المبادرات الخيرية خلال شهر رمضان.. حبل النجاة لمئات العائلات في الرقة

أسامة الخلف – الرقة

شهدت مدينة الرقة السورية في الأعوام الأخيرة أوضاعاً معيشية صعبة نتيجة التحولات  السياسية والعسكرية التي قسمت جغرافية المنطقة إلى ثلاث مناطق مختلفة السيطرة ما ألقى بكاهله على الحياة المعيشية.

في المقابل استطاعت 120 منظمة محلية ودولية بالمشاركة مع مجلس الرقة المدني في الرقة منذ تأسيس الإدارة الذاتية بعد خروجها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من إنشاء العديد من المشاريع التنموية.

جهود كبيرة وسط موجات النزوح

الناشطة المدنية ريم ناصيف، قالت إن موجات النزوح التي تعاقبت على مدينة الرقة رتبت علينا مجهوداً كبيراً، خاصة وأن الواقع المعيشي كان شاقاً على النساء المقيمات من السكان المحليين أو النازحات.

وبعد طرد “داعش” من المدينة انتقل العديد من العائلات في مناطق الصراع في دير الزور وريفي الرقة الجنوبي والشمالي وإدلب وحلب إلى مدينة الرقة بحثا عن العمل والحياة، ما أدى إلى إنشاء 53 مخيماً في محيط المدينة وريفها.

وأضافت ناصيف، لنورث برس، أنه إضافة إلى ذلك وفي الفترة الأخيرة تضاعف المجهود علينا كناشطين في المجتمع المدني بعد إخراج مئات العائلات من مخيم الهول وعودتهم إلى المدينة.

وبينت أن مبادراتهم بعد ذلك توجهت نحو دورات مهنية وتعليمية خاصة للأرامل ومعدومات المعيل والنازحات, وكان التوجه دوماً نحو مشاريع وورشات التدريب والتعرف وما بعدها نحو سبل العيش وأساليب استقرار المردود لهن.

مشاريع رمضانية

تقول ناصيف إنه من خلال الصحفيين والإعلاميين استطعنا التعرف على قصص وأوضاع النساء خاصة العائدات من مخيم الهول وتسليط الضوء على واقعهن, وهو ما ألقى بظلاله على إقامة مشاريع خاصة بهن.

إضافة إلى استئجار وتبني دفع أجارات منازل للنازحات والعائدات من الهول  وذلك بالتشارك مع مبادرات طبية وخيرية من الناشطين المحليين بالرقة، بحسب الناشطة المدنية.

وذكرت أنه خلال شهر رمضان استطعنا تأمين أجارات منازل لمعدومات المعيل إضافة إلى توزيع سلال غذائية والتعاقد مع طبيبات وأطباء للعلاج والمعاينة المجانية, وإقامة مبادرات تعليمية لأطفال النازحين والعائدين من مخيم الهول بشكل مجاني، إضافة إلى إقامة جلسات مع العائدين من مخيم الهول التعرف على متطلباتهم، ومحاولة دمجهم بالمجتمع.

تعدد المبادرات الرمضانية

تتعدد المبادرات الخيرية في شهر رمضان أو طيلة أيام السنة، بحسب ما يقوله الناشط وليد المرادي العامل في مبادرة “الرقة بعيون أهلها”.

وبين المرادي أن طبيعة عملهم تعتمد على التحشيد الإعلامي عبر منصة إعلامية أطلق عليها “الرقة بعيون أهلها”، حيث كانت البداية بمبادرة تأمين 100كرسي لذوي الاحتياجات الخاصة، وبالفعل تم إيصال 84 كرسي كهربائي متحرك لهم, إضافة إلى تسليط الضوء على الحالات الإنسانية في شهر رمضان خاصة وطيلة أيام العام.

كما تم خلال الشهر إطلاق مباردة خيرية على ثلاثة مراحل، الأولى في الأسبوع الأول من الشهر وذلك بإيفاء الديون عن بعض الفقراء لأصحاب المحلات والبقالة، حيث شملت هذه المرحلة أكثر من ‪200 عائلة بإيفاء الديون المترتبة عليهم، بحسب ما قاله المرادي.

وأضاف أن المرحلة الثانية ستكون في الأسبوع الثاني، وهي “إعادة ترتيب الأشخاص من المصابين بمتلازمة داون ومرضى الأعصاب  والدراويش, بحيث نقوم بمتابعة وتحسين مستوى معيشتهم واكساءهم وعلاجهم للتخفيف عن عوائلهم”.

أما المرحلة الثالثة ستكون في الأسبوع الثالث، وستكون “كسوة أيتام ويتم التحضير لها في الأسبوعين الثاني والثالث، إضافة إلى كسوة أطفال بعض العوائل الفقيرة في الأحياء البسيطة والشعبية من لباس وشراء هدايا وألعاب ومستلزمات الأعياد”.

وإضافة إلى تلك المبادرات كانت هناك مبادرات أخرى، مثل مبادرة “صنائع المعروف” التي عملت على جمع التبرعات وتقديم مبالغ نقدية للأسر الفقيرة وكفالة الواقع الصحي لمرضى السكري والقلب والسرطان وغيرها, وتأمين أجارات المنازل لبعض النازحين والفقراء والأرامل، بحسب ما قاله عيسى السطم أحد مسؤولي المبادرة.

وبين أنه خلال شهر رمضان كان التركيز على السلال الغذائية, لافتاً إلى أن أهم المبادارت في هذا المجال كانت “صنائع المعروف وإفطار صائم وصندوق أهل الخير وفريق بشائر” والتي استهدفت الأيتام ومرضى السرطان, وحيث تم توزيع أكثر من 1000 سلة غذائية.

المبادرات تطغى على عمل المنظمات

يستغرب خالد العيسى وهو نازح من مدينة البوكمال ويقيم في حي الانتفاضة بالرقة، من أنه لا يرى من عمل المنظمات الدولية والمحلية مما تقدمه تلك المبادرات المحلية, خاصة في ظل شح سوق العمل وحركة الإعمار.

وأضاف العيسى، الذي يعمل في مجال الإعمار والبناء، أنه والعديد من العمال الذين يعملون باليوميات لا يستطيعون تأمين مستلزماتهم اليومية.

وذكر أنه خلال اليوم الأول من رمضان توافد العديد من الناشطين والنشطاء وهم يوزعون سلال غذائية للأسر الفقيرة في منطقة الانتفاضة التي أسكن بها.

وبين أن هذا العمل هو عمل جيد للعوائل الفقيرة وذات الدخل المحدود, ولفت إلى أن المنظمات الدولية والمحلية لو عملت على بعض هذه الأعمال لكان خيراً لها من أعمال لا يستفيد منها أحد.

تحرير: محمد القاضي