الفصائلية وفوضى السلاح.. ضحايا مدنيون يدفعون الثمن في مناطق سورية تديرها فصائل موالية لتركيا

غرفة الأخبار – نورث برس

تشهد مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا في سوريا، اشتباكات عشائرية واقتتالات بين الفصائل نفسها، تؤدي هذه الاشتباكات في أغلب الحالات إلى وقوع ضحايا مدنيين يدفعون ثمن فوضى السلاح والحالة الفصائلية المنتشرة.

يرى مراقبون ومعارضون بأن حالة الفصائلية هي العائق الأساسي لضبط الأمن والمسبب الرئيسي للاقتتالات، إذا يكاد يكون كل فصيل مستقل بشكل كامل بقراراته وتحركاته بعيداً عن الجيش الوطني المفترض أن يكون المظلة الجامعة لها.

وكثيراً ما يتدخل الجيش التركي لوقف حالات الاقتتال بين الفصائل، وفشل حتى الآن بجمع هذه الفصائل، وفشلت المجالس المحلية التي تديرها تركيا في وقف انتشار الأسلحة والاقتتالات العشائرية.

وتسببت اشتباكات يوم الاثنين الفائت، في بلدة جرابلس بريف حلب، بين أبناء عشيرتي “جيس” و”طي” بمقتل أربعة أشخاص بينهم طفلة وإصابة سبعة بينهم نساء.

أدت الاشتباكات على مدار يومين لتوقف الحياة في البلدة بشكل كامل من إغلاق المحال وحركة نزوح في الأحياء التي شهدت اشتباكات، لتشهد بعدها استنفاراً عسكرياً وتدخلاً تركياً لإجلاء مدرسيها من جامعة “غازي عنتاب” في جرابلس.

وقبلها بأيام شهدت قرية ليلوة قرب الغندورة بريف جرابلس الغربي، اشتباكات بين أبناء عشيرة الدمالخة وفصيل “الحمزات” الموالي لتركيا.

وبدأت المشكلة حين منع فصيل الحمزات أحد أبناء العشيرة من العمل بأرضه وإطلاق الرصاص عليه، ليتدخل أقرباؤه وتندلع اشتباكات شاركت فيها “الشرطة العسكرية” وقُتل أحد عناصرها.

وحاصر الفصيل المذكور القرية واقتحمها، ليخرج وجهائها بنداء قالوا فيه إن عناصر “الحمزات” سرقوا ونهبوا البيوت واعتقلوا شبان من القرية، في فوضى أمنية مستفحلة انتشرت بعض مشاهدها على التواصل الاجتماعي.

ونهاية آذار/ مارس الفائت، قُتل وأصيب أكثر من 40 شخصاً في انفجار سيارة مفخخة وسط سوق مدينة أعزاز بريف حلب، شمالي سوريا.

وبعد الانفجار تبيّن أن خلافات عسكرية بين الفصائل تقف وراءه، إذ أعلن فصيل “عاصفة الشمال” المسؤول عن إدارة الملف الأمني والعسكري في أعزاز، اعتقال أربعة أشخاص متهمين بتنفيذ التفجير.

واتهم فصيل أحرار الشام – القاطع الشرقي الموالي لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) في أرياف حلب، بالوقوف وراء التفجير الذي تسبب بوقوع ضحايا مدنيين.

وبعد بيان “القاطع الشرقي” الذي حمل لغة التهديد، روّج قياديون في الفصائل المسلحة لرواية جديدة وهي “مسؤولية قوات سوريا الديمقراطية عن التفجير”، وأن المعتقلين “لا ينتمون إلى أي فصيل عسكري أو فصيل مقاتل”.

وتتكرر هذه الاقتتالات والاتهامات في المنطقة بين عشرات الفصائل غير المنضبطة، ما أدى لحالة من فوضى انتشار السلاح وفوضى استخدامه التي توقع المدنيين ضحايا له.

إعداد وتحرير: تيسير محمد