف على عموم المنطقة والمرافق الحيوية والخدمية على وجه الخصوص.

وفيما يخص قطاع الكهرباء، أوضح رستم  أنهم يواجهون صعوبات في تأمين المحولات، نظراً لأن نظام الكهرباء في سوريا يختلف عن دول الجوار، حيث يصل وزن أصغر محولة إلى 70 طناً، والكبيرة إلى 120 طناً.

وأضاف: “كحالة طارئة نحتاج حالياً إلى 10 محولات كهربائية تضررت بشكل شبه كامل جراء القصف التركي”.

وأشار إلى أن نحو 10 محولات كهرباء تحولت إلى كومة من الركام نتيجة القصف التركي.

وأكد أنهم يتواصلون مع تجار ومنظمات وشركات دولية لتأمين هذه المحولات، إلا أن هناك صعوبات أبرزها إدخال المحولات إلى المنطقة عبر المعابر، بالإضافة إلى صعوبات في التحويلات المالية بسبب غياب بنوك رسمية وقنوات تحويل مالية.