“أحرار الشرقية” تشكيل وتاريخ أسود
حلب – NPA
ارتبط اسم "أحرار الشرقية" بمجموعة من الانتهاكات منذ نشأته، ومشاركته بجميع معارك الحكومة التركية داخل الأراضي السورية، كان آخر ما آثار سخط واستنكار عالمي ضده هو قيامه بإعدام الأمين العام لحزب سوريا المستقبل "هفرين خلف"، فمتى تشكّل ومن ورائه؟
تشكيله وعناصره
يعرف تجمع "أحرار الشرقية" بأنه تجمّع معارض للقوات الحكومية تأسّس نهاية الشهر الأول لعام 2016 بتاريخ 22 كانون الثاني/ يناير قرب مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي.
وذلك على يد "ميسر علي موسى عبد الله الجبوري" المعروف باسم "أبو ماريا القحطاني" القيادي السابق في جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) الذي كان ضابطاً في جيش فدائي الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
حارب غالبية مقاتليه قبل تشكيل التجمع مع فصائل ذات توجه إسلامية راديكالية كأحرار الشام وجبهة فتح الشام خلال الهجوم على دير الزور سنة 2014.
تكوين التجمّع
يتألف تجمّع "أحرار الشرقية" في الأساس من عدة كتائب وألوية قبل فصل بعضها وهي (فرسان الشرقية، الأحواز، جيش الشرقية، درع الحسكة، درع الأنصار، القادسية، العباس، الخطاب، الفهود، تجمع عدل، النهروان، جند التوحيد،
الوظى بن مالك).
ويبلغ قوامه أكثر من /2,500/ مقاتل، جُلّهم من مدينة دير الزور من عشيرة الشعيطات والقرعان، وذلك بعد نزوح أغلبهم إلى ريف حلب الشمالي بعد تعرضهم للمجازر على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منتصف سنة 2014.
وترأس الفصيل, المدعو "أبو حاتم شقرا" والذي ينحدر من بلدة شقرا بريف دير الزور الغربي إضافة لقادة آخرين، هم كل من أبو جعفر شقرا وأبو جعفر جزرا، وهما أيضاً من مدينة دير الزور.
المعارك التي شارك فيها
معظم معارك فصيل "أحرار الشرقية" كانت في صراعات داخلية مع فصائل أخرى، وأول معركة له كانت ضد "الدولة الإسلامية" ضمن قوات درع الفرات بقيادة القوات التركية في 24 آب/ أغسطس 2016، والتي انتهت بالسيطرة على
مدينة الباب وجرابلس والراعي بتاريخ 29 آذار/ مارس 2017.
شارك الفصيل في عملية "غصن الزيتون" أيضاً التي أعلنتها الحكومة التركية على منطقة عفرين 20 كانون الثاني/ يناير 2018 وأدت ببسط السيطرة على مدينة عفرين بتاريخ 18 آذار/ مارس 2018 وكامل المنطقة بتاريخ 24 آذار/
مارس.
كما شارك بالعملية العسكرية التركية على شمال شرقي سوريا والتي اسمتها بـ "نبع السلام"، وبرفقة فصائل الجيش الوطني على بلدتي رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض/ كري سبي التي انطلقت بتاريخ 9 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي.
الدعم العسكري والمالي للفصيل
تعتبر تركيا داعم التجمع من الناحية المادية والعسكرية، وقد التقى الرئيس رجب طيب أردوغان بمدينة أنقرة قائد التجمع "أبو حاتم شقرا" وعدة قادة آخرين بعد عملية "غصن الزيتون"، وأثنى على جهودهم فيها وتعهّد لهم بإعادتهم إلى
مناطقهم في دير الزور حسب ما نشرت وكالات إعلامية آنذاك، وتقدّم الحكومة التركية رواتب العناصر حيث يقدّر راتب عنصر التجمع بـ /500/ ليرة تركية شهرياً.
انتهاكات التجمع وتجاوزاته
ارتبط اسم "أحرار الشرقية" بمجموعة من الانتهاكات منذ نشأتها، حيث كانت جميع معاركه ضد فصائل أخرى نتيجة الاختلاف على مناطق النفوذ وتقاسم الغنائم إضافة للقيام بانتهاكات ضد المدنيين في المناطق التي سيطروا عليها خلال عمليات "درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام".
وخرجت مظاهرات عدة في مناطق درع الفرات مطالبة بإخراجهم من المدن والبلدات هناك إثر قيامهم بالسطو على الممتلكات العامة والخاصة والابتزاز وعمليات اعتقال وخطف المدنيين لإطلاق سراحهم مقابل المال، وقد قاموا بإعدام وقتل العديد من المدنيين بتهمة الانتماء لـ "تنظيم الدولة" (داعش) وقوات سوريا الديمقراطية.
وبحسب بعض المنظمات الحقوقية فإن التجمع مسؤول عن خطف أكثر من /200/ مدني بمنطقة عفرين بغية الحصول على مبالغ مالية لإطلاق سراحهم، وقد عُرف عنهم قتلهم لكل من المدنيين شرف الدين سيدو ورشيد حميد خليل وابنه محمد خليل الذي كان من ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك بعد تعرضهم لتعذيب جسدي نتيجة عدم قدرة ذويهم دفع المبلغ الذي طلبوه كفدية لإطلاق سراحهم بين شهري الرابع والخامس من هذا العام.
يعرف فصيل أحرار الشرقية بصيته السيء إلا أنّ أكثر ما أعطاه صدى إعلامي وعالمي له هو قيامه بإعدام الأمين العام لحزب سوريا المستقبل "هفرين خلف" وعدة مرافقين لها على طريق العام الدولي الواصل بين تل أبيض/سري كاميه ورأس العين/ كري سبي المعروف باسم طريق M4 بتاريخ 12 تشرين الأول/أكتوبر الحالي.
ورغم نفي قيادة الفرقة /124/ (الفيلق الأول) تجمع أحرار الشرقية مسؤوليتها عن مقتل القيادية، إلا أنّ قيام إعلامي التجمع "الحارث رباح" بنشر فيديو لعملية إعدام مرافقي هفرين يؤكد بإعدامهم لها بعد استهداف سيارتها.