مع دخولها يومها الثالث.. ارتفاع حصيلة ضحايا العملية العسكرية التركية شمال شرقي سوريا

عين عيسى – NPA
تتصاعد حدة الهجمات التركية على مناطق شمال وشرقي سوريا مع دخول العملية اليوم الثالث على التوالي، عقب إعلانها الاربعاء من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي آخر إحصائية سجلها الهلال الأحمر الكردي وزود بها "نورث برس"، لعدد ضحايا يوم أمس فقط، فقد /11/ مدنياً لحياتهم من ضمنهم /6/ تحت سن الثامنة عشرة، في حين رصدت "نورث برس" إصابة /28/مدنياً بجروح خطرة، بينهم /5/ أطفال على الأقل.
كما تسببت عمليات القصف والاشتباكات، بخروج كلٍّ من مشفى رأس العين / سري كانيه وتل أبيض / كري سبي عن الخدمة، في حين تعرضت قافلة مدنية للقصف على الطريق بين مدينة الرقة وكري سبي لقصف تركي، أدى لوقوع قتلى وجرحى، تم التأكد من فقدان فتاة تبلغ من العمر /11/عاماً على الأقل.
ويأتي هذا الارتفاع في حدة الهجمات، في وقت قال فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه "ينبغي العمل على خفض تصعيد الصراع في سوريا".
كما شهد يوم أمس قيام الجيش التركي مع فصائل المعارضة السورية المسلحة التابعة له، باستهداف مخيم لمهجري عفرين وعدة مناطق بريف حلب الشمالي بالقذائف المدفعية، ما سبب حالة من الخوف بين المدنيين، الذين طالبوا المجتمع الدولي بإيقافها خوفاً من تكرار سيناريو عفرين.
وشهدت مدينتا رأس العين وتل أبيض، النسبة الأكبر من القصف والاشتباكات، ورصد مراسل "نورث برس" وصول قرابة /15/ حالات إصابة من رأس العين / سري كانيه إلى المشفى الوطني في الحسكة، جراء القصف التركي على المدينة.
بينما وصل إلى مشفى "الشهيدة ليكرين" بتل تمر جثة شاب فقد الحياة خلال القصف، ولم يتم التعرف على هويته نظراً لتشوه ملامحه.
ولم تسلم قرية حمام التركمان جنوبي تل أبيض، والتي يسكنها غالبية من المكون التركماني من القصف.
في حين أسفر القصف التركي على مدينة القامشلي، عن إصابة عائلة سريانية مكونة من رجل وامرأة ووالد الرجل، كما تسبب القصف التركي على حي قناة السويس المأهول بالمدنيين, بجرح عدد من الأهالي.
كذلك وجه مشفى السلام بمدينة قامشلي نداءات إلى أهالي المدينة بالتبرع بزمرة الدم /B/ سلبي لمعالجة جرحى القصف على المدينة.
وشمل القصف التركي أيضاً قرية جارودية غرب مدينة ديريك /المالكية، ما أدى إلى احتراق أكثر من ثلاثة منازل في القرية، كما دمرت عدة منازل في قرية عين ديوار التابعة للمالكية، نتيجة القصف التركي العشوائي، وفق ما رصدته مراسلة "نورث برس".
على صعيد آخر، عبر أهالي دير الزور لمراسل "نورث برس" عن تخوفهم، من عودة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جديد وتنشيط خلاياه النائمة في المنطقة وإعادة هيكلة قواته، مستغلين الأوضاع والهجمات التركية على المنطقة.
وأشار الأهالي إلى أن التنظيم سيستغل الهجمات على المنطقة، ويبدأ بتنفيذ التفجيرات والعمليات الإرهابية.
في حين أنه في تطورات المواقف الدولية، أكد مصدر في الحكومة الأمريكية لـ"نورث برس" أن "الاستنفار الدبلوماسي الأمريكي انتقل من حدود وزارة الخارجية ومكتب المبعوث الأمريكي إلى سوريا، إلى مجلس الأمن القومي".
وأشار المصدر إلى أن المجلس يعمل على "مصالحة تركية – كردية أو التوصل الى اتفاق يساعد الكرد على الاحتفاظ بمكاسب مرضية على الأرض في شمال وشرقي سوريا، مع وضع واشنطن لأوراق ضغط على تركيا على طاولة المفاوضات".
بدورها قالت السفيرة الأمريكية للأمم المتحدة كيلي كرافت، في نهاية مشاورات مجلس الأمن حول سوريا، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يؤيد العمل العسكري التركي في سوريا.
في حين غرد ترامب نفسه على تطبيق (تويتر) أنه كان لديه ثلاث خيارات "إرسال آلاف الجنود والفوز عسكريا، أو معاقبة تركيا ماليا، أو التوسط بين الكرد وتركيا".
من جانبها قالت الخارجية الأمريكية "نتشاور مع حلفائنا في السعودية بشأن العملية العسكرية التركية".
وانتقد المبعوث الرئيس الأمريكي السابق للتحالف الدولي بريت ماكغورك سياسة الرئيس الأمريكي ترامب حيال العملية العسكرية التركية، قائلاً "ترامب يقول الآن إنه قد يرغب في المساعدة على مفاوضة من نوع ما، هذا ما كان دبلوماسيوه يفعلونه، لكن الآن من المستحيل إخراج تركيا من سوريا طالما دخلتها".
وأشار ماكغورك إلى أن "أردوغان أوضح نيته من هذه العملية وترامب لوحده شجعه للمضي قدماً".