الرياضة النسوية بشمال شرقي سوريا تتقدم مع اهتمام وتشجيع ملحوظين

نالين علي – القامشلي

تتدرب عشرات اللاعبات في ملعبٌ مغلق، شرقي مدينة القامشلي، ومنهن شفين التي تستعد لتجهيز نفسها وارتداء بدلتها الرياضية للبدء بلعب كرة القدم مع زميلاتها الأخريات على أرضية الملعب.

وباتت نظرة المجتمع خلال السنوات الأخيرة للرياضة النسوية تتغير شيئاً فشيئاً، فأصبحنا نشاهد عشرات الفتيات في مناطق شمال شرقي سوريا يشاركن مع المنتخبات المحية والفرق الدولية ويحصلن على الألقاب والبطولات.

تشجيع واهتمام

تقول شفين محمد، وهي لاعبة كرة قدم نسائية، إنه “يوجد في عائلتي الكثير من يهتمون بالشأن الرياضي ويمارسونها، وهذا ما جعلني اتشجع للدخول إلى الملعب وممارسة لعب كرة القدم”.

وتضيف لنورث برس: “الرياضة لم تكن مرغوبة للفتيات في الأعوام الماضية، كان هناك نسبة خجل لدى السكان لإرسال بناتهم ولعب الكرة”.

وتبين محمد أنه مع ازدياد إقبال الفتيات على دخول الملاعب وممارسة هوايتهم الرياضية، أصبح هناك اهتمام وتشجيع ومتابعة لنا من قبل المتدربين واللجان التابعة لهيئات الرياضة.

بينما تقول ماريا الأحمد، وهي لاعبة كرة قدم نسائية، إنها أثناء مرافقتها لوالدها لحضور مباريات كرة القدم، جعل بنفسها دافعاً لمحبة الكرة ولعبها كهواية.

وترغب الأحمد بالمشاركة في البطولات والمنتخبات الدولية للنساء, وتضيف لنورث برس: “المجالات توسعت أكثر وأصبح لدينا فرق نسوية ومدربين ذو خبرة جيدة, وهذا يجعلنا نتشجع ونتعلم بشكل أفضل وأسرع”.

 أما آية إسماعيل، وهي لاعبة كرة قدم نسائية، تقول إنه يوجد عائلات يمنعن بناتهن من ممارسة ولعب كرة القدم، قائلين إنها ليست للفتيات، بينما توجد عوائل أخرى تشجع وتدعم فتياتهن من الدخول للمباريات واللعب بالكرة والمشاركة بالمنتخبات الدولية.

وتضيف لنورث برس: “مشاهدة فتيات منطقتنا يحصلن على لقب البطولة، يدفعنا أكثر لممارسة الألعاب الرياضية ودخولنا لمستويات أعلى”.

صعوبات كبيرة

تقول شنكل حمو، إدارية في مكتب الرياضة الأنثوية في هيئة الشباب والرياضة، إن “واقع الرياضة النسوية قبل بدء الأحداث في شمال شرقي سوريا، لم يكن هناك تقبل لدى السكان في انضمام بناتهن إلى الرياضة والعب بالكرة”.

وتضيف لنورث برس، أن الإقبال على الرياضة كان قليلاً جداً، وأنهم واجهوا صعوبات كبيرة حتى تمكنوا من إنشاء فرقٍ للشابات وتدريبهن.

وتشير إلى أن الوضع مختلف الآن تماماً, مبينةً أن “هنالك المئات من الشابات اللواتي يلعبن تحت سقف هيئة الشباب والرياضة، وحصلن على لقب بطولةٍ على مستوى سوريا”.

وتذكر حمو أنه في بداية تأسيس مجلس الرياضة لم يكن بالمستوى المطلوب كما نحن عليه الآن، كان عدد المنضمين له قليل جداً, لكن مع الوقت بدء العدد بالتزايد وتوسع مجال الألعاب في المجلس الرياضي بشكل عام، والرياضة النسوية بشكل خاص.

الفرق النسوية الموجودة في المجلس الرياضي شاركوا مع المنتخبات السورية وحصلوا على المراتب الأولى على مستوى سوريا، بالإضافة إلى أن هذه الفرق النسوية شاركوا أيضاً في بطولات دولية وحصلوا على المراتب الأولى في بعض البطولات.

دعم قليل

تقول حمو إنه “قدر المستطاع نحاول تأمين وتوفير كل ما تحتاجه اللاعبات بحسب الإمكانيات المتوفرة لدينا”، موضحة أن الرياضة بحاجة إلى دعم أكثر حتى يتمكنوا من التوسع والمشاركة في البطولات الدولية الخاصة بالنساء.

وتبين أن السكان الآن يشجعون بناتهن للانضمام إلى الاتحاد الرياضي على عكس بداية تأسيسه, مشيرةً إلى أنه “في البداية لم يكن هناك إقبال، لكن مع الوقت ونتيجة البطولات التي حصلت عليها الفرق النسوية على مستوى المنطقة وسوريا بشكل عام، بدء العديد من السكان بالإقبال على الرياضات النسوية”.

وتأمل حمو من الفرق النسوية في المستقبل المشاركة في البطولات الدولية، وكذلك السعي في إيصال صوتهم للخارج لإرسال دعوات لهن للمشاركة في البطولات الدولية باسم “نساء مناطق شمال شرق سوريا”.

تحرير: محمد القاضي