من يقف وراء تفجير سوق مدينة أعزاز؟

غرفة الأخبار – نورث برس

أعلن “عاصفة الشمال” أبرز فصيل عسكري موالٍ لتركيا في مدينة أعزاز بريف حلب، اعتقال أربعة أشخاص قالت إنهم فجروا سيارة وسط سوق المدينة قبل أسبوع، وسلمتهم إلى فصيل “الجبهة الشامية”، وسط تضارب في الاتهامات وأحداث تنذر بتصعيد عسكري خطير في المنطقة.

يعد “لواء عاصفة الشمال” مسؤولاً عن إدارة الملف العسكري والأمني في مدينة أعزاز، أما “الجبهة الشامية” فهي تجمع لعدة فصائل في الجيش الوطني وتسيطر على بلدات بريف حلب ومقارها قرب معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا تضم مكاتب الائتلاف السوري المعارض.

وقال فصيل “عاصفة الشمال” إنه بعد تتبع الكاميرات “تبيّن أن المدعو تامر الخلف الملقب أبو يامن الحمصي تواجد بسيارته خلف السيارة المفخخه (سوزوكي) ويراقبها من بعيد إلى أن وصلت السيارة إلى السوق و قام بتفجيرها عن طريق المفجر” ليخلف التفجير نحو 30 شخصاً بين قتيل وجريح.

وأضافت أن “الحمصي” يعمل في صفوف “أحرار عولان” أو ما يعرف بالقاطع الشرقي في أحرار الشام الموالي لهيئة تحرير الشام في أرياف حلب، وقالت إنها اعتقلت ثلاثة أشخاص آخرين معه وسلمتهم إلى “الجبهة الشامية”.

ونشرت معرفات إلكترونية في أعزاز مقربة من نفس الفصيل، تسجيلات صوتية سابقة لـ “الحمصي” يهدد فيها من يتظاهر ضد أبو محمد الجولاني بـ “القتل”.

وقالت: “هل بقي شك لدى أحد أن الجولاني هو من يعبث بأمن المحرر وهو من يرسل المفخخات إلى الشمال المحرر”، وتطلق الفصائل العسكرية المتواجدة في الشمال السوري تسمية المحرر على مناطق سيطرتها.

وتزامنت هذه الأحداث مع ضغوط تركية لتفكيك تجمع الشهباء الموالي لتحرير الشام في المنطقة، وهجوم على رتل لمسؤولين أتراك تبيّن لاحقاً أن التجمع متورط فيه، وخلافات على ملايين الدولارات في معبر الحمران الذي تديره تحرير الشام عبر أذرعها.

وفي تهديد بالتصعيد ضد فصائل الجيش الوطني، خرج “القاطع الشرقي” ببيان قال فيه إنه تواصل مع “الجبهة الشامية” التي قالت لهم إن المعتقلين “لا ينتمون إلى القاطع الشرقي”.

وطالب البيان بـ “التأكد وعدم ترويج الشائعات”.

وسبق أن خاض فصيل أحرار الشام – القاطع الشرقي اشتباكات عنيفة مع الفصائل الموالية لتركيا بريف حلب وكانت أبرزها معارك السيطرة على معبر الحمران، وأخرى في مدينة الباب بعد اغتيال ناشط مدني اتُهم القاطع الشرقي بالوقوف وراءه.

وقال المحلل العسكري والاستراتيجي، العميد أحمد رحال، إن كل المؤشرات كانت تدل على أن “الجولاني” من يقف وراء التفجير، مضيفاً أنه “من الطبيعي قيام الجولاني بهذه الأعمال بسبب التضيق عليه في إدلب وتفكيك تجمع الشهباء الموالي له بريف حلب”.

وأضاف في تسجيل صوتي لنورث برس، “هي رسالة موجهة بالدرجة الأولى لتركيا تقول إنه مستعد لإشعال المنطقة إذا تم التحريض ضده”.

وبعد بيان “القاطع الشرقي” روّج قياديون في الفصائل المسلحة لرواية جديدة وهي “مسؤولية قوات سوريا الديمقراطية عن التفجير”، وأن المعتقلين “لا ينتمون إلى أي فصيل عسكري أو فصيل مقاتل”.

وتشير جملة “فصيل مقاتل” إلى الفصائل الموالية لتحرير الشام بأرياف حلب والتي لا يعترف الجيش الوطني بتبعيتها له.

إعداد وتحرير: عكيد مشمش