الفستق الحلبي في كوباني.. وفرة في الإنتاج ومشروع جديد لتخفيف الأعباء
فتاح عيسى – كوباني
سجلت مدينة كوباني هذا العام طفرة في إنتاج الفستق الحلبي، حيث اتجه العديد من المزارعين إلى توسيع مساحات زراعة هذا المحصول.
ورغم الوفرة الإنتاجية، فإن الانخفاض الحاد في الأسعار يهدد تحقيق المزارعون أرباحاً مجزية تتناسب مع حجم جهودهم وتكاليفهم.
مزارعون قلقون
ويشتكي المزارعون في كوباني من التراجع الكبير في أسعار الفستق الحلبي هذا الموسم. عبد الرحمن آفدو، أحد المزارعين، يوضح أن سعر الكيلوغرام انخفض من 3.5 دولارات في العام الماضي إلى دولارين فقط هذا العام.
ويشير إلى أن تكاليف الزراعة، بما في ذلك الفلاحة والري ورش المبيدات، مرتفعة، مما يجعل من الصعب تغطية هذه النفقات وتحقيق ربح مع الأسعار الحالية. ورغم زيادة الإنتاج هذا العام، فإن الأرباح لا تزال دون المستوى المطلوب.
وفي السياق ذاته، يؤكد المزارع بوزان دالي أن التجار هم من يفرضون الأسعار، ما يجبر المزارعين على البيع بأسعار متدنية لتغطية تكاليف الإنتاج والديون.
ويقول: “العام الماضي بعت الكيلو بـ 4 دولارات، هذا العام اضطررت لبيعه بـ 1.5 دولار.”
ويضيف أن خيار تخزين الفستق ليس عمليا بسبب الحاجة إلى السيولة النقدية لدفع الديون والمصاريف.
ويتراوح إنتاج الشجرة الواحدة بين 10 إلى 50 كيلو من الفستق، وذلك حسب عمر الشجرة.
تحديات السوق والطلب
تاجر الفستق الحلبي، علي بكي، يؤكد أن الزيادة الكبيرة في الإنتاج هذا العام تسببت في انخفاض الأسعار؛ “الموضوع متعلق بالعرض والطلب”.
يقول لنورث برس : “المزارع الذي كان يمتلك 200 شجرة، ينتج الآن أربعة أضعاف ما كان ينتجه في السابق”.
كما يشير التاجر إلى العقبات المتعلقة بنقل الفستق خارج كوباني، حيث تشكل الضرائب العالية وتكاليف النقل عبر المعابر عوائق تزيد من الضغط على الأسعار النهائية.
ويتوقع بكي أن يصل إنتاج الفستق هذا العام إلى ما بين 4 و5 آلاف طن، يتم تصدير جزء كبير منه إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية ومنها إلى تركيا، وأيضا إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة السورية.
وتختلف أسعار الفستق بحسب النوع، حيث يصل سعر الكيلوغرام من الفستق ذي اللب الأخضر إلى 18.5 دولارا، بينما يتراوح سعر اللب الزهري والأحمر بين 16 و17 دولارا.
ويرى بكي أن موضوع تخزين الفستق الحلبي أمر صعب، لأن حاجة المنطقة لا تتجاوز خمسمائة طن، ولذلك يضطرون لتصدير الفستق إلى خارج مناطق الإدارة الذاتية.
مشروع “قشارة” لتقليل الأعباء
في محاولة لتخفيف هذه الأعباء، أُطلق في كوباني مشروع لتقشير وتجفيف الفستق الحلبي، يهدف إلى تسهيل عمليات الإنتاج وتخفيف الأعباء المالية واللوجستية عن المزارعين.
محمود بكي، مزارع من كوباني، يرى في المشروع خطوة إيجابية قائلاً: “قبل المشروع كنا نضطر لإرسال المحصول إلى منبج، مما كان يشكل عبئا إضافيا علينا.”
ويوفر المشروع خدمات التقشير والتجفيف مقابل 50 دولارا للطن الواحد، مما يسهل عملية الحصاد ويوفر فرص عمل موسمية لنحو ثلاثين شابا وشابة من كوباني، براتب شهري يصل إلى 450 دولارًا.
علي محمد، صاحب المشروع، يشير إلى أن تكلفته بلغت سبعة آلاف دولار، وأنه يسهم في تسهيل حياة المزارعين وزيادة كفاءتهم الإنتاجية، بالإضافة إلى توفير دخل إضافي من خلال تجهيز الفستق للبيع.