6 أعوام على الغزو التركي لعفرين.. ما حال السكان الأصليين؟

غرفة الأخبار – نورث برس

يكمل الغزو التركي لعفرين ستة سنوات اليوم، حيث غزت تركيا رفقة فصائل المعارضة الموالية لها على عفرين بعد نحو شهرين من المعارك مع قوات سوريا الديمقراطية، لتبدأ بعدها بـ “تغيير هوية المنطقة” عبر توطين عائلات عناصر الفصائل التابعة لها وإسكانهم في منازل السكان الأصليين.

وتسببت الحملة العسكرية حينها بنزوح أكثر من 300 ألف شخص من السكان الأصليين، ولا يزال التهجير مستمراً بحقهم حتى الآن من خلال سياسة التضييق عليهم بشتى الوسائل.

ويقول الناشط الحقوقي إبراهيم شيخو، إن نسبة الكرد المتواجدين حالياً في عفرين “لا تتجاوز 25% ، ونسبة كبير منهم يفكرون بالفرار من عفرين نتيجة الفلتان الأمني والتضييق الممنهج بحقهم”.

بالأرقام.. انتهاكات صارخة

مارست فصائل المعارضة السورية التابعة لتركيا أنماطاً عدة من انتهاكات حقوق الإنسان بحق السكان الأصليين في منطقة عفرين، من اعتقالات تعسفية وفرض اتاوات والاستيلاء على ممتلكات النازحين.

ورصدت منظمة “اينسايت” الحقوقية حصيلة للانتهاكات التي ارتكبتها الفصائل في عفرين خلال عام 2023 وهي:

– إتاوات: 104 حالة، حيث تفرض خارج سياق الضرائب التي تفرضها الجهات الإدارية وتفرض  لقاء استعادة المدنيين العائدين من مناطق النزوح القسري لمنازلهم, وعلى مالكـي أشـجار الزيتـون المثمـرة وغيـر المثمـرة, ومـرة أخـرى أثنـاء جنـي محصـول الزيتـون علـى المزارعيـن والمعاصـر وسـيارات شـحنه.

وطالــت الإتاوات ســيارات المدنييــن الخارجــة والداخلــة إلــى مدينـة عفريـن وأصحـاب الجـرارات الزراعيـة، وحتـى المنـح المالية والمســاعدات الإغاثية المقدمــة لمتضــرري الزلــزال.

– اعتقالات: اعتقل 700 شخصاً في عفرين خلال عام، بينهم 604 شخصاً أعتقل  من قبل فصائل الجيش الوطني وهم 528 رجلاً و 54 امرأة و 21 طفلاً و 1 ناشط, وأعتقل 96 شخصاً من الجيش التركي وهم 92 رجلاً و 4 نساء .

– قطع وحرق الاشجار: 160 حالة قطع للأشجار، قطع خلالها 11771 شجرة مثمرة من بينها 8303 شجرة زيتون، بينما بلغت عدد الأشجار التي تم حرقها لـ 3605 شجرة منها 3450 شجرة زيتون.

– استيلاء على الممتلكات: بلغت حصيلة حالات الاستلاء على ممتلكات السكان 39 حالة واستولت الفصائل التابعة لتركيا على 2120 شجرة زيتون.

– سرقات: بلغ حصيلة حالات سرقة ممتلكات 57 حالة و40 حالة سرقة محاصيل الاشجار المثمرة ومن بينها 29 حالة سرقة محاصيل الزيتون.

وحملت “هيومن رايتس ووتش” تركيا مسؤولية “الانتهاكات الجسيمة وجرائم الحرب” التي ترتكبها قواتها والفصائل المسلحة التابعة لها التي تدعمها في الأراضي التي غزتها في شمال سوريا.

وقالت في تقرير أصدرته الشهر الفائت إن “المسؤولون الأتراك ليسوا مجرد متفرجين على الانتهاكات، بل يتحملون المسؤولية باعتبارهم سلطة احتلال، وفي بعض الحالات، كانوا متورطين مباشرة في جرائم حرب مفترضة في ما تسميه تركيا منطقة آمنة”.

ومن جانبه يرى شيخو، أن تركيا تتحمل العبء فيما يجري في عفرين انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية وفق القانون الدولي.

ويضيف لنورث برس: “تمارس انتهاكات يومية بحق السكان الكرد، دون وجود رادع قانوني، ورغم وجود محاكم لكن دورها شكلي، كون القاضي والجاني من الفصائل”.  

تغيير هوية عفرين

وعملت تركيا منذ سيطرتها على عفرين بمساندة المنظمات التركية والكويتية والفلسطينية والقطرية ببناء نحو 38 مستوطنة  تتوزع في كامل ريف عفرين, بالتزامن مع عمليات التهجير القسري لسكان عفرين الأصليين وجلب مستوطنين إلى هذه المستوطنات.

وقال مجلس سوريا الديمقراطية في بيان لها أمس الأحد أن “تركيا والفصائل الموالية لها عمدت إلى ممارسة أقسى الأساليب بحق سكان المنطقة من الكرد، عبر القتل والخطف والاغتصاب والإخفاء القسري، وبناء قرىً استيطانية نموذجية تحت شعارات تدعي الإنسانية بتمويلٍ من دولٍ إقليمية”.

أقرا المزيد

 وأضاف المجلس  تركيا تمارس الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بكل وضوح، وكل المشاهد والمعلومات الواردة من منطقة عفرين تُثبت أنه يمارس الإبادة الجماعية، وهذا ما تكشفه تقارير موثقة لمنظمات ومراصد موثوقة”.

يرى الناشط الحقوقي، إبراهيم شيخو أن هوية عفرين تغيرت منذ اليوم الأول لنزوح السكان الأصليين، من خلال “جلب نازحين من مناطق أخرى، وجرف المواقع الأثرية التي وصلت لـ 75 موقع أثري وتدمير أكثر من 18 مزار ايزيدي, وتداول الليرة واللغة التركيتين ومنع تدريس اللغة الكردية”.

ويضيف: “كل هذه الممارسات تهدف لإحداث تغيير ديمغرافي ومحو هوية المنطقة”. 

نازحون بلا مساعدات

ويناشد شيخو الجهات الدولية بتقديم الدعم لنازحي عفرين اللذين نزحوا منذ 6 سنوات إلى ريف حلب الشمالي، في ظل الحصار الذي تفرضه حكومة دمشق عليهم قائلاً “هؤلاء أيضاً بشر ويستحقون مساعدات أممية ولديهم حاجات إنسانية”

ويعيش أكثر من 100 ألف نازح في خمس مخيمات ومنازل “متهالكة غير صالحة للسكن”  نتيجة المعارك التي وقعت المعارضة المسلحة والقوات الحكومية خلال سنوات الحرب السورية في تلك المنطقة، وفقاً للناشط الحقوقي.

تحرير: محمد حبش