ملابسات جديدة في حادثة مقتل الطفل “أحمد مده” على يد مستوطن في عفرين

عفرين – نورث برس

ظهرت ملابسات جديدة في حادثة مقتل الطفل الكردي “أحمد خالد معمو مده” الذي قُتل الأربعاء الفائت، على يد مستوطن في عفرين بريف حلب، تظهر هذه الملابسات احتمالية تورط أفراد آخرين في قتل “مده”.

وأثارت الحادثة سخطاً شعبياً واحتجاجات في المنطقة، وقمع وإطلاق رصاص من قبل الفصائل المسلحة على السكان المحتجين.

المستوطن يامن أحمد الإبراهيم، الذي ينحدر من ناحية “سنجار” بريف إدلب، قدم إلى عفرين مع عائلته بعد السيطرة التركية عليها رفقة فصائل المعارضة الموالية لها قبل ست سنوات، ويوم الأربعاء قتل الطفل الكردي بطريقة قالت منظمة حقوق الإنسان في عفرين إنها “وحشية” بعد طعنه بعدة ضربات ورميه في بئر ماء.

وقال أحد أقرباء الطفل “مده” (لا نستطيع الكشف عن هويته حرصاً على سلامته)، إن الإبراهيم كان يعمل في فرن والد المغدور وكان قد طُرد قبل أسبوع من الحادثة بسبب السرقة، ليستدرج المغدور إلى منزله بحجة أن لديه محرك وقطع لدراجة نارية لإعطائه لها.

وأضاف لنورث برس، أن قريبه كان يهوى الدراجات النارية ما دفعة للذهاب مع الإبراهيم  إلى منزله.

وفي وصف الحادثة، قال إن الإبراهيم طعن قريبه بعد دخولهما منزل الأول بحوالي عشر ضربات في أنحاء جسده، ثم وضع حبلاً على عنقه ورميه في بئر منزلي يبلغ عمه حوالي 30 متراً.

وحصلت نورث برس على صورة لتقرير الطبيب الشرعي وأكد التقرير ما ورد فوق.

العملية نُفذت ما بين الساعة الثالثة عصراً والسادسة مساءً قبل الإفطار، حين بدأ أهله بالبحث عنه، وبعد أيام على الحادثة وانتشار النبأ، سلّم والد الإبراهيم ابنه إلى فصيل الشرطة المدنية في جنديرس.

وأكمل قريب الطفل “مده” أنهم سمعوا من عدة أشخاص يعملون في المجالس التي تديرها تركيا بعفرين أن الإبراهيم تلقّى مساعدة ستة أشخاص آخرين في عملية القتل، وأشار إلى أن “ما حدث لا يمكن أن يقوم به فتى في سن الـ 18 لوحده”.

وقال في حديثه: “يمكن التأكيد بأن عملية القتل لم تكن وليدة اللحظة، وإنما تم التخطيط لها قبل أيام، وهناك أشخاص آخرون شاركوا في التخطيط (من الممكن أن يكون والد القاتل أو إخوته)”.

وأضاف أن والده سلّمه للفصائل في عفرين “من أجل حمايته”.

وظهرت والدة الطفل “مده” في فيديو على التواصل الاجتماعي وهي بحالة يرثى لها، تقول إنها لن تذهب إلى المحاكم في عفرين لأنها محاكم تابعة لتلك الفصائل، “لن أترك حق ابني، لماذا تقتلون أبناء الكرد؟”.

وقبل أيام قالت لجنة تحقيق الأمم المتحدة الخاصة بسوريا إن نسبة العنف ارتفعت في البلاد، وأن الهجمات التركية في شمالي سوريا قد ترقى إلى جرائم حرب.

وتسيطر تركيا على منطقة عفرين ومناطق أخرى في شمالي سوريا عبر عمليات عسكرية نفذتها قبل سنوات، ولم يصدر منها أي تصريح أو موفق حول حادثة مقتل الطفل “مده” باعتبارها القوة الفعلية المسيطرة هناك.

ومن برلين قال المحامي والناشط السياسي، إسماعيل المحمد، “منذ الاحتلال التركي لمنطقة عفرين وهي تمارس أفظع الجرائم بحق سكانها والتي ترتقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية غير آبهة بما تفرضه عليها القوانين الدولية وخاصة اتفاقيات جنيف الأربعة”.

وأضاف لنورث برس، أن جريمة مقتل الطفل الكردي “لم تكن لتقع لولا التسهيلات التي تقدمها حكومة العدالة والتنمية لتلك الفصائل”.

فتركيا تغض النظر عن انتهاكات الفصائل المسلحة التابعة لها وتساهم في تهجير الكرد من مناطقهم واستقدام عوائل المسلحين من مختلف المناطق السورية وتوطينهم في منطقة عفرين، بحسب المحمد.

إعداد: حسن المحمد – تحرير: عكيد مشمش